اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

زرياب الموصلي "الطائر الأسود الجميل" والفنان الذي ظلمه التاريخ!// علاء اللامي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

علاء اللامي

 

عرض صفحة الكاتب

زرياب الموصلي "الطائر الأسود الجميل" والفنان الذي ظلمه التاريخ!

علاء اللامي

كاتب عراقي

 

زرياب، الموسيقار الذي ابتكر فن الذوق العام "الإتيكيت"، وعلَّم الأوروبيين كيف يأكلون ويلبسون ويجلسون وأسس أول مدرسة موسيقية غنائية!

 

*هو أبو الحسن علي بن نافع الموصلي ولد في الموصل شمالي العراق سنة (789م - 173 هـ) وتوفي في قرطبة بالأندلس سنة (857م / 243 هـ هـ).

*سمي على اسم طائر أسود عذب الصوت هو الزرياب ويسمى أيضا الشحرور فقد كان زرياب أسمر البشرة عذب الصوت. وقد عاصر الخليفة العباسي الرشيد وأعجب به الأخير شديد الإعجاب وأوصى به إسحق خيرا ولكن هذا الأخير داخله الحسد والغيض وخير تلميذه بين أن يرحل عن بغداد او أن يقتله!

فهرب زرياب من بغداد وتوجه إلى بلاد الشام ثم إلى شمال إفريقيا وأقام ردحاً من الزمن في بلاط بني الأغلب في القيروان إلى أن قرر التوجه إلى الأندلس.

 

*زرياب عبقري الموسيقى ومتعدد المواهب. فهو مبتكر فن الذوق العام والذي يسمى اليوم بـ "الإتيكيت"، والذي مثل حلقة وصل هامة في نقل مظاهر الحضارة الاسلامية والشرقية من بغداد إلى الاندلس ومنها إلى أوروبا والعالم أجمع

*عرض عليه خليفة الأندلس عبد الرحمن الثاني، حين وصل إلى قرطبة، قصراً وراتباً شهرياً قدره مائتا دينار، وتقول بعض المصادر أنه قدم له كل هذه الأعطيات وأعطيات أخرى حتى قبل أن يسمعه يغني. وسرعان ما غدا زرياب شخصاً معروفا في قصر الخليفة والبلاد.

* نقل زرياب من بغداد أجمل ما فيها عهد ذاك إلى الأندلس وليس الغناء والموسيقى فحسب، فقد نقل أحسن الأقمشة وأزهى الألوان من بيوت الخلفاء إلى بيوت النبلاء. ولم يكن أثر زرياب مقصوراً على تطوير الموسيقى والغناء بالأندلس، وتجديده فيهما، وسحر أهلها بحسن صوته وجمال أدائه وإعجاز فنه، وتبحره فيه، حتى قيل أن ما حفظه منه تجاوز الألوف من الألحان والأغاني.

*ينسب إليه أنه ارتقى بالذوق العام في الأندلس، ووصفوه بأنه الرجل الأنيق في كلامه وطعامه. وكيف كان يلفت الأنظار إلى طريقته في الكلام والجلوس إلى المائدة أيضا. وكيف يأكل على مهل ويمضغ ويتحدث ويشرب بأناقة.

* فكان إذا جلس إلى مائدة الطعام وضع على مائدته الكثير من المناديل: منديل لليدين وآخر للشفتين وهذا للجبهة وهذا للعنق.

*كان زرياب أول من لفت أنظار النساء إلى أن مناديل المرأة يجب أن تكون مختلفة اللون والحجم وأن تكون معطرة أيضا.

*أدخل زرياب إلى أوروبا عبر الأندلس نظام الوجبات الطعام الثلاثية الأطباق: تبدأ بالحساء (الشوربة)، ثم يتبعها الطبق الرئيسي، إما من اللحم، أو السمك، أو الطيور، ثم تختتم بالفواكه والمكسرات.

*كان له ذوقه الخاص وطريقته في تنسيق الموائد وتنظيمها واتخاذ الأكواب من الزجاج الرقيق بدلا من المعادن، وابتكار الأصص للأزهار من الذهب والفضة.

*ومن الأطعمة التي ابتكرها أو نقلها معه من بغداد النوع المسمى على حد تعبيرهم (النقايا) وهو مصطنع بماء الكزبرى محلى بالسنبوسق / السنبوسة (نوع من المعجنات المحشوة باللوز والفستق والسكر (يشبه القطائف).

*أدخل إلى المطعم الأندلسي فالإسباني والأوروبي لاحقا طعام (الهليون) وهي بقلة لم يكن أهل الأندلس يعرفونها قبله، وقد سموها بلسانهم (الاسفراج). وتسمى اليوم باللغة الفرنسية " إسبيرج".

*إلى الآن ينسب نوع من الحلوى إليه في الشرق يسمونه (زلابيه) وهو تحريف عن (زريابية).

وقد اشتهر عنه إقامة الولائم الفخمة وتنسيقها وترتيبها وكان ذلك كله النواة الأولى في فخامة قصور ملوك الأندلس وبيوت الأغنياء وأناقتهم. وفي الزي والتصميم تخير زرياب البساطة والتناسق والرشاقة.

*علم الناس الشُرب في الأواني الزجاجية بدلاً من الأدوات المصنوعة من الذهب والفضة، ونقل إليهم طرق تسريح الشعر للرجال والنساء وتنظيف الأسنان بمادة أشبه بالمعجون.

*أدخل الشطرنج إلى الأندلس ومنها إلى أوروبا، و(الشاه مات/ شيخ مات) بالعربية ما زالت مستخدمة في أوروبا والعالم إلى اليوم.

*يعتبر زرياب هو السبب في اختراع الموشح لأنه عمم طريقة الغناء على أصول النوبة، وكانت هذه الطريقة هي السبب في اختراع الموشح. وقد أدخل زرياب على فن الغناء والموسيقى في الأندلس تحسينات كثيرة.

*زاد زرياب بالأندلس في أوتار عوده وتراً خامساً اختراعاً منه، مع صديقه بن نعيمة حيث إذ لم يزل العودُ بأربعة أوتار على الصنعة القديمة، فزاد عليها وتراً آخر متوسطاً، فاكتسب به عوده ألطَفَ معنى وأكمل فائدة.

*بنى الخليفة في قرطبة داراً خاصة سمّاها دار المدنيات فكانت أول معهد للموسيقى في الأندلس، عميده زرياب، وقد اتخذ من أبنائه وبناته وجواريه أساتذة لمساعدته على تطور فن الموسيقى والأداء. وكان المنهاج الدراسي لهذا المعهد يشمل تعليم مختلف أنواع العزف، والغناء، والتلحين، والشعر بسائر عروضه، والرقص -وكان الإقبال عليه عظيما- يقصده الطلاب من كل فج، العرب وغير العرب، من الأندلس وخارجها. مما كان ذا أثر عظيم بالنهوض بفنون الموسيقى والشعر في تلك البلاد التي امتد الكثير من فنها إلى أوروبا.

*توفي في قرطبة سنة (243 هـ الموافق ل857 م).

*ليس له تمثال واحد أو شارع أو مَعْلَم يحمل اسمه في البلد الذي ولد فيه، العراق، ولكن له نصب تذكاري جميل في إحدى الساحات العامة بمدينة قرطبة الإسبانية اليوم.

 

*أعدت هذه المادة من الموسوعتين المفتوحتين/ المعرفة وويكيبيديا ومصادر أخرى.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.