اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

لبنان مقبرة، تتسع لأكثر من حرب مصغرة// د. سمير محمد ايوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. سمير محمد ايوب

 

عرض صفحة الكاتب 

لبنان مقبرة، تتسع لأكثر من حرب مصغرة

إضاءة شاهِدٍ لسنينَ عجافٍ طِوال

الدكتور سمير محمد ايوب

 

بعد فترة من الاحتقان والغليان، بفضل العراك السياسي ومناوشاته وابتزازاته في لبنان، على عدة خلفيات، يبدو ان جُلَّ اللبنانيين بكل كتلهم الديموغرافية وإفرازاتها البشرية، بكل تلاوينها الكلاسيكية والمستجدة، لم يدركوا بعد وأظنهم لن يدركوا، فمنذ سُلِخ بالتآمر لبنان عن أمِّه سوريا، غير مسموح للبنانيين أن يدركوا،  ان البحث عن حقائق غير موجودة او مُسيسة، له تكاليف باهظة، اقلها تعظيم التشظي، وتفتيت المفتت بل وتآكله.

 

بقرار واحيانا بلا قرار، تنفجر شوارع امراء المذاهب والاحزاب والزواريب. وبسرعة قياسية تنقلب الاجواء الداخلية واولويات السلم الاهلي. وبسرعة قياسية أخرى يتدفق السلاح المنظم والمتفلت، الى الساحات والمحاور القديمة والمستحدثة. كلا السلاحين المتفلت والمنظم، متوفر نوعا وكمّا غب الطلب في لبنان. وبسرعة قياسية ثالثة، يطغى صوت الرصاص، ويسيطر على كل صوت، وكل معادلات الذاكرة والمأمولة، وبعقل مُخَرَّبٍ يعودون الى تجريب المُجَرّبْ.

 

المجازر الدموية بكل تداعياتها الكبيرة والصغيرة، العابرة والمقيمة، تخفت وتتوهج على صُعُدٍ مختلفة، في اي مكان في لبنان، دون معرفة اسبابها ومسبباتها الحقيقية. وإن عُرِفت بالتأكيد بواباتها وعتباتها، وبالتاكيد أيضا تبعاتها. فلم يَعتَد أحد في لبنان، ترك دمه على الارض، لذا فإن إعداد الساحات لمواجهات متدحرجة في الشارع، وحروب مصغرة متنقلة ورجراجة، على قدم وساق، سيناريوهاتها تسابق الزمن والعقل.

 

اللبنانيون " ليسوا شعبا واحدا "،  ولذا فهم عاطفيون، فضائلهم ونقائصهم حادة، ولاؤهم لمذاهبهم ليس وليد ايمان، بل مصالح آنية ومتقاطعة مع الخارج او الغير، او مع المير او البيك او الزعيم او الشيخ او البطريرك، وكما هو علميا معروف، فإن الولاء المنافي للكرامة الانسانية، بطبيعته ولاء معاد لآخرين في نفس الوادي او في وديان أُخَرٍ.

 

التدخلات الخارجية وتوابعها الداخلية، المتاجرة بالدستور والقوانين والمؤسسات وضمان الحريات والبحث عن العدالة وسِلْم أهلي أوْهى من بيتِ عنكبوت، تشي كلها بأن لا تغيير جذري في لبنان، بل هناك جمر متّقد لاذع يلوح وميضه تحت الرماد.

 

حين يتأقلم اللبنانيون مع تاريخهم الآبعد، ويتصالحوا مع واقعهم الراهن، وحين تصبح مصلحة لبنان كل لبنان، فوق كل مصلحة، ستضحك أعين اللبنانيين، وتدمع عيون عدوهم الوحيد اسرا – ئيل، حينها فقط.وإلا فإن الغد، هو يوم آخر، في مستنقع المُحاصَصات.

 

الاردن – 18/10/2021 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.