اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

أوراق الخريف- رواية: الفصل الحادي والعشرون// د. آدم عربي

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

د. آدم عربي

 

عرض صفحة الكاتب 

أوراق الخريف- رواية: الفصل الحادي والعشرون

د. آدم عربي

 

-جينا ، لدي خبر جميل لك

- ما هو؟

- قريبي السياسي سيصطحبك معه إلى حفلة بالكابيتال ، وتبين لي أنهم على اطلاع ما تكتب

- عظيم جدا

- خذ مونيكا معك

- اه ، أختك الصغيرة ؟ لكن لماذا؟

- تحب الحفلات من هذا النوع

- حسناً، نأخذ مونيكا

-  إذن نحن متفقان سيناتور كين على كل شيء، قلت بحماس، ولنجرع كأسًا نخب ذلك.

-  ليس على كل كل شيء، ابتسم السيناتور كين.

 - كنت أظن…

-  يا أحمد  أنا سيناتور ملتزم، سأدرس أولاً مشروعك السياسي.

- شيء طبيعي أن تدرس مشروعي السياسي الاقتصادي ال…

 الغائطي، وتفجر بالضحك.

-  ليس الغائطي.

-  أنا أمزح يحق لي أن أمزح، رمى وهو يقهقه.

- كل الحق.

-  ماذا قال السيناتور جوردون؟

- لم يقل، فرك سبابته بإبهامه.

- أنا أدرس أولاً ثم أفرك ثانيًا.

- أنا أحبذ هذا.

- على أية حال ليست الأمور سهلة كما تتصور.

- أعرف

- هذا ما فهمته ولهذا.

- لهذا ماذا؟

- يجب أن ألقي نظرة عميقة على الملف. -

- طبيعي

- معجزتي أنا لا تنتظر أكثر تأملاً مما تفعل معجزات واشنطن مع لوبياتها.

- العشاء جاهز؟

- العشاء جاهز.

- موعدي مع السيناتور ويليامز في كباريه الكونغرس، وفي كلِّ كأس أحتسيه راقصة بمايوهها الأحمر في كأسي ،  وبعضُ شعرٍ للمتنبي، وكانت في القاعة بأضوائها الفاترة أمريكا كما أراها، وبعضُ زقاقٍ في نابلس.

انتبهت إلى حركة غير عادية ليست بعيدًا من الكونتوار حيث أجلس، مجموعة من السيناتورات تحيط بلودميلا موريس على رأسها ضمادة وعلى خدها لصقة، أجلسوها، وبقوا واقفين حولها.

- أكملي مدام النائبة، طلب السيناتور ويليامز، نحن في شوق لسماع باقي القصة.

- ليس لدي أكثر مما قلت، ابتسمت المرأة الأقوى في العالم.

- ولماذا لم نفجر الجزائر بقنبلة نووية؟ نبر السيناتور ويليامز بغضب، طبعًا بعد أن نُخرج جميع الأمريكيين من ذلك البلد الهمجي.

- أسطولنا قام باللازم، عادت لودميلا موريس تبتسم.

- قنبلة نووية! جمجم السيناتور ويليامز، ولما رآني حياني، وجاءني. نحن الأمريكان ذوو قلوب مشفقة نوع من شخصيات والت ديزني الخوافة. لماذا لم نفجره بلد الإرهاب الإسلامي بقنبلة نووية؟

- على سماعك سيناتور ويليامز لا داعي لنتحدث عن سلام في الشرق الأوسط، قلت بشيء من العصبية.

- أنت لوبي سلام؟ تفاجأ السيناتور ويليامز، لم يقل لي السيناتور كين ولا السيناتور جوردون، أوكي لتصنع سلامك وحدك من دوني، وعاد يتسلل في الدائرة المغلقة على نائبة الرئيس الأمريكي.

- أنتَ أحمد ؟ سألتني امرأة رائعة الجمال.

- أنتِ السيدة كاثرين كريبتون حتمًا، قلت وأنا أسلم عليها بحرارة.

- تعال يا جيمس، هتفت كاثرين بجيمس جيمس وهو يتعلق بذراع امرأة، هذا اللوبي أحمد، يحتاج لخدماتك.

- أقدم لك أختي  يا سيد  أحمد، قال وهي تحييني.

- أنت مشغول، قالت الأخت لأخيها، سأراك فيما بعد، وقبلته من فمه قبل أن تذهب، وأنا أحاول إخفاء دهشتي.

-  شرحت لي كاثرين مشروعك، قال جيمس جيمس، سأكلم مافيا " الهدم والبناء " لكني أشك في موافقتها، السلام في شرقكم الأوسط على قفاها.

- السيناتور ويليامز عنصر مؤثر في مافيا السلاح، تدخلت كاثرين كريبتون، فكلمه.

- كنا على موعد منذ قليل، شرحتُ، وعندما سمع بمشروعي السلمي فضل الانسحاب والالتحاق بلودميلا موريس هناك.

- أنت لم تعرف كيف تكلمه، وعلى سماع هذه الكلمات قهقه جيمس جيمس.

- كان عليك أن تقول له، تدخل هذا الأخير، إن سلامكم في الطريق، ومصانع الأسلحة الأمريكية ستقفل أبوابها، ولن يكون لها من بديل غيرك لوبي  السيد أحمد.

- أفضل ألا ألجأ للزمرة التي قتلت ودمرت، همهمت، منذ قليل كان يريد إلقاء قنبلة نووية على الجزائر.

