كـتـاب ألموقع

لِمقامِ كلِّ أمٍّ وأمي// د. سمير محمد ايوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

لِمقامِ كلِّ أمٍّ وأمي

الدكتور سمير محمد ايوب

الاردن

 

وأنا، حُبَّاً، عِرفاناً وإحتراماً، في كل آنٍ، وكلِّ مكان، أقبل رأس أمي، وكل أمٍّ مضت أو ما زالت، تلون الحياة وتعطرها، بالفرح والأمل والعزم والرضا:

 

أعتذر من كل أنثى، تمنت من أعماقها، أن تكون أمّاً. ولكن إرادة الله ومشيئته وحكمته، حالت دون تحقيق أمنيتها. 

 

وأعتذر من كل أمٍّ عقَّها، بإلإهمال، النسيان، التقصير، ألإهانة، أيٌّ من بناتها أو بَنيها.

 

وأعتذر من كل أم، إبتعد عنها أي من فلذات كبدها، طلبا للعلم أو للرزق أو للعلاج، أو تلبية لواجب.

 

وأعتذر من كل أمٍّ، مبتسمة، راضية، حانية، مسامحة، تتقبل شقاوة وعَفْرَتَةً صِغارها وكِبارها.

 

وأعتذر من كل أمٍّ، عقَّها زوجٌ ظالمٌ جاحدٌ جِلْفٌ، حرمها بقسوةِ أي مُبَرٍّرٍ ، من أبنائها وبناتها.

 

وأعتذر من كل أمٍّ تكدح وحدها كالرجال، أو كَتِفاً إلى كَتِف مع شريكها، لإطعام ضناهم وكسوتهم وتعليمهم وتربيتهم.

 

أما امهاتنا اللواتي تَعِزّ على الوصف والقول، الممسكات بجمر الصبر الجميل، فهن أمهات الشهداء والأسرى والجرحى، لهن تنحني الهامات والقامات، وتقبل الأيادي. لهن ولكل حبة تراب من وطن العرب، نجدد العهد والوعد، وإنا لمنتصرون بإذن الله وعزم الرجال.

 

ربي إغفر لهم وإرحمهم . ربي إجعل جنات المتقين مأواهم .

 

الأردن – 22/3/2018