كـتـاب ألموقع

من أجمل ما قرأت (النص 48 بتصرف)// د. سمير محمد أيوب

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

المجموعة: سمير محمد ايوب

تم إنشاءه بتاريخ السبت, 25 آب/أغسطس 2018 10:29

كتب بواسطة: د. سمير محمد أيوب

الزيارات: 2415

د. سمير محمد أيوب

عرض صفحة الكاتب

من أجمل ما قرأت (النص 48 بتصرف)

د. سمير محمد أيوب

الاردن

أحد حراس الشمس ، كتب يقول:

في رسالة تم العثور عليها، في ملابس شهيد عربي، إستشهد في إشتباك مع الإرهاب، في عاصمة من عواصم العرب، يقول فيها:

وقد مِتّ، لا تُصدِّقوا أيًّا مِمَّنْ يتكلمون عن بطولاتنا، وهم يسرقون طعامنا. ولا تُصدِّقوا أيًّا من الجالسين في مكاتبهم، ويتشدقون بالبطولة وهم يعيثون فسادا وإفسادا في الأرض. ولا تُصدِّقوا قَوْلاً لِمَنْ يًعْلِنون حبَّهم لنا وللوطن، وهم بالفعل يخونوننا، ويُمْعِنون طَعناً في الوطن . الكثير مما سيقال لكم، عن موتي ورفاقي وجراحنا، هو تكاذب ونفاق وتلطي وإتجار رخيص. مهما كانت فصاحته وبلاغته، أوصيكم بالهروب من مُطَوَّلاتِه الممجوجة.

نحن حرَّاسُ شمس الوطن وأقماره ونجومه، ما حَمَلْنا دمَنا على أكفِّنا إلا برضا وقناعة. قاتَلْنا دفاعا عن أرضنا وعرضنا. جئنا الموت مُبتسمين. ودَّعْنا أحبابَنا ودَفَنَّا أصحابنا. عِطْرُنا بأثوابنا دماءٌ زكية، لن تُسامِحَ أيَّا خانَ أو تقاعسَ أو تواطأ أو قصَّر.

-     فإن قالت لكم أمي في برنامجٍ تلفزيونيٍّ سخيف: كان ولدي يتمنى الشهادة، لا تصدقوها. فأنا لم أقل ذلك. لأني مثلكم عاشق للحياة. ولا أتمنى الموت. لكنّ المذيعة المتأنِّقَةِ بسخاء، أقنعتها أن تقول عني ذلك.

-      أما صديقي ذاك، ألذي زَيَّنَ صفحته في الفيسبوك بصورة لي، وتغنى شعرا بشهادتي، فلا تصدقوه  هو الآخر. لأنه منافق كبير. ما أكثر المرات ألتي طلبتُ منه مبلغا بسيطا من المال سلفة، لكنه كان يتهرّب مني.

-    أما ذاك المسؤول الحكومي، أو شيخ الدين المعمم أو الملتحي، أو السياسي مخضرما كان أم طازجا يتدرب، أو الحزبي الهاوي والمحترف، أو البرلماني المحمول بأسانسيرات من كل لون ومن كل جنس، فلا تصدقوأ أيّاً منهم أبدا. خاصة حين يتغنون بروحي القتالية العالية، وحبي للوطن في حفلات  التأبين وحفلات الزار السياسي. أترونَ نظاراتهم وربطات عنقهم الأنيقَة تلك، وسيارتهم الفارهة؟ لقد إشتروها وغيرها من الممتلكات والمتع، من سرقة المعونات المخصصة لنا، نحن أبناء الفقراء والحرّاثين والبسطاء في بلدنا.  أما أبنائهم وبناتهم وخدمهم وحشمهم ومرافقيهم، فهم إما في الخارج، على شواطئ الريفيرا الفرنسية او ألإسبانية او المغربية، أو متخفين بألبسة مموهة، في الكافيهات والمقاصف و و و و وتشحيط السيارات.

-     وهؤلاء الذين يطلقون الرصاص في الهواء، ترى من هم؟ لم نرهم أبداً في أي معركة؟!! قولوا لهولاء الغزاة الجدد: نعم فرساننا كما قُلْتُمْ. فهلا مِثْلَهُم كُنْتُم؟! . فلا خُنْتُم ولا بِعْتُم ولا زِدْتُمْ ودائعكم، وأترعتم حقائبكم!!! حتف ابطالنا، كان بكأس خيانة صافي، إستشهدوا وقاتلهم خلفهم ، يشيد بالأوصاف.

لا تصدقوا سوى تنهيدةَ أمهاتنا عندما يمكن  وحيدات، وإنكسارَ أبائنا، ودمعة خفيفةً نبيلةً من حبيبةٍ، لطالما وُعِدَتْ  أنْ نكونَ بخير.

قولوا لآمهاتنا: إذا جاؤوكن، وقد نفشوا كروشهم، بظروف فيها عن دمنا بديلا من قروشهم، وقالوا أبناءكم الأبطال  دمهم في الثرى طَللٌ، هنيئا إنهم البطل، فتوبوا عن مواجعكم ولا تذروا مدامعكم. أماه ساعتها، جُدْنَ دمعة حرة، وإبكينا على صمت. وأخفين في الحشا الجمرا.

وقُلْنَ الحق إن قُلتُنَّ: ضِيا عيني قد ضحَّا، وعانى الجوع والجُرْحا، وقاسى القتلَ والذَّبْحا، لتبقوا في مناصبكم، لتبقوا في مناصبكم.

الله غالب ....

الأردن – 25/8/2018

• < السابق
• التالي >