- أنت لا تعرف السيناتور ويليامز، قهقهت السكرتيرة العامة للبيت الأبيض وقهقه جيمس جيمس معها، ما يقوله كلام الليل مخلوط بلبن.

- أفضل العمل مع مصدر آخر غير مافيا السلاح

خفتت الأضواء، وعلى المسرح تفجرت بالماس. بدأ العرض مثل كل ليلة ولكن بمايوهات أخرى، وبأنغام مختلفة. انتقلنا إلى الثلاثينات من القرن الماضي بقوة سحر هذا الماضي البعيد على الذاكرة الأمريكية، فغنجت الراقصات على إيقاعات الشارلستون، وصرخت الراقصات لتدغدغ بسحر أناقة صرخاتها قلوب الكونغرس.

صدحت موسيقى الفرنش كانكان مع دخول الراقصات وهن يطلقن الصرخات المثيرة لحواس الدائرين بطاولات الشمبانيا والكافيار، فأفرغ السيناتور ويليامز كأسه في جوفه دفعة واحدة ثم حطمها ضاربًا إياها بالأرض، وأفرغت  مونيكا كأسها في جوفها دفعة واحدة ثم حطمتها ضاربة إياها بالأرض. وفي الحال، أحضر النادل المكلف بخدمتهما كأسًا أخرى لكل منهما ملأهما السيناتور المحظوظ بسرعة وهو في أقصى النشوة، ومن أقاصي الرقصة الفرنسية جرفهما نهر السين بالغلمة، فعادا يفرغان الكأسين في جوفهما، ويحطمانهما ضاربين إياهما بالأرض، ومن حولهما لا تسمع غير أنّات شظايا الكؤوس ممزوجة بصرخات الراقصات الشبقة. أشار السيناتور ويليامز إلى النادل بإحضار قنينة شمبانيا بدل أختها التي عصر آخر قطرة منها في الكأسين الحزينتين، ومونيكا تضحك، وتميل عليه، تقهقه، وتتعلق عليه.

- كنت وأنا صغيرة أصنع قلائدي وأساوري وحلقاني من اللآلئ الملونة، قعرت مونيكا صوتها.

-  بصحة أجمل قلادة وإسورة وحلق في الوجود، هتف السيناتور ويليامز طارقًا كأسه بكأسها، وأراد أن يفرغها في جوفه، فوضعت أصابعها بين الكأس وبين فمه، ليعضعض أصابعها، ومن عنقها يلتقط بعض القبلات بينما  مونيكا تتكركر من حمى الضحك.

- لكني كنت لا ألبث أن أفرطها، قهقهت، وهي تنيم رأسها على كتفه.

- لماذا لم ترشقيني بها يا غرامي؟ قهقه الاثنان وهما يسرقان من ثغريهما القبلات.

- وهل كنت أعرفك أيها الفاسد يا سيناتور ويليامز؟

-  السيناتور ويليامز لم يكن يعرف غرامه الجميل!

- سيعاقَب السيناتور ويليامز بشرب قنينة الشمبانيا دفعة واحدة.

- نِعْمَ العقاب يا غرامي! صاح مستثارًا مفرغًا القنينة في جوفه بصعوبة لثمله، ومونيكا تصفق مشجعة وتنطنط لتختطفها منه تاركة إياه يتساقط كالخرقة الممتلئة بالماء شاربة البئر المنقلب على رأسه والشمبانيا تبقبق في فمها، ومن فمها تسيل على ذقنها فصدرها فكلها. فجأة، مع انتهاء الرقصة، انطلقت من قلب التصفيق والصراخ كالسهم حتى دورة المياه، ألقت رأسها في حوض بيت الماء، وتقيأت واشنطن بعالمها المعتوه، عالمها الجبار، عالم المعتوهين والجبارين، مع إحساس عميق بالوضاعة دفعها إلى البكاء.

- لماذا تبكين يا صغيرتي؟ همس السيناتور ويليامز وهو يرفعها بحنان الأب، امسحي دمعك يا صاحبة اللالئ الملونة.

- أوه ويليامز! سارعت مونيكا إلى القول وانفجرت على صدره منتحبة.

- لا تبكي يا صغيرتي.

- أنا لا أبكي.

- دعيني أمسح دمعك.

- كنت في حاجة إلى ذرف عمري.

- ألهذه الدرجة تتعذبين؟

- أنا لا أعلم.

- لك صديقٌ طيبٌ مع ذلك.

- أنا لا أفهم.

- لنخرج من هنا، لنتنفس بعض الهواء المنعش.

وهما يهبطان درج الكابيتول:

- في المرة القادمة لا تبالغي في الشرب لأجله، قال السيناتور ويليامز مشيرًا إلى بطن مونيكا لتبتسم.

- لن تكون هناك مرة قادمة.

- لماذا؟ لأنني بعمر أبيك؟ »

 لأنني لا أريد أن أحب مرة ثانية.

- هل هو ذلك القذر الذي فعل؟

- تركته يتركني.

- حسنًا فعلت، أنا مكانك فجرته بقنبلة نووية.

- لم أكن أعرفك.

- لي ولدان من عمرك لكني عانس.

- سأنادي يوبير.

- لماذا يوبير وسيارتي الكاديلاك تحت أمرك؟

- لم تقل لي اسمك الصغير.

- جيري… في خدمتك.

- جيري.

- وأنتِ؟

- مونيكا.

- مونيكا! لا مجال لقتل المذنب والبريء في آن واحد معك.

- إلى اللقاء

-  إلى اللقاء

 

يتبع في الفصل الثاني والعشرون.....

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.