اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

إضاءة على المشهد الإجتماعي: مع الأحفاد// د. سمير محمد ايوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. سمير محمد ايوب

 

عرض صفحة الكاتب

إضاءة على المشهد الإجتماعي: مع الأحفاد

الدكتور سمير محمد ايوب

 

تضم باقة احفادي، أحد عشر كوكبا دُريَّا، وسراجا منيرا وقنديلا مُسرجا. خمسة + ستة، من الإناث والذكور. يحيطون بمعارج سهرتنا الرمضانية كل يوم. يضفون عليها، الكثير من المتعة الطازجة، والشغب المحبب، والتنوع المتكامل.

 

سألتني إحدى حفيداتي بالأمس، مستفسرة عن أجمل ما قرأت مؤخرا. ضحكت وانا اقول لها ولباقي الحفيدات والاحفاد، قاصدا متعمدا، البطئ الشديد بالرد: ما قرأت مؤخرا يا إبنتي، كان ظهر الأمس. وهو رَدُّ الإمام الشافعي، على أحد مريديه، حين سأله قائلا: أيَتخاصمُ الرجلُ مع والديه يا إمام؟

 

رَدَّ الشافعي بحزم قاطع، مشوب بشيء من غضب: ولا حتى مع نَعْلَيْهِما. فربكم هو القائل: "وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا...... ولا تقل لهم أفٍّ ولا تنهرهما..... وغخفض لهما جناح الذل....." وهناك الكثير ايضا.

 

وهنا تساءل حفيد آخر قائلا  : حتى في اختلاف الرأي؟

 

قلت كما قال الإمام موافقا: إثبات الحجة على الوالدين عقوق بشع، حتى وأن كنت على حق. وهنا تذكروا، حتى في محاكم الدنيا، لا يحق لك قانونا ولا شرعا ولا خلقا، ان تشهد على اي من والديك.

 

قال اصغرهم : كيف أبَرُّ والديَّ إذن؟

 

قلت بفرح بيِّنٍ، وانا انقَّل بصري بينهم جميعا: بِرَّهُم بفعلِ كلّ ما يسعدهما، دون أن يطلباه منك.

 

وأضفت قائلا: وإنتبه من أن تجمّل منطقك مع الناس، ولا تكترث لمنطقك معهم. فمن الوقاحة، أن يكون كلامك مع الناس، أجمل من كلامك مع ابويك.

 

متى أعرف أنني كبرت يا جدي؟ كان سؤال اصغر احفادي سنا.

 

قلت وانا انكوش له شعره المسرح جيدا: ستكبر كثيرا، فقط حين تبدأ بالخوف على والديك، أكثر من خوفك منهم.

 

وهنا سألتني حفيدتي الجامعية: ما اليُتْم يا جدي؟

 

قلت وانا ابادلها ابتسامة دهقونية بمثلها: اليُتم نوعان. أصغر وهو فقدُ الوالدين. ويُتم أكبر وهو فقدُ رضاهما.

 

قالوا بصوت متفق عليه: آتنا من لدنك، وصية تلخص ما أضافت إليك الحياة يا شيخنا، من خبرة ومعرفة وحكمة.

 

قلت وبصيرتي قبل بصري، تحيط بهم احاطة فلسطين بعنفوانها: أطيلوا النظر في وجوه والديكم، فربما تأتي أيام تغمضون فيه عيونكم، لتتذكروا ملامحهم. جعلوكم أمراء في صغركم، فإجعلوهم ملوكا عند كبرهم. وإسألوا الله أن يرزقكم بِرَّهم. وأن يبارك  لكم فيه. وفي  المحصلة يا رعاكم الله، إجعلوهم من السعداء.

 

الاردن – 10/5/2019

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.