اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

المحتال صهيوامريكي، والجُهَّالُ عرب!// د. سمير محمد ايوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. سمير محمد ايوب

 

عرض صفحة الكاتب

المحتال صهيوامريكي، والجُهَّالُ عرب!

الدكتور سمير محمد ايوب

 

يا امة تضحك من جهلها كل الامم واللمم

بمناسبة تجديد ارامل وايتام ولقطاء اوسلو، الدردشة والوشوشة والتأتأة، عن خطر تهويد " المستوطنات " ووادي نهر الاردن، تذكرت حكاية كان هُدهُدي قد رواها لي عن طبخة الوهم وصفقة البَصْمْ. أفاد هدهدي لا فض فوه: أن محتالا في بلاد حبرستان، كان قد اشترى حمـــارا، وملأ فمه بشئ يشبه الذهب. وأخذه إلى السوق. وعندما نهق الحمار، تساقط الذهب من فمه. فتجمع الناس حول المحتال، حين ابصروا الذهب المتساقط من فم الحمار، متساءلين عما يَرَوْن. أخبرهم المحتال، كلما نهق حماره، يتساقط الذهب من فمه.

 

سرعان ما ابتدأت جولات من التفاوض لنقل ملكية الحمار. وفي النهاية اشتراه كبير في القوم بمبلغ كبير. سرعان ما اكتشف المشتري، بأن غباءه وطمعه كانا ضحية عملية نصب.

 

فانطلق مع ربعه فورا إلى بيت المحتال. وطرقوا عليه بابه. فأفادت شريكته بأنه غير موجود. وأنها سترسل الكلب في الحال لإحضاره لهم. وأطلقت كلبا كان محبوسا لديها. فهـــرب الكلب لا يلوي على شيء. وبعد قليل عاد زوجها برفقة كلب، يشبه تماما الكلب الذي هرب.

 

ساعتها، نسي القوم وكبيرهم لِمَ جاؤوا. وإبتدأت جولة جديدة من التفاوض والمساومات لشراء الكلب. وبعد جولات مكوكية من الأخذ والرد المضني، إشتراه أحدهم بمبلغ كبير. ثم ذهب إلى بيته وأوصى زوجته أن تطلق الكلب الصفقة، ليدعو اولاده واحفاده من الحي. فأطلقت الزوجة الكلب. لكنهم لم يروه بعد ذلك. ذهب ولم يعد بالطبع. فعرف الكبير ومن تبعه، أنه كَمَن سبقه تعرض للنصب.

 

فانطلق مع رجاله وانصاره واتباعه ومريديه والمتفرجين الصامتين، إلى بيت المحتال. ودخلوا البيت عنوة. فلــم يجــدوا سوى شريكته هناك. فجلسوا ينتظرون عودته. ولما عاد، نظر إليهم ثم إلى زوجته. وقـــال لها: لِمَ لَمْ تقومي بواجب الضيافة لكرام القوم؟ فأجابت بصلف: إنهم ضيوفك، فقم أنت بواجبهم.

 

فتظاهر الرجل بغضب شديد. وأخــرج من جيبه سكينا مزيفا. وطعنها في صدرها حيث كانت تخبئ، كيسا مليئاً بصبغة حمراء تشبه الدم. وتظاهرت الشريكة بالموت. صار الرجال يلومونه على هذا التهور. فقال لهم المحتال: لا تقلقوا يا قوم. لقد سبق وأن قتلتها أكثر من مرة. وأستطيع إعادتها للحياة مرة أخرى. وفورا اخرج مزماراً من جيبه. وبدأ يعزف عليه. فقامت الشريكة على الفور، أكثر حيوية ونشاطا. وانطلقت لتعد لهم القهوة لكبار القوم وحكمائهم وقبضاياتهم وسحيجتهم وشبيحتهم.

 

نسى الرجال لِمَ جاءوا. واشتروا منه مزماره بمبلغ طائل. وعاد الذي فاز بصفقة المزمار. وطعن زوجته طعنة نجلاء في كبدها. وبات الليل عازفا فوق جثتها. فلم تَفِقْ بالطبع وبالتأكيد.

 

وفي الصباح سأله تجار القوم وكبارهم، عما حصل معه. فخاف ان يخبرهم، انه قتل زوجته. فادعى ان المزمار يعمل بشكل جيد. وانه تمكن من إعادة إحياء زوجته. فاستعاره القوم منه، وسارع كل منهم الى طعن زوجته.

 

وبعد أن طفح الكيل مع كبار وتجار وصغار وفجار القوم، ذهبوا إلى بيت المحتال. ووضعوه في كيس. وأخذوه الى البحر ليغرقوه فيه. ساروا كثيرا حتى تعبوا. فجلسوا للراحة. وأخذهم النوم في غفوة عميقة.

 

صرخ المحتال من داخل الكيس، فجاءه راعي غنم. وسأله عن سبب وجوده معتقلا داخل الكيس، وقومه نيام؟ فأجابه المحتال متأففا: بأنهم أهله، يريدون تزويجه من إبنة كبيرهم. لكنه يعشق ابنة عمه. ولا يريد بنت الرجل الثري. حسبها الراعي سريعا في عقله، وقرر أن يحل مكانه في الكيس، طمعا بالزواج من ابنة الثري. فدخل مكانه في الكيس. وأخذ المحتال الغنم. وعاد إلى البلد.

 

ولما نهض التجار، ألقوا الكيس في البحر. عادوا فرحين الى المدينة. لكنهم وجدوا المحتال أمامهم، ومعه 300 رأس من الغنم. فسألوه متعجبين. فأخبرهم بأنهم لما ألقوا به في البح ، خرجت له حورية بارعة الجمال وتلقته. وأعطته ذهبا وغنما. وأوصلته الى الشاطيء. وأخبرته بأنهم لو رموه بمكان أبعد عن الشاطيء، لأنقذته أختها الأكثر ثراء، وأعطته آلاف الرؤوس من الغنم، وهي تفعل ذلك دائما مع جميع الغرقى. فانطلق الجميع الى البحر، قبل ان يتم حديثه لهم. وألقوا بأنفسهم في لججه. وصارت البلد، بأكملها ملكاً للمحتال. 

 

عليكم العوض يا قوم الدنيا تفاوض ومفاوضات ومساومات. وتبا والف تب، لذوي الجهالة والعمالة والتفريط والتقاعس، وأتباع إن حادت عن راسي  بسيطة!!!.

 

الأردن – 21/11/2019

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.