اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

لا لقيصر... نعم لسوريا// صالح الطائي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

صالح الطائي

 

عرض صفحة الكاتب 

لا لقيصر... نعم لسوريا

صالح الطائي

 

لم تكتف الشمطاء أمريكا بلعب دور "الفتوة" وتهديد الدول الفقيرة والضعيفة والقلقة في العالم كله فحسب، بل واستنبطت طريقة وضع قوانين تحت مسميات مختلفة تهدد بها الأمم والشعوب، تيسر لها مهمة التضييق عليها إلى حد الإفقار الخطير الذي يُعرِّضها إلى خطر الإبادة الجماعية والموت جوعاٍ.

 

وقد أثبتت التجارب أن هزيمة أمريكا في أي مواجهة العسكرية؛ في أي بقعة من العالم تدفعها عادة لاستغلال موقعها لإصدار قوانين وحشية، تغطي عليها منظمات الأمم المتحدة الدولية لتمنحها الشرعية، كل ذاك من أجل تحويل هزائمها إلى انتصار قذر بكل الموازين، وهو الأمر الذي تحقق مؤخرا على الأراضي السورية بعد أن لاحت في الأفق هزيمة القوى العميلة لأمريكا على أرض سوريا العروبة.

 

ومن تلك القوانين التي عشنا المأساة بسببها القانون سيء الصيت الذي فُرض بموجبه الحصار الجائر على شعبنا العراقي الأبي بغطاء من المنظمات الدولية والأمم المتحدة سنين طوال أنهكتنا وأربكت وضعنا.

وآخر تلك القوانين التي سنتها أمريكا؛ لا أبقى الله لها سنا ولا ناباً هو "قانون قيصر" الذي سمي بهذا الاسم نسبة إلى شخصية صُوَرِّية مختلقةٍ مجهولةٍ لا يعرفها أحد ولا سجل يثبت وجودها تحت اسم "قانون قيصر" الخاص بخنق سوريا وقتل شعبها.

 

وقيصر هذا شخصية وهمية مختلقة لا يوجد ولو دليلا واحدا على إثبات وجودها على أرض الواقع، ادعوا بأن قيصر الخرافي الأسطوري هذا نجح في تسريب معلومات خطيرة وصوراً لضحايا التعذيب في معتقلات وسجون حكومة سورية في الحقبة المحصورة بين عامي 2011 و 2014. ومن ثم أضفوا على تلك الكذبة الصلعاء وقارا زائفا بعدما اعتبروها أدلة فوتوغرافية كاملة الثقة، بل وزيادة في الثقة قاموا بعرضها في متحف ذكرى محرقة الهولوكوست بالولايات المتحدة، واعتمدتها الأمم المتحدة كوثائق لا تقبل الشك. كل هذا ولا يوجد ولو دليلا بسيطا واحدا على وجود هذه الشخصية المختلقة، ولا دليلاً على كيفية معرفته بأسرار جميع المعتقلات والسجون السورية.

 

والقانون في واقعه اسمٌ لعدة مشاريع قوانين كانت مقترحة،تقدم بها الحزبان الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس الأمريكي، وكلها مُوجَّهة بالأساس ضد حكومة وشعب سورية، ثم أقرَّها مجلسُ الشيوخ في كانون الأول 2019، وبعدما أجازه الرئيس الأمريكي ترامب أصبح قانونًا نافذا، ليبدأ فرضِ عقوبات مختلفة على الحكومة السورية وشعبها ووكالاتها العسكرية وكل المتعاونين معها. على اعتبار أنه مثلما فُرض الحصار الجائر على الشعب العراقي في تسعينات القرن الماضي بحجة حماية المدنيين العراقيين، سوف يُسهم إقرار قانون قيصر حسب ادعائهم أيضافي حماية المدنيين السوريين. أما في حقيقته فهو حصار إبادة حقيقيٍ ضد أهلنا الطيبين في سوريا، يستهدف جميع طبقات الشعب ولاسيما الحلقات الأضعف التي أنهكها القتال الطويل وحالة فوضى الحرب الأهلية التي يعيشها البلد الشقيق والخراب الذي طال جميع مرافقه، بدليل أن القانون لا يستهدفُ الحكومة السورية وحدها، وإنما يستهدف الأفراد والشركات وكل من يُتهم بالتعاون معها،ويستهدف كذلك بشكل مباشر عدداً كبيراً من أهم الصناعات السورية التي يتعلق الكثير منها بالحياة العامة وإنتاج الطاقة والبنى التحتية للشعب السوري، وكل ما يتعلق بأعمال الصيانة المدنية والعسكرية.

 

وبموجب هذا القانون أصبح فرض العقوبات المشددة أمرا كيفياً محتملاً على كل من يُتهم مجرد اتهام بأنهقدم دعماً مالياً أو لوجستياً للحكومة السورية أو لأي شخصية سياسية في الحكومة السورية، بما في ذلك توفير القروض وسندات الائتمان الخاصة بالتصدير بغية خنق حركة السوق السوري بشكل كامل، وإيقاف عجلة الاقتصاد وتدميرها دون النظر إلى عدد الأطفال والمرضى والشيوخ الذين سيموتون جرّاء هذا الحصار، وكأن صورة آلامنا القديمة تتجدد أمام أنظارنا.

ولإتمام عناصر الجريمة النكراء عمل القانون الجائر على محاصرة قطاع البترول السوري بشكل كامل من خلال فرض عقوبات مشددة على كل من يقدمسلعة أو خدمة أو تكنولوجيا أو معلومة أو أي دعمٍ آخر يُسهم في زيادة أو إدامة الإنتاج المحلي من النفط والغاز الطبيعي والمشتقات النفطية الأخرى لسد الحاجة المحلية بما يعني توقف وسائل الانتاج والنقل بشكل كامل.

 

وسعيا لتدمير قطاع الخدمات هدد القانون جميع الشركات والاشخاص الأجانب الذين يبرمون عقوداً تتعلق بإعادة الإعمار في سوريا؛ التي هي اليوم عبارة عن أنقاض ودمار شبه كامل وفي حاجة ماسة لإعادة إعمار بعض المرافق المهمة.

وهي كلها خطوات تعيد إلى ذاكرتنا ما فعلته أمريكا المجرمة أثناء حصارها للشعب العراقي البطل، وكيف أسهمت في تدمير قطاعات الصحة والاقتصاد والمال والإعمار والتعليم، وأجبرت الكثير من العراقيين على بيع كرامتهم بل وشرفهم من أجل لقمة يسدون بها أود أطفالهم، حتى تحولت علبة حليب الأطفال إلى حلم عصي التحقيق.

 

إن إنسانيتنا وآدميتنا وعروبتنا وقيمنا، ولنقل: وديننا كلها تأمرنا بالوقوف إلى جانب الشعب السوري أفراداً وجماعات، ومد يد العون وتقديم الدعم الكامل لأهلنا في سوريا، فسوريا خاصرة قلعة الدفاع، وخسارتها تعني أننا سنكشف كامل ظهورنا للأعداء، وبالتالي سنندم يوم لا ينفع الندم.

  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.