كـتـاب ألموقع
أيُسْتَتاب الحُرُّ ؟!!!// د. سمير محمد ايوب
/ 0
- المجموعة: سمير محمد ايوب
- تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 27 كانون1/ديسمبر 2019 10:58
- كتب بواسطة: د. سمير محمد ايوب
- الزيارات: 1328
د. سمير محمد ايوب
أيُسْتَتاب الحُرُّ ؟!!!
د. سمير محمد ايوب
إن أحبَّ كلَّ حبَّةِ تُرابٍ في الوطن العربي الكبير، تماما كما يُحبُّ ترابَ القيامة والأقصى وعكا وغزة وسَمَخْ؟!
أيُستتاب هذا الحُرُّ إن عَشقَ كلَّ قطرةِ دمٍ من شهداء وجرحى أمته، كما يعشق دمَ أبي علي إياد ودلال المغربي وسناء محيدلي وغسان كنفاني والشيخ ياسين؟
! أيُستتاب هذا العربي إن أحس بكلِّ آهٍ موجوعةٍ أو حالمةٍ لنشمياتِ ونشامى أمته في صنعاء ودمشق وبغداد وبيروت وعمان والقدس وليبيا والخرطوم وووو؟!
أيُستتابَ هذا العربي الحُرُّ إن عبدَ ربَّ كلِّ الناس، في معبدٍ أسماه كنيسةً أو مسجدا أو حُسَينِيَّة أو عبده في الهواء الطَّلِق على حواف الطرق او الحقول، أوصامتا في الساحات؟!
ليتَ إدارة الفيس بوك كانت قد حجبتني من زمااااان، لأكتشف أنني كنتُ أحاول فيما أكتب وأنشر، أن أقتديَ وأن أهتديَ بهذا العربي الحر. ما تفضلتم به علي من تعقيبات على غيابي القسري عن الكتابة والنشر هنا، ادمعتني فرَحا وفخرا وإمتنانا، وألزمتني بمواصلة النشر وبالمزيد من الإرتقاء فيما اكتب أو أقول.
من اجل هذا، أظن أنَّ في مقاصد هذا النص، بعضٌ من حبي وشكري لكل منكم ، اينما كنتم . صباحكم فرح ان شاء الله سبحانه.
إذْرِفْ دمعة !!!
من أجمل ما قرأت وسمعت،
تبقى الطرقُ كما هي، إن عبرتها بسيارة فولكس واجن أو كاديلاك. أليس كذلك؟!
ويبقى من تتصل به عبر هاتفك الجوال هو هو، إنْ هاتَفْتَه بسامسونج او بآيفون إكس . أليس كذلك؟!
وتبقى الوجهةُ التي تقصِدُها هي هي، سواء طِرتَ إليها بدرجة رجال الأعمال أو الدرجة السياحية . أليس كذلك؟!
وبالتأكيد سيبقى الوقتُ هو الوقتُ، سواء كانت ساعة معصمك من النوع البسيط الرخيص، أو روليكس مذهبة أو أوميغا مرصعة، اوغيرها من الماركات والموديلات.
إنشغالنا بزيادة مستوى معيشتنا، دون الالتفات لزيادة مستوى حياتنا، أمر مدهش حقا. بالتأكيد، ليس هناك اي خطأ بساعة الأوميغا أو الروليكس، ولا بسيارة الكاديلاك. ليبارك الله لكم بها. فاذا كنت تملك أيّا منها، إستعملها واستمتع بها، لا ضير في ذلك.
ولكن، في السعي لتعزيز مستوى معيشتك، لا تساوم على مستوى حياتك. فليس مستوى معيشتك هو ما يجعلك سعيدا، بل مستوى حياتك هو الذي يجعلك سعيدا. ننسى في أغلب الاحيان، أن نُولِيَ الاهتمام بتلك الاشياء التي تستطيع أن تجعلنا حقا سعداء.
سافر على درجة رجال الأعمال أو الأولى لا مشكلة. ولا مشكلة ايضا، إن قُدْتَ الكاديلاك أو البنتلي. ولكن عند القيام بذلك، لا تُساوم على المبادئ التي تحسِّن أيضا من مستوى حياتك.
بعض الناس فقراء جدا جدا، بل هم في فقرٍ مُدْقعٍ، إن كان كلُّ ما يملكونه هو المال فقط. إن كان المال هو كل ما لديهم، فكأن حياتهم هي معيشةٌ تحت وطأةِ الفقر.
إذا كان المال هو كل ما تملكه، فأنت أفقر شخص على وجه الأرض، لأن هناك المزيد لتعيشه اكثر من المال. وهناك طرق كثيرة لتعيشها أكثر مما يستطيع المال أن يشتريه.
إذا كنت تريد أن تعرف كم أنت غنيٌّ حقَّاً، إذرِفْ دمعةً، وراقب عددَ الأيدي التي سَتَمتدُّ لِتمسحَ لكَ تلكَ الدَّمعة.
سعادتُنا، وزيادةُ مستواها وتعميقها وإدامتها، ليست موجودةً في ما نقتني من ماديات، ولكنها بالتأكيد موجودة في الناس، وفي دفء علاقاتنا بهم
الأردن - 6/12/2019
المتواجون الان
566 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
