اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

وهم// د. ميسون حنا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. ميسون حنا

 

عرض صفحة الكاتبة

وهم

د. ميسون حنا

الأردن

 

الإنسان بطبيعته يرفض الموت، في الحقيقة إن معركتنا مع الموت معركة خاسرة ، فالموت حقيقة لا حياد عنها ، ولكننا بلا وعينا نحارب الموت فنتمسك بالبعيد الموغل بالقدم ... نعشق الآثار ونسعى لاكتشاف حقيقة الماضي ، ونبحث وننقب ... هذه كلها إشارات نتحدى بها الموت.

 

الإنسان بعد موته يتحول إلى ذكرى سرعان ما تخبو وتندثر ما لم يدعمها بعمل يخلده ، فكانت الآثار أو فن العمارة الذي أبدعه الأسبقون وتحول إلى آثار في عصرنا الحالي ، هذه الآثار تقف شامخة لتقول لنا ها نحن قوم نبقى بينكم برغم عظمة الموت الذي غيّبنا ، لكننا أصررنا على البقاء ، فها نحن نتحداه ، أما حياتنا القصيرة التي اغتصبها الموت ما هي إلاّ وهم وضلال . وعندما نسمع همسات الأقدمين وهم يخاطبوننا من خلال آثارهم نتأثر بهم ونقر أنهم امتداد لحياة ما بعد الموت ، فإبداعهم يشهد لهم ويبقى موتهم شاهدا على حياة زائفة أعلنت بطلان زيفها بعد الموت عندما أطلّت علينا ببصمات خالدة ، ونحن أبناء هذا العصر نعشق الآثارلنعبر عن رفضنا للموت ونقول نحن امتداد لتلك الأقوام التي شيدت هذا الفن الخالد . إذن عشقنا للآثار هو تحد للموت وتمسك بالأبدية والخلود ، ولكن الإنسان في عصرنا الحالي وأخص وطننا العربي وفي العالم الثالث عموما لا يُترك له المجال ليبدع ، فالإحتلال والحروب وضنك العيش والاضطهاد الذي نعيشه يقف حائلا أمامنا ولا يترك لنا الوقت والطاقة للإبداع ، فنشأ بيننا إبداع جديد ، فنحن نبدع في الفتك ببعضنا ، ونقتتل فيما بيننا ... تبقى الطبقة المسحوقة التي تفنى وهي تلهث خلف لقمة العيش ، نحن نعيش حياة مهمشة زائفة. الإنسان في عالمنا العربي غريق يتعلق بقشة ، وقشتنا تلك الآثار الموغلة في القدم ، نعشقها ونعشق وهمنا إذ نتمسك بعشقنا هذا ، ولا يبقى بعد موتنا إلا أبناء يذرفون الدموع .

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.