اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

ماذا حدث في الجنوب العراقي يوم الجمعة 25 تشرين الجاري؟ (ج1)// علاء اللامي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

علاء اللامي

 

عرض صفحة الكاتب

ماذا حدث في الجنوب العراقي يوم الجمعة 25 تشرين الجاري؟

الجزء الأول

علاء اللامي

 

 هناك معلومات كثيرة موثوقة جدا، ولكنها حساسة ولا يمكن طرحها إلا بطريقة مواربة، وسيأتي يوم أنشرها كلها بشكل دقيق وبالأسماء والوقائع والتوقيتات مع ذكر المصادر بكل تأكيد. من ذلك مثلا: أن السلطات الأمنية وقيادات المليشيات الولائية كانت قد قررت قمع الحركة الاحتجاجية بقسوة شديدة، وتلقين المتظاهرين السلميين درسا يردعهم عن التمرد أو حتى التفكير به مجددا. وقد هيئوا لذلك بتغليب أجواء التشكيك والاتهامات الباطلة للمتظاهرين والتي اتخذت أحيانا شكل تقارير كاذبة ومعلومات مضللة أوصلتها بعض الأطراف المليشياوية الى القيادة الإيرانية فوقعت هذه الأخيرة - كما يزعم البعض - ضحية تضليل وكذب قيادات المليشيات. أعتقد أن هذا الكلام، ورغم صحة اتهام المليشياويين بالكذب والمبالغات، فهم معروفون بذلك، ينطوي على نوع من التبرير اللفظي لمواقف القيادة الإيرانية التي لم تبدِ أية إشارة طوال الأزمة وحتى اليوم على تعاطفها مع الشعب العراقي وعلى تفهمها لما يحدث في العراق، واعتبرت كلام حلفائها - وخصوصا فالح الفياض وقادة الفصائل الثلاثة بدر والخراساني والعصائب - صحيحا لا يتطرق إليه الشك!

 

معلومة أخرى مهمة وأكيدة تقول، حين حدثت عمليات القتل وإطلاق النار على المتظاهرين في بداية تشرين بمدينة الناصرية، وعجزت العناصر المهنية والوطنية في القوات الأمنية عن كبح جماح القتلة، استنجدت وبشكل فردي وعلى مسؤولية كل فرد، بأكثر من مشيخة عشائرية جنوب المحافظة وفي البداية رفض الشيوخ التدخل ولكنهم انصاعوا لضغوط الناس، وخصوصا من ذوي الشهداء الذين لم يتم تشخيص قتلتهم في تقارير التحقيقات الرسمية، ووجهوا قوات كبيرة من المسلحين العشائريين الى شمال المدينة وقطعوا الإمدادات القادمة من الفرات الوسط ومن بغداد عن القوات فيها. وكادت تحدث مواجهة عسكرية شديدة بين الطرفين، ولكن تم تفاديها، ونجحت القوة العشائرية في تثبيت تلك القوات بالأرض، وبعد اتصالات مع القوات في داخل المدينة توقفت أعمال القتل تدريجيا، ثم انسحب المسلحون العشائريون الى مناطقهم بعد ذلك.

 

أما ما حدث في تظاهرة الجمعة 25 فقد كانت البداية طبيعية وهادئة وكانت التظاهرة في قلب المدينة في ساحة الحبوبي والشوارع المتفرعة عنها كثيفة ومنظمة وذات شعارات وهتافات وطنية واستقلالية ومعادية للاحتلال الأميركي والهيمنة الإيرانية وللنظام الطائفي ودستوره وحتى للمندسين وفلول البعث. وقبل ان تنتهي التظاهرة، وبمجرد ان بدأ الناس بالتفرق توجهت مجموعات صغيرة من المتظاهرين الغاضبين وأغلبهم من أقارب وأصدقاء الشهداء والجرحى الذين سقطوا في تظاهرات بداية تشرين وهاجموا بالحجارة مقر مليشيا العصائب ومنشآت أخرى وبدلا من ان ينسحب مسلحو المليشيات ويتجاوبوا مع بعض وجهاء المدينة الذين ترجوهم أن ينسحبوا، أطلقوا الرصاص الحي غزيرا على المتظاهرين. وبلغ بهم الاستهتار بالدماء البشرية انهم كانوا يمشطون الشوارع والمناطق المحيطة بالمقر وبطريقة الرمي صلياً، فارتفع عدد الشهداء والجرحى!

 

لقد كان استهداف المقرات والمنشآت عملا خاطئا، من قبل الشباب، ولا جدوى منه، بل ومشبوه، وكان ينبغي على كبار السن المشاركين في التظاهرة أن يسارعوا الى منع الشباب من القيام بذلك الفعل، ولكن الغضب والحزن على الشهداء وجبن ودموية عناصر المليشيات الولائية ورفضهم الانسحاب وإغلاق المقر مؤقتا، واليأس من لجنة عبد المهدي التحقيقية البائسة كانت هي الأسباب الحقيقية وراء ما حدث التي كان الدافع الأساسي لهذه المأساة.

 

يتبع في الجزء الثاني وفيه نتطرق لما حدث في مدينتي العمارة والبصرة.

 

*المجد للشهداء والشفاء للجرحى العار لقتلة الجبناء والمخونين الأنذال. لا للعنف لا لرصاص القنص، نعم للكفاح السلمي حتى تغيير النظام الطائفي التابع للأجنبي!

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.