اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

مسرحية عازف الناي- اللوحة الأولى// د. ميسون حنا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. ميسون حنا

 

عرض صفحة الكاتبة 

مسرحية عازف الناي- اللوحة الأولى

د. ميسون حنا

الأردن

 

مسرحية سأنشرها على حلقات، عرضت هذه المسرحية ضمن فعاليات مهرجان مسرح الشباب الأردني السابع وفازت بجائزة أفضل نص مسرحي عام 2001

 

شخصيات المسرحية :

ياقوت   عازف الناي

مزدان   /جنية تعشق ياقوت

برطوش / جني : أحد عشاق مزدان

ميمونة  /خطيبة ياقوت

مجموعة من الشباب والشابات/ أصدقاء ياقوت

فتاتان  / من صديقات ميمونة

شيخ ضرير

شيخ البلد

بعض الرجال من وجهاء البلد

بعض الحراس مع كبيرهم

جنيان

 

اللوحة الأولى

( في الخلاء . ترى بعض الأكواخ عن بعد. أشجار متفرقة في كل مكان . ياقوت نائم تحت شجرة ، محتضنا نايه. ياقوت يبدو وسيما ، رقيق الملامح. يدخل الجنيان برطوش ومزدان. مزدان جميلة جدا وجذابة، عكس برطوش الذي يبدو قبيح الهيئة. إلاّ أنه يبتسم ابتسامة لطيفة )

مزدان       : برطوش (توميء إلى ياقوت) ها هو ... أنظر إليه جيدا .

             (ينظر إليه برطوش منبهرا، ثم يفتعل السخرية)

برطوش             : هل هذا هو من سحرتك وسامته؟

مزدان       : إنه ألطف من وقع عليه نظري ... أليس كذلك ؟

برطوش             :( ساخرا) لا أعرف أين يقع نظرك عادة كي أجيب بصدق .

مزدان       : (بلهجة محذرة ، ولطيفة) برطوش ...

برطوش             :( مسترسلا) أذكر أن عينيك في طريقنا إلى هنا قد وقعتا على فأر أجرب.

مزدان       : (بغيظ) برطوش ...

برطوش             : (مسرورا) على سبيل المثال، أول أمس كنت تطاردين حمارا .

مزدان: حصان وليس حمارا، كنت أقيس سرعته في الجري لكي أمتطيه في جولتي إلى هنا، فوجدتني أسرع منه ( تلتفت إلى برطوش) ثم آثرت صحبتك عليه ...

برطوش             :هل حقا تريحك رفقتي ؟

مزدان       : إنها تؤنسني (تلتفت إلى ياقوت) لكنه أسرني بفتنته.

برطوش             : (بغيظ) نحن أشد وسامة من البشر على كل حال .

             (تنظر إليه مزدان نظرات ساخرة، يرتبك)

برطوش             : لا أقصد نفسي ... (متمالكا)في ديارنا أحسن منه !

مزدان       : ليس له شبيه .

برطوش             (ساخرا من جديد) صدق من قال : الحب أعمى.

مزدان       : أنا لا أحبه.

برطوش             : (بحنق) ماذا إذن ؟

مزدان       : أهوى وسامته.

برطوش             : ألا يكفيك عشاقك أيتها النزقة.

مزدان       : ما يضرني لو أضفت إليكم واحدا جديدا؟

برطوش             (مستنكرا) من البشر ؟

             (تضحك مزدان، بينما يتململ ياقوت)

برطوش             : حذار ... سوف يستيقظ ويرتعب لرؤيتنا !

مزدان: معك حق يا عزيزي ، سوف يرتعب.(ترميه بنظرة ذات مغزى، برطوش يرتبك. مزدان تضحك من جديد )

مزدان: أيها الغبي ... أنا أعشقك لقبحك . أنت وهذا الإنسي تثيران مشاعري بنفس القوة ، كلاكما بالنسبة لي نموذج خاص ...( باستهتار) موديل ، تايب.

برطوش      : يسوؤني سماع هذا على كل حال .

مزدان: أعلم ... لكن ما باليد حيلة .

برطوش      : كفي عن السخرية أرجوك .

مزدان: أنا جادة في كل ما أبديت.

برطوش      : لنرحل من هنا قبل فوات الأوان.

مزدان:لن افارق هذا المكان حتى أزرع حبي في قلبه .

برطوش      : مجنونة .... وطائشة .

مزدان: (تبتسم مسترضية) إطمئن. لن ينسيني هواي الجديد حبك وهيامك .

برطوش      :(منفعلا) ويحك ، تجاهرين بحب هذا الشقي (مشيرا إلى ياقوت) وتبتغين المحافظة على عهدي ...؟

مزدان: أنت تعلم أني أشرك فيك غيرك دائما ، فما الجديد؟

برطوش      : أقبلها من الجن (مستنكرا) لا الإنس .

مزدان: لن أتراجع عما اعتزمت عليه ... ولن أتزحزح من هذا المكان قبل أن يستيقظ ويراني.

