كـتـاب ألموقع

القتلُ بإسمِ تَدَيُّنٌ مغشوش- إضاءة على المشهد في مصر// د. سمير محمد ايوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. سمير محمد ايوب

 

عرض صفحة الكاتب

القتلُ بإسمِ تَدَيُّنٌ مغشوش

إضاءة على المشهد في مصر

د. سمير محمد ايوب

 

كعربي مؤمن برب كل الناس، يطحنه الفقر والبطالة واليأس، يعتصر قلبي وعقلي وضميري، ألَمٌ مُمِضٌّ، على  بسطاء من أهلي في مصر الكنانة، نساء وأطفال ورجال، قتلوا بجبنٍ غادر. كان كل ذنبهم، أنهم في طريقهم إلى كنيستهم، لمناجاة خالقهم سبحانه، بالقول يا رب.

 

مرجعيات كلاب النار المسعورة، وأتباعهم من ظلاميين جبناء. ينتحلون خطابات متدنية، نكهتها إسلامية، والإسلام منهم براء. يكررون بالغدر الجبان، إغتيالا جماعيا للعرب المسيحيين في مصر. يهيجون الغرائز، لمنع خلق الله، من قول يا رب، في المساجد وفي الكنائس.

 

مصر في مأزق سياسي- وطني، وأخلاقي حقيقي كبير. جرائم الظلاميين هناك، موصوفة معروفة متكررة. الدولة بالتواطئ أو بالتباطئ عاجزة، إلا عن الإدانة  والشجب والإستنكار الحيي. السؤال: من أول الدم الطاهر البرئ، إلى أين؟

 

الكل يعلم، أن جوهر التطرف المتلطي بتدين مغشوش، زرع صهوني شيطاني. بعد كل ما جرى في جنوب السودان، وسوريا والعراق، أباتت مصر على مقصلة التقسيم؟!

 

أحتار من أعزي مع نفسي، أسر الشهداء في مصر، وشرفاء الأمة العربية، أمِ القابضين على جمر الإيمان والمواطنة والإنسانية؟ أشعر اليوم أني كبشَ فداء، أُقتَلُ في كل مرة، غدرا وبنفس الأسلوب والنهج والمبررات. أقْتلُ يوميا، من ظلاميٍّ متطرف يحمل السلاح، ومن نظامٍ عاجز، ومن جبانٍ صامتٍ عن الحق والعدل.

 

(ياصديقي المؤمن هنا وهناك، أنا لا أكترث، إن كانت صلاتك لله، في مسجد أو في كنيسة. يكفي أننا نلبي النداء لطاعة معبود واحد، سواء نادانا عبر مئذنة مسجد أو ناقوس كنيسة.

 

ياصديقي المؤمن هنا وهناك، أنا لا أكترث، إن أقسمت باسم الرب أو بإسم الله. يكفيني أننا نستعين بصدق بإله واحد. 

 

ياصديقي المؤمن حول كل ضفاف الإيمان، أنا لا أكترث، إن كانت نجواك مع الخالق، بشمعةٍ تضيئها أو بسجدةٍ تطيلها. يكفي أننا نناجي الرب نفسه، واثقين بقدرته ورحمته.

 

لا يهمني ياصديقي، إن توسلت في إيمانك بالصلاة على محمدٍ، أو بشفاعةِ يسوع، عليهما أطيب الصلاة والسلام. يكفي أننا نتوسل برسولين من إلهٍ واحد، بُعثا بالحق والرحمة.

 

أحترمُ يا أخي هنا وهناك، مرجعك إن كان أباً أم شيخاً. وأحترم كتابك. إن كان مصحفاً أم إنجيلاً. جُلَّ همي أن نحب خالقاً واحداً، يشعرنا بالأمن والأمان. والصلاة  له تغرقنا بالإطمئنان.

 

وليتك تعلم يا أخي، كم سيبدو جميلاً هلالي، حين يعانق صليبكَ. الطائفيةُ ذنب كبير يا أخي. علينا أن نغسله بماء الإيمان بخالقنا، وحب رب كل الناس، ففداحة التنكر لهذا الإيمان والحب، تؤذيني وتؤذيكَ..!!

 

الأردن – 5/11/2018