كـتـاب ألموقع

الجنوب السوري في مرمى التحرير// د. سمير محمد أيوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 د. سمير محمد أيوب

 

 

الموقع الفرعي للكاتب

الجنوب السوري في مرمى التحرير

إضاءة على المشهد في سوريا

د. سمير محمد أيوب

الاردن

 

منذ بدايات حرب الإرهاب عليها، عرفت سورية، مشاريع وخطط تسوية عديدة. طرحتها وروجت لها، القوى الرئيسة المتعاقبة، على إدارة يوميات الصراع الوجودي مع الدولة السورية الوطنية، وجيشها البطل وقواه الرديفة.

 

أدرك المعنيون في الدولة السورية، أن جوهر الصراع مع الإرهاب، هو قضية وطنية لا القضايا الإنسانية. فقاومت مدعومة بالشعب والأصدقاء، كل الضغوط والمناورات وأدوات التقتيل الإرهابي والتدمير الوحشي.

 

لذا، حددت سوريا منذ بدء النزال، خياراتها السياسية. وحسمت كيفية فرض وجهات نظرها، وخاصة على جبهات الإرهاب ورُعاته الأصلاء وأدواته الوكيلة. فاستخدمت بذكاء وإتقان وصبر، كل ما كان متاحا بين يديها، من أدوات الدهاء السياسي والقوة العسكرية البرية والجوية، لتقضم أعداءها وتهضمهم، الواحد تلو الواحد، بتصميم لم يُتَأتِأ. ولِتُحكِمَ سيطرتها على أرضها شبرا شبرا. وتُملي وجهة نظرها

 

وها هي اليوم، بساطير الجيش العربي السوري، والقوات الرديفة، تعلن باقتدار وجرأة، صافرة البدء في إنهاء معاقل الإرهاب والغزاة والمارقين والعملاء، في جنوب غرب سوريا (درعا والقنيطرة وحوران) وتفرض إرادة الوطن الأم، على غِرار ما فعلت في الغُوطةِ الشرقيّة وحلب.

 

إنتصار الجيش السوري، سيكون سريعا حاسما وشموليا. بعد:

 

-  فشل الأمريكي وكلابه من متصهينين عرب، في ترسيخ مواقفهم العسكرية والسياسية في سوريا، إضطره للتخلي عن هَمَلِ المعارضة وإرهابييها، بعد فشلهم بمهامهم .وككل عميل لم يعد لهم عند مُشَغِّلَهُم ، إلا الإلقاء بهم في محرقة إدلب.

 

-  إنهيار الرِّهانات الإسرائيليّة، على فصائل وفسائل المعارضات لحماية جبهة الجولان.

 

-   وضوح الرغبة الاردنية لعديد الاسباب، في عودة المعابر الحدودية الى السيادة الكاملة الى الحكومة السورية. فتح معبري نصيب- درعا، جابر – الرمثا، يُحَتِّم سيطرة الجيش السوري ،على الطريق الدولي الذي يَربِط دِمشق بعمان.

 

تؤكد وقائع الجبهات، لكل مبصر بصير، أن القوات السورية وباقة حلفائها، قد نجحت بإمتياز، في قضم التفوق العسكري لعدوها الصهيوني، وفي ضعضعت غطرسته الجوية. مما مكنها من إحداث تغيير بَيِّنٍ ، في قواعد الإشتباك العسكري معه.

 

طوفان معركة تحرير الجنوب السوري، سيحدد بالقطع، المعالم الكيانية والديموغرافية والسياسية الجديدة للمنطقة. الحافلات الخضراء الشهيرة، وطوابيرها في درعا، لم تعد إشاعة أو أمْنِيَةً، بل قدرا محتوما، بتنا على مشارفه، لتنقل آلاف الإرهابيين من جنوب سوريا، إلى مقبرتهم الأخيرة في قيعان ارض إدلب، ومن هناك، الإسراع بهم الى لقاء حورياتهم، وفق وعود ألأنبياء المعاصرين للإرهاب، وامراء المتصهينين من العرب.

 

سوريانا، رغم تآمر كل زناة وسفهاء الكيد السياسي، وبغايا التواطئ والعمالة ، تأبى أرضها أن تتعهر أو تُرطُن بالعبري.

 

الأردن – 29/6/2018