برطوش      : تحبينه إذن ... لا فائدة من الإنكار .

مزدان: أيها الآحمق ... قلت لك لا أحبه ... أعشق هيئته.

برطوش      : (بشك) فقط؟

مزدان: وعزفه أيضا .

برطوش      : إذن أحببت قلبه وروحه....

مزدان:(مرتبكة) هو ...هو إنسي على كل حال ، وسيبقى إنسيا في نظري... أما أنت (تنظر إليه نظرة خاصة) أحبك بجنون (يبتسم مغتبطا، تتابع بلهجة مثيرة) لقبحك ...(يعبس فجأة ، تتابع) نحن جنيان متآلفان، قريبان عقلا وروحا ... دون اللجوء إلى الحيلة التي قد يحتاجها أحدنا ليتقرب من غيره ... انت تفهمني وأنا أفهمك . لذا فضلتك على الجميع...(بلهجة مثيرة) أنا أحبك.

      ( يحاول أن يقترب منها، بينما يتململ ياقوت ، فتسرع متجهة نحو ياقوت، تاركة برطوش الذي يصاب بخيبة كما يبدو عليه)

مزدان: سوف يستيقظ يا برطوش (مسرورة) إنه على وشك الإستيقاظ... أترى؟ (حالمة) حالما يفتح عينيه سوف أكون أول من يراه... ويكفيه هذا اليوم.

      (برطوش ينظر إليها بحزن وحسرة، ثم يبتعد مختفيا ، بينما تتابع)

مزدان: بل يجب أن أترك أثرا في نفسه ... سوف أرميه بنظرة (تغمز عينيها بإغراء) تعقبه ألف حسرة ، ثم أرحل معك . (تتلفت حولها) برطوش ... هل ذهبت ؟( مع نفسها) غيور هذا الجني ... غيور ومجنون . أنا أحبه لغيرته ، ولقبحه كذلك .(بلهجة مثيرة) موديل ...(تلتفت إلى ياقوت) ولكني مفتونة بحب هذا الإنسي الآن. لن يثنيني غضب برطوش أو غيرته ... (تقترب من ياقوت أكثر) إنهض ...إفتح عينيك ... أكاد أفقد صبري .

      ( يستيقظ ياقوت ، يرتبك حينما يراها أمامه ، يفرك عينيه، ويحدق بها لحظة ثم تتحول نظراته إلى نظرات إعجاب)

مزدان: صباح الخير ...

      ( يجلس ويمسك الناي، يحتضنها بحركات عفوية، ثم ينظر للجنية وكأنه يريد أن يقول شيئا)

مزدان: (متفهمة) أنا امتداد لحلمك.

ياقوت       : (يجفل) حقا ... رأيت في منامي فتاة (حالما) بارعة الجمال (ملتفتا إليها) تشبهك تماما ... أخذت بيدي ، وابتعدنا خلف السحب .

مزدان: سوف يتحقق حلمك ... وسوف آخذ بيدك ، أما الآن فلا بد من العودة.

ياقوت       : إلى أين ؟

      (تدخل ميمونة، خطيبة ياقوت ، ياقوت يلمحها فيرتبك وينقل نظراته ما بين مزدان وميمونة . لحظة . مزدان تنظر إلى ياقوت نظرة خاصة ثم تختفي فجأة، بينما تقترب ميمونة مرتبكة . ياقوت يتلفت حوله بلهفة وكأنه يبحث عن مزدان)

ميمونة       : ياقوت ... ما بك ؟

ياقوت       : (مرتبكا) اختفت ... كانت هنا ثم اختفت .

ميمونة       : (تتلفت حولها) لا أرى أحدا .

ياقوت       : منذ لحظة كانت أمامي .

ميمونة       : (مضطربة) لا يوجد أحد هنا ... لا بد أنه هاجس أو خيال .(بشك) ما رأيك في كونه هاجسا؟

ياقوت       : (ساهما) أيكون حلما يا ترى ؟

ميمونة       : (متمالكة، تتصنع الهدوء) لا بد أنه هكذا .

ياقوت       :(بشرود) أنا امتداد لحلمك ... ما معنى هذا؟

ميمونة       : إنس الأمر ...

ياقوت       : معك حق ... لا بد من النسيان.

ميمونة       : حلم مشؤوم.

ياقوت       : (ساهما مرة أخرى) كانت فاتنة ... أرأيتها؟ (يلتفت إلى ميمونة التي تحدق به بغضب، يرتبك) أقصد ... أعني فتاة الحلم تلك .

      (لحظة ثم يحاول استدراك الموقف)

ياقوت       : ميمونة ... لننس الأمر معا.

      ( ينظر إليها نظرات نادمة ، تبادله النظر ثم تبتسم ، يتنهد ياقوت بارتياح. ثم يتناول نايه ويبدأ يعزف لحنا رقيقا، بينما يُسمع صوت ضحك مزدان . بجفل الإثنان، ويتبادلان نظرات مضطربة )

 

******

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.