اخر الاخبار:
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

حول بذاءات الشيخ المشبوه سعد المدرس بحق الخليفة الثاني عمر الفاروق// علاء اللامي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

علاء اللامي

 

عرض صفحة الكاتب

حول بذاءات الشيخ المشبوه سعد المدرس

بحق الخليفة الثاني عمر الفاروق

علاء اللامي

 

العقل الطائفي العنصري مريض وإذا قدر له أن يشفى من مرضه فسوف يتمارض! العقل الطائفي لاعقلاني أساسا لأنه يقوم على الأوهام والخرفات والمقولات المنتزعة من سياقاتها الحقيقية وهو في سعيه لبناء مصدات ضد الهجوم الطائفي أو العنصري المضاد، أو إطلاق هجوم معنوي أو مادي على خصمه  يصدق نفسه بفعل تكرار تلك الأوهام والخرفات والمقولات المسلوخة وأيضا بسبب تأييد الجهلة في خندقه لما يقول. هذا الكلام ينطبق على كل محرض طائفي أو عنصري بغض النظر عن اسم طائفته أو عنصره.

 

في الأسبوع الماضي كنا شهودا على حادثتي استفزاز طائفي: الأولى حين غير المتحدث باسم الوفد السعودي الى مؤتمر الحلبوسي البرلماني اسم رئيس الوزراء العراقي من عبد المهدي إلى عبد الهادي لأن مذهبه الوهابي يحرم التسمي بهذا الاسم فأرد الشيخ المتحدث والذي لم ينتخبه أحد أن يفرض قناعته على المسمى بهذا الاسم وما يرمز إليها من طائفة اعتادت التسمي بأسماء كهذه وقد أثارت هذه الحادثة ردود أفعال صاخبة من قبل رسميين وبرلمانيين وناشطين على مواقع التواصل من المسلمين الشيعة والحادثة الثانية هي الإساءة البذيئة البالغة التي وجهها شيخ شيعي على منبر ديني وأمام جمهور من طائفته لرمز من رموز الإسلام عموما والإسلام السني خصوصا هو الخليفة الرابع عمر بن الخطاب مدمر الامبراطوريتين الظالمتين البيزنطية والفارسية متهما إياه بالأبنة مستندا على نص زعم وجوده في كتب التراث. وقبل هاتين الحادثين هناك العشرات إن لم تكن المئات من أمثال هذه الحادثة لعل من أشهرها الكلام أو نشر الكتيبات عن زواج المتعة أو "تفخيذ الرضيعة" لدى الشيعة وهؤلاء أيضا احتجوا بنصوص تراثية أو كتب فقه معاصرة للخميني وغيره.

 

إن مجرد السقوط في كمين هذه المرموزات الاستفزازية الطائفية ومناقشة صحتها من عدمها يعتبر نصرا لعناصر التحريض الطائفي والتكفيري، ولكن الرفض والاستنكار لها ضروري ومهم فهو أول خطوة صحيحة باتجاه تجريمها وتحريمها.

اللافت أن إساءة المدرس  للخليفة عمر بن الخطاب لم تثر أية ردود فعل رسمية شاجبة ورافضة كما أثارت الحادثة الأولى وهذا مفهوم بسبب واقع هيمنة أحزاب الطائفة الأكبر على حكم طائفي مكوناتي. ولكنها أثارت ردود فعل شاجبة وبحدة من قبل يساريين وديموقراطيين وحتى إسلاميين عراقيين غالبيتهم من الشيعة، إنما يسجل بأسف أن الحادثة الأولى ومثيلاتها ضد المسلمين الشيعة نادرا ما تثير ردود أفعال شاجبة من قبل المدونين والناشطين من العرب السنة وهذا أمر مؤسف فعلا.

 

*إن العقل الطائفي المأخوذ بأوهامه وخرافاته وأحقاده المتحولة في حركته الى حقائق رغم أنف الحقيقة يقفز على الكثير من الأمور بطريقة غبية . فالمدرس مثلا في اتهامه لعمر الفاروق مثلا يقفز على حقيقة أن علي بن أبي طالب الذي يقدسه ويدافع عنه كان باعتراف التراث الشيعي بمثالة المستشار الأقرب للخليفة عمر بن الخطاب بل هو يكرر في لحظاته المفاخرة القول المنسوب الى الإمام علي والقائل (لولا علي لهلك عمر) ولا يريد أن يجيب على سؤال بديهي يقول، على افتراض صحة هذه التهمة البشعة والفرية القذرة كيف يرتضي علي أن يكون بهذا القرب من عمر وكيف يرتضي المسلمون لأنفسهم أن يكون خليفتهم بهذه الصفة السلبية في مجتمع قيمي قوي الانشداد إلى الأخلاقيات النبيلة روح الفروسية السائدة آنذاك؟ ومثله يقفز منافسه المحرض الطائفي السني على حقائق مماثلة منها حقيقة أن أكثر من 95% من ملايين الشيعة لا يعرفون شيئا ولم يسمعوا من قبل بموضوع "تفخيذ الرضيعة" وأن السطر الذي وجده هذا المحرض المشبوه في مخطوطة فقهية لأحد رجال الدين لا يمثل إلا كاتبه وفي سياقه الفقهي الخالص!

إن دوم الاستقطاب الطائفي شرط من شروط بقاء نظام المحاصصة الطائفية الذي جاء به الاحتلال الأميركي الذي لا يريد ساسة الطوائف له أن يزول ويسحب قواته المتبقية من البلاد، وهو السبب الأهم في استمرار وتفاقم ظاهرة التكفير الديني لدى المتطرفين في الخندقين السني والشيعي بعد أن تحول المجتمع إلى خنادق متقاتلة ومتعادية بعد قرون طويلة من التعايش السلمي. بمعنى أن المفخخات التي يفجرها التكفيريون والمجازر التي يرتكبها أعداؤهم من الجهة المقابلة  لا يتحمل وزرها ومسؤولتها المجرمون المنفذون المباشرون فقط يل يتحملها أيضا المحرضون الطائفيون من أمثال الحبيب والمدرس والدليمي طه والعريفي.

 

إن تجريم التشهير الطائفي والديني والطائفية السياسية التي تغذيه هو الخطوة الصحيحة الأولى التي ينبغي على النظام الوطني الديموقراطي القادم في العراق أما النظام القائم اليوم فلا ينتظر منه أن يفعل ذلك لأنه سينتحر سياسيا ويسقط من تلقاء ذاته إذا فعلها!

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.