اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

ألأردوغانيون العرب// د. سمير محمد أيوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 د. سمير محمد أيوب

 

 

الموقع الفرعي للكاتب

ألأردوغانيون العرب

د. سمير محمد أيوب

 

أردوغانيات – إضاءة اولى

...والتآمر مُطبقٌ على أمة العرب من كل حدب وصوب، دمُها مسفوحٌ، ثراها مُستباح، شرفها مُنتهكٌ، ووجودها على أكفّ  شياطين العدو الصهيوأمريكي وأبالسة كلابهم. وبالطبع، فإن الأردن، كغيره من الكيانات السياسية العربية، حاليا في خطر مرعب من نفس الأكف. مشاريعُ التصفية السياسية الكاملة، على النار وعلى عينك يا تاجر.

 

الأوضاعُ الداخلية الأردنية، ليست بخير هي الأخرى. الفساد المُمَأسسُ يَمسُّ كرامة المواطن، ولقمة عيشه، وحقه في العمل والتعليم والعلاج والسكن الكريم.

 

في ظل عفن الإنكسار والعجز والقهر العربي، هناك كثرة في الأردن وخارجه، مكيفين على فوز أردوغان، ومشغولين بالمباركة لبعضهم البعض.

 

طبعا، مبروك للشعب التركي، من إرتضوه بالإنتخاب رئيسا لهم. فهذا بالتأكيد شأنهم الداخلي. ولكني، أعيبُ على مُتبادلي ألتهاني، مهما كانت مبرراتهم. وأتَفَهَّم فَرَحَ الأتراك بفوزه. من حقهم أن يروا في أردوغان حاكما يبدو صالحا لهم ولبلدهم. حافظ عليهم. حوَّلهم من دولة فاشلة إلى واحدة من أقوى الإقتصاديات. جعل بلده قوة إقليمية مهمة ذات نفوذ، وعلامة صعبة في خرائط الإقليم.

 

وأتَفَهمُ فَرحَ بسطاء ناسنا بفوزه. وأظن أن هذا الفرح دليل على إدراكهم بما يحصل هنا من فشل، وتمنيهم للإصلاح.

 

وأظن أن فرح بسطاء الناس، ما جاء من عبث. فناسنا مهزومون مأزومون، مفتقدون للبطل. منذ رحيل جمال عبد الناصر، وإغتيال شهيد الأمة صدام حسين، وسرقة مضامين الثورة الفلسطينية، وتجريفها من الداخل، باتت أمة العرب تبحث عن بطلٍ قوي يُجدد عندهم الأمل، حتى لو هبط بطلهم من بلاد الواق واق أو من تركيا.  فَرحُ بسطاء الناس هو من باب التمني. لعل الله يُقيِّضُ لهم، من يرتقي بالتجربة الإقتصادية والديمقراطية، الى مستوى ما يجري في تركيا.

 

أما للقائلين بأن نجاح أردوغان نصر للإسلام، أقول: تركيا ليست دولة دينية، وأردوغان ليس خليفة أو شيخَ طريقة في صومعة السياسة، بل تاجرٌ عصري برجماتي شاطر. أتت به صناديق الاقتراع الحر. يلعب بإقتدار بأوراقه، وفق قوانين العلمانية والعولمة وإقتصاديات السوق. فتلك قوانين تُلزِمة بمجاورة الحجاب لأسواق الدعارة، وفق أحدث ألنظم ألمعاصرة للدعارة. أردوغان ليس تعبيرا حقيقيا  صحيحا عن الإسلام. ولا يمثل الإسلام الوسطي، لِيُحْتَرَمْ. بل يُحْتَرَمْ لأنه تاجرٌ عصريٌ كفؤٌ، منسجمٌ مع طموحاتِه، ومع قِيَمِ السوقِ السياسي، ومتطلبات الإنتهازية فيه.

 

أما للقائلين بمواقف عظيمة لأردوغان تجاه العرب، يحسن تذكيرهم، بأن دراسة الماضي بالغة الأهمية لمعرفة الحاضر وإنارة طرق المستقبل. من أجل هذا أسأل ألأردوغانيين هنا، ألمتحمسين لسيدهم السلجوقي: أنسيتم الخوازيق العثمانية؟! هذا السلجوقي الصالح بنظر أهله، عدو قديم لنا. إرجعوا لتاريخ العثماني، وإستذكروا ما مرَّت به أمتكم من تخلف بسببهم.

 

ومن ثم، يحسن أن تتذكروا، أن تركيا عدو حديث لكم، محتل لأرض عربية هي لواء الاسكندرون السوري، تماما كما يحتل الصهاينة  فلسطين، وكما تحتل إيران لواء المحمرة العراقي والجزر الإماراتية، وكما تحتل إسبانيا مدن سبته ومليله المغربية.

 

وتذكروا فيما يجب أن تتذكروه، أن قاعدة إنجرليك وغيرها من قواعد الناتو في تركيا، قد أسهمت وما تزال، في تدمير وإحتلال عراقنا وسوريانا وفلسطيننا، وفي تفتيتها. وقوات أردوغان تجاور قوات أمريكا في قاعدة العيديد في قطر، للتواطئ من هناك على بلاد الحجاز وغيرها.

 

وللواهمين بأن أردوغان مُحررٌ غدا فلسطين، أقول: تذكروا بأن تركيا، هي واسطة العقد الإستراتيجي للصهاينة. وهناك لمن يود أن يُبصر ويتبصر أكثر من دليل. منها العلاقات الدبلوماسية والتجارية والعسكرية والإستخبارية والأمنية والمناورات العسكرية. أتنسون أن الرجل عضو في حلف الناتو الراعي الأكبر لعدوكم الصهيوني. في هذا الشأن أردوغانكم هذا، تاجر كذاب منافق ليس أكثر. ولن يحرر فلسطين بالقوة، إلا أحرار أمة العرب ومعهم كل أحرار العالم.

 

بعيدا عن أي مضامين سياسية، لو تمنى أحدكم التقدم والتنمية ومحاربة الفساد، على النمط الأردوغاني، ساعتها بدلا من التهاني والتبريكات الساذجة أو المشبوهة، لقلنا: تعالوا نتحاور حول التجربة الإقتصادية والديمقراطية التركية، دون إبعادٍ لإمتنا عن قضاياها الرئيسة، أو توجيهها نحو أعداء وأصدقاء وهميين. ولا تنسوا وأنتم تعيدون ترتيب أوراقكم، وأضغاث أحلامكم، خوازيق التآمر، ولا تتباهوا كالعَنْزِ بِلِيَّةِ النعاج البلدية. وتذكروا أيضا أن تركيا مثل أي قوة في العالم، تَحُثُّ الخطى وراء مصالحها الوطنية. وأن المصالح السياسية متغيرة ودائما بلا مبادئ وبلا أخلاق. ولا تقاس صِدْقِيَّةُ أردوغان، بما يقول، بل بما يفعل على أرض العرب.

 

الاردن – 25/6/2018

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.