اخر الاخبار:
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

ثرثرات في الحب– الثرثرة 52: على الله تعود// د. سمير محمد ايوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. سمير محمد ايوب

 

عرض صفحة الكاتب

ثرثرات في الحب– الثرثرة 52: على الله تعود

د. سمير محمد ايوب

 

صَمْتُ أواخرِ الليلِ مُحتالٌ مُراوِغٌ، مُعَبّدٌ لِسانُه بالجَمرِ كُلُّه. البارحةُ والليلُ يَتَهجىّ طلائعَ ضوءِ الفَجر، سائَلَني ذاك الصمتُ بِشئٍ من شماتةٍ مُفاجِئَة: ماذا تفعلُ مُتَقَوقِعاً في ثنايا أصدافِك، صامِتاً كأبي الهول؟ ما بالُ جَفناكَ قد هَجرَهُما النوم حتى الْتَوْ ؟ لَمْ أعُدْ أفهمُ هَمَّكَ وحَزَنَك ، يا صديق النوى والجوى والسهاد!!!

 

قلتُ بغيظٍ بَيِّنٍ:دعْكَ مِمَّا يُحزِنُني، فهو كثير. ولكن أصْدِقْني القولَ يا نديمَ تواليَ الليل،أصحيحٌ أنَّ هناكَ حُبٌّ بِلا مَسٍّ مِن جُنون؟ وأنا هنا بالتأكيدِ لا أقصدُ النزوةَ العابرة.

 

سارعَ مُستنكِراً، وكأنني أحْمَقاً أوْقَعَتْه أبالسةُ تَواليَ الَّليلِ ، بينَ يديهِ: أتَقصِدُ حُبّاً عاقِلاً خاليَ الدسم، مُشَذَّباً مُهذباً مُؤدَّباً مثلا ؟ أتعني حُبّاً مُثلَّجاً ، ياقاتُه بيضاءُ مُنَشَّاةٌ بِحِرص؟ حُبّاً طيِّباُ مُسالِماً صديقاً للبيئة ؟ أو حتى حُباً ساذَجا حَدَّ العَبَطْ؟

 

وأكْملَ، دون أنْ يَمنحني فرصةً للأجابةٍ على زخاتِ إستنكاراتِه: عن نفسيَ، فأنا إُحبُّهُ طازَجاً أنيقاً، بِطَعمِ الكثيرِمن الجُنونِ العاقِلِ، ونَكهةِ اللامعقولِ المُفارقِ للرَّتابَةِ، ومًتوالياتِ التَّوَقُّعِ ومَحطَّاتِه، حتى لو كانت كلُّها مكتومةً، أو جُلُّها يا صديقيَ الحيران.

 

تَنَهَّدْتُ ضَجِراً بِصوتٍ مُتثائِبٍ. فاستطالَ الصمتُ بِظله الكثيفِ مُشاكساً، إلى المُسَجِّلَةِ المُسترخيةِ بِحضنيَ كَقِطةٍ وديعة. وفَصَلَها عن التيار. وأزاحها جانباً. وقال: دَعكَ من وديع الصافي، وصوتِه الجَبَلي. لا تُنادي على مُفتَعِلي مُبرِّراتٍ أوهى مِنْ خيطِ العنكبوت ، للضياعِ في بلاد الله.

 

أطْبِقْ جَفْنَيكَ. وأغلِقْ عُيونَ قلبك. وَنَمْ قريرَ العَيْنِ. كَيْلا يرى مُتَرَبِّصٌ، هَمومك  في طُرُقِها وحَواريها. وأتْبِعْها، بِلَمْلَمَةِ ما قد يَتَبقى لكَ مِنْ أشلاءٍ. واركض أمامَك. فكلُّ الطرقِ ما زالت هناك. تَهْمِـسُ لك يا صديقي، بِهـدّوءٍ: لقد كانوا يوماً هُنا، ورحلوا.

 

ساعَتَها فقط... ، دَنْدِنْ كما يَشاءُ لكَ الصَّافي، ويَحْلو لِقلبكِ . دَنْدِنْ لكلِّ مَنْ يصعبُ نِسْيانُهُم من الراحلينَ ، الضائعينَ في ديارِ الله ، الباقونَ سِرّاً في النبض: .... على الله تعود بَهْجِتْنا والفْراح ، على الله.....

 

الاردن – 24/8/2015

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.