اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

للدنيا كلها، باللهجةِ العربية العراقية// د. سمير محمد ايوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. سمير محمد ايوب

 

عرض صفحة الكاتب 

للدنيا كلها، باللهجةِ العربية العراقية

           يا امة تضحك من جهلها الامم

د. سمير محمد ايوب

 

دَعْ عَنكَ روما والذي فيها. دَعْ عنك طهران وإسطمبول. ثم دَعْ عنك موسكو وقَيصرَها. ودَع عنك أمريكا، وأنذالَ من ساد فيها ومن بادْ. إنس كل فِسطاطٍ مِنْ حَوْلِك، وعلى مَدّ البصر، ففي كلٍّ مِنها شيءٌ، من قلعةِ الأسود.

 

دع عنك، ودَعْ عنك وَدَغ.... وتعالَ، نلقِ السلامَ على أمِّ الشرائع. ونلثم الرصافة والكرخ وسامراء والجنائن المعلقة. تعال نمشي الهُوَينا في ثراها. فهناك من تصرفوا بِحدودِ الأرض والتُّخَمِ، فيها حِلْمُ الرشيدِ وعِلمُ المأمونِ ونَخوةُ المُعتصمِ.

 

وإنْ ذهبَ الزمانُ، أتدري ماذا سيحدث لك، حين تُمسِكُ بقلبكَ نخلةٌ عراقيةٌ باسقة، وتسري بروحك ليلا، من الوجع المُلَوَّثِ إلى الأزل؟ أو يحمِلك بساط سعفها إلى الأبد؟

 

دون أن تبرح موضِعَك، وقبلَ أن يرتَدَّ إليك طرفُك، تنقلك من حاضرٍ ولا أوجع, إلى إبتساماتِ عشتار، عبر بوابات بابل وسومر وأشور. حتى تحط بك في أحضان جلجامش. وتتسامى معك بحثا عن سر الخلود، ألجالس بخشوعٍ في الحضرة الحامورابية، وشرائعها ألتي طُرِّزَتْ بالحروف المسمارية, والنقوش السومرية والبابلية والآشورية. ستحكي لك شهرزادٌ العراق، قصة التاريخ، في وطن كان إسمه ألعراق ألعظيم. ساعتها، ستسمع وتنصت وتتمتم نحيبَ روحِك.

 

في هذا التضييع العابثِ بالعدَم، أتدري ما عليك أن تفعل، حينما تفتح لك ماجدةٌ باسقة، عتباتَ مثوى الحسين، رمزُ الحقِّ والبسالةِ وسيدُ الشهداء، ساعتها إحنِ القامةَ والهامةَ لِطُهرِ أرضك. وقَبْلَ أن يرتد إليك روعُك، أخرج قلبك من صدرك، راقصهُ مُتَرَنِّماً مع دمعك، مزهُوَّا بعراقيتك العربية. فبغدادك حاضرة الدنيا وشاغلة الناس، وهي تخفي جراحاتها عميقا في خائناتِ الأعين. قهرت هولاكو وكلَّ الغزاة الساكنين في التاريخ، والساكنين في ضواحي واشنطن والسيليةِ والعيديد وحَفْرِ الباطن وتل أبيب. ناهيكَ عن كل المارقين من الزرقاوي والمكاوي والواوي والبغدادي، وكل حثالة الملتحين.

 

يا دجلة الخير، يا أم البساتينِ، أحَيي سَفحكِ، من قرب وعن بُعدٍ فحييني. كنتِ الحبيبةَ قبل الطاعون. وبعدهُ تبقينَ مثوى شهيد الفجر، صدام شهيد الامة، وشوامخ ماجداتك، ورجالك الغر الميامين. أبا الشهداء، نأتيك موجوعين متعبين وغرقى. أمدُدْ بِساطَك، فًكَّ جدائل دجلة والفرات، وإنسَ العتابا .عُدْ مع نبوخذ نصر، والمنصور والمطهرين من آل البيت الغر الميامين. وأقيموا قيامَتَكُمْ. فما لبغدادٍ عنكم بديلا.

 

كَم قمرا في عراقنا العظيم، غالُـوا أهِلَّتَـهُ! كَم نَجمَةٍ فيها غير مدفونة، تَبكي الآنَ في الطِّينِ! كَم مَسجِدٍ وحسينية وكنيسة فيها، وكَـم دارٍ باتت بالغدر مُهَدَّمَـةَ! عودوا بنا إليها. خُذْونا إلى كـلِّ دَمٍ فيها. فقد عَشعشتِ الأوجاعُ في كربلاء والموصل وكركوك والأنبار والنجف وسامراء والحلة. وعَرَّشَ دمعُ المروءةِ ، في كل الشرايين.

 

يا أطهر الطين، يا سادة اللحظات الماجدات، ألوجعُ بَعدَكُم فقيرٌ فقيرٌ فقيرْ. لِنُعيدَ إكتشافَ الأبجديةِ العراقيةِ للعز المُلْهِمْ، لَمْلِموا قتلانا وإتحدوا. لَمْلِموا أرواحنا فقد يَبِسَتْ. أنثروا إلى الأبد صدى سطوتكم، ليتحد العقل والدين. فعلى رجعِ أصوت دِمانا فقط ، إتِّحادَ السِّيـنِ والشِّيـنِ.

 

الآردن – 23/1/2018

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.