كـتـاب ألموقع
أوراق الخريف!- رواية: الفصل الثالث والعشرون// د. آدم عربي
- المجموعة: ادم عربي
- تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 09 آب/أغسطس 2024 20:32
- كتب بواسطة: د. آدم عربي
- الزيارات: 1436
د. آدم عربي
أوراق الخريف!- رواية: الفصل الثالث والعشرون
د. آدم عربي
بعدما انتهى نادر من توديعه لزملائه في المكتب، قرر أن يستغل فترة ما بعد الظهر للتدريب مع دنيس، الذي كان يُعتبر أحد أفضل المدربين في الشركة. كان نادر متحمسًا للغاية ومستعدًا لاستيعاب كل ما يمكنه تعلمه.
عندما وصل إلى المكتب التدريبي، وجده دنيس ينتظره بابتسامة ودودة. بدأوا التدريب، وسرعان ما أبدى نادر استعدادًا كبيرًا للتعلم والتقدم.
بعد مرور أيام من التدريب المكثف ، نظر دنيس إلى نادر وقال له بابتسامة:
"أنت يا نادر تذكرني في بداية مسيرتي المهنية."
نادر، بابتسامة متسائلة، قال:
"كيف ذلك؟"
أجاب دنيس وهو يسترجع ذكرياته:
"كنت مثلك تمامًا، مليئًا بالحماس والرغبة في التعلم."
نادر، بفضول واضح:
"وما بك الآن؟"
تنهد دنيس وقال:
"أميل إلى التقاعد. فقد عملت كثيرًا ومن حقي الآن أن أرتاح، أليس كذلك؟"
اعترض نادر بلطف:
"لكنك ما زلت بصحة جيدة وقادر على العمل."
ضحك دنيس وقال:
"نعم، سأعمل لخمس سنوات أخرى ثم أتقاعد. سأكملها بالكامل."
نظر نادر إلى دنيس بإعجاب وقال:
"أنت مدرب جيد يا دنيس. لقد أتقنت معظم الأشياء منذ الأسبوع الأول."
ابتسم دنيس وقال:
"نعم، أرى ذلك. لقد تعرفت جيدًا على منتجاتنا، لكن بقيت مهاراتك الشخصية بكيفية تسويقها."
تنهد نادر وأجاب:
"أعرف ذلك. لكن يا سيدي، هل تعطيني من خبرتك الطويلة نصيحة؟"
نظر دنيس إلى نادر بجدية وقال:
"إسمع يا بني، أعظم وأنجح مسوق هو الشحاذ. يذهب إلى الأماكