كـتـاب ألموقع

عشوائيات في الحب– العشوائية 41: يا ناعسَ الطَّرْفِ// د. سمير محمد ايوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. سمير محمد ايوب

 

عرض صفحة الكاتب 

عشوائيات في الحب– العشوائية 41: يا ناعسَ الطَّرْفِ

د. سمير محمد ايوب

 

ما زال في قلبيَ متَّسعٌ لأفراحك. على ضفاف انتظاره، أُصارعُ ما لا أوقِنُ من شكوكيَ وخوفيَ. أغربله، أعيد تسميته، وترتيب أولوياته. أخبأ بعض شكوكي في غيمٍ عابر، علَّها مع لواقحِ الريح تتبدَّد. وأحنِّطُ بعضَ مخاوِفي، كما فعل فراعنةُ ذاك الزمان.

 

فثمةَ امرأة بداخلي تسألُ عنكَ وتُلحُّ. وما أنْ قرَّرْتُ أنْ أسألك عما أجيبها به، سمِعتُ منادٍ، خِلْتُه أنتِ، يُنادي:

( يا ناعسَ الطَّرْفِ لا ذُقْتَ الهَوى أبَداً، أسْهرْتَ مُضْناكَ في حِفْظِ الهَوى، فَنَمِ.

يا نَفْسُ دُنْياكِ تُخْفي، كُلَّ مُبْكِيَةٍ، وإنْ بَدا لَكِ مِنْها حُسنُ مُبْتَسَمِ ) .

 

أعلمُ أنّ بعضَ الحبِّ كالبنادقِ أو كالسيوفِ أو كالخناجر. بعضُها للحرب، وبعضها للعرض والزينة. ولكنك أوجعتني وأدمعتني. أحتاجُك لتَقرَّ عيني . أحتاجُ ذِراعَك لأتَّكِئ عليها. أحتاج راحة يدك لتحتضن خدَّايَ, وأصابعَك لتَعبث بشعري. أحتاج رأسيَ عندَ صدرك لأنصت عن قربٍ لنداء قلبك، وأنتَ تُكرِّر يا ناعسَ الطَّرفِ . أحتاجُ كلَّ هذا . فأنتَ وَهُمْ ، مِنْ مُقتضياتِ صمتيَ الحنون.

 

 في بردِ الصَّمتِ الحزين، كُنْ حبيبيَ الثَّرثار. كُنْ أكثرَ حبَّاً، وارحل بعدها متى شئت. متى أردتَ إرحَلْ.

 

الاردن – 18/7/2020