اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

ثرثرة في الحب (19)- بالْكُمْ إقْتَنْعَتْ؟!// د. سمير محمد أيوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. سمير محمد أيوب

 

عرض صفحة الكاتب

ثرثرة في الحب (19)- بالْكُمْ إقْتَنْعَتْ؟!

د. سمير محمد أيوب

 

ما أنِ إنشقَّ القمرُ أو هكذا خِلْتُه، وانتثرت نجومُه في السماء، هاتَفْتُها. سيدةٌ  لم تكن قد تجاوزت عِقدَها الخامسِ بكثير. تحملُ معها فائضَ جمالٍ يتجاوزُ التضاريسَ البيولوجية. سرعانَ ما أقبلت تتقافزُ على رملِ الشط  الناعم النظيف، وهي بالكادِ تُلامِسه. وتتعمَّدُ أن تُخالِطَ دندناتُ الموجِ الخفيفِ موسيقى خِلْخالِها.

 

وعيناها يغشاهُما دمعٌ لا يَنهمر،  بنظرةٍ قلقةٍ أنهضَتني، وهي تقول: هات يدك، هيَّا نتمشى مع الليل. فالبدر ما زال في أوَّلِه. أطعتُ مُستسلما دون أن أنبس ببنت شفة. فقد كان لعطرها الباريسي روح غازية. وكانت قد ألبست وميضَ عينيها، وتمتمات بسمتِها الكثير من حريرِ الإقناع.

 

أحتضنت أصابعي بدفء كفها، وكأنها تحتضن فنجانَ قهوتنا المعهود. ما أن خَطَوْنا، تنهّضدَتْ وهي تقول: كَبِرْنا يا شيخي، وما زِلْنا أطفالا نبحثُ عن إجابات، نحتاجُها صُبحَ مَساء. ثم توقَّفَتْ واستدارت قبالتي. أحاطت وجهي بكفَّيْها وضغطت بعطرهما. وبكلِّ ما أوتيت من تضاريسٍ تعي مَلامَحَها، سألَتْ بما يكفي مِنَ الإلحاح: مَنْ غَيْري أيُّها الشقيُّ....؟

 

أبحرتُ في عينيها المُتَنَمِّرة. حاولتُ أن أُسْكِتَ شفتيها بِحنانِ إبهامي. قَهْقَهتُ مُشاكِساً وأنا أحاول التملُّصَ مِنْ مُلاقاةِ تخابُثِها الأنثوي، قائلا:

 

... وهَلْ إستبقيتِ يا صغيرتي الجميلة ، أحداً سِواكِ؟

 

بالكم اقتنعت؟

 

فمنذ ذلك الحين، لم يَعُدْ يُفارِقُني أيٌّ من ملامحها.

 

الأردن – 2/11/2018

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.