اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

تَمَهَّلْ، إني ألفُ مُعْتَرِفٍ!// د. سمير محمد ايوب

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

تَمَهَّلْ، إني ألفُ مُعْتَرِفٍ!

الدكتور سمير محمد ايوب

الاردن

 

(مبكرا، صبيحة يوم الاحد 15/4/2018، في المدينة الطبية في عمان، يستسلم قلبي مضطرا، طائعا وراضيا، لمبضع الجراحين في مركز القلب هناك. أنا وقلبي بالتأكيد، بأمس الحاجة للكثير الكثير من دعائكم الطيب للشفاء العاجل).

 

وأنا اشكر لكم تفضلكم، إسمحوا لي أن أداعبَ هذا الشقي المُتْعَبِ بالقول: 

 

أحقا يا فتى هَرِمْتَ، واحتَلَّكَ السقَمْ؟ يا رفيقي من زمااااان، أأصابَكَ السأمْ؟. أُثْقِلُ عليكَ لو تطاولتُ مُتَمَنِياً: ليتَكَ كما بَدأتْ. فدوامُ الحالِ يا صاحبي مِنَ المُحال. وسبحانَ مَنْ لا يَتَغيَّرْ.

 

أجْهَدْتُكَ يا فُؤادي، فَلَمْ تَعُدِ الإستثناء. لن أُعاتِبَك، وأنتَ ممن يليقون بفلسطين وأمةِ العرب .أغنَيْتَني بِنُبلِ مَن إنتقوكَ وطافوا رِحابَك، وبالطيور الهاجرة لشرفات غيطانك.

 

سعيدٌ بصُحبَتَك. ولكنها إستراحةُ المُحارِب في المنتصف. كمواسم الإصرار في فلسطين، عائد لك. كياسمين الشام منتصرٌ، ناهضٌ باسقٌ كنخلِ العراق، قائمٌ كعنفوان اليمن. طيورُ رعدك تُبشر بِشهيِّ المواسم.

 

أتخذِلُني وأنا أُحسن الظن بعشرةِ العُمْر؟ أأذْكُرْك وتُذَكِّرُني؟ أيار1975 ، تحت صنوبرات بيروت، أرتجفتَ ولكنك أكملت. آب 1976في وارسو – بولندا، صَهَلتَ وأكملت. في أيلول 1979 في لندن، تمرَّدْتَ كثيرا وأكملت. وفي تشرين 2013 في عمان، ترنحت مذبوحا من الألم وتابعت، وفي الثامن من تموز 2017 في عمان، غفوت على صليبك، ولكنك قُمْتَ وتابعت. مِشواري معك يا شيخ الشباب طويل، فإستعد. المآل ما زال بعيدا كما أتمنى، بعيدا ما زال.

 

لن تسقط إلا في الضربة الفنية القاضية، فأنت في الأكناف. لن تخذل أطيب الناس وأعز الناس. لن تشي خوابيك بعطر أجمل النساء. فدعوات أمي مُذْ حَبوتَ، تسألُ الله أن يرعاك. ترجل أيها الفادي عن صليبك. وستبقى أوجاعُك غير مشروعة. قم فأنا العاصي، وخطايايَ مُتناسِلة. ولكن:

 

( على هونك يا خريف العمر ، تمهل !

 

أبوس روحك يا وقت الرحيل ، لا تعجل !

 

صبري يحاصرني ، وحلم طفلي تأجل .

 

خيلي ترادفت ،عنود تسابق الوجد وتصهل .

 

على مودِك يا خريف العمر،

 

دع عنك لعبة التلويح ، فإني ألفُ معترفٍ :

 

طفلي يشاغبُ شاهراً سيفَه ، يُلَوِّنُ الريح .

 

إني ألفُ مُعْتَرِفٍ ،

 

يطوفُني حزنٌ حَميم ، وفي خبايا شيبي يقيم .

 

إني الفُ مُعترفٍ ،

 

بالوجد الصريح ، وحِسْبَةِ السنين ، بلا تلميح .

 

ولكن ،

 

إن كنت حقا صاحبي ، تمهل لا تسافر،

 

فعمر الموت أقصر من فوضى المشاعر .

 

هيا إبحث معي عن دَرْبْ ،

 

وَدَعْ عَنْكَ لومي ، فما في الكهف جميلٌ ،

 

وباقي العمر يِنْحَبْ . )

 

يا رب .

 

الأردن – 11/4/2018

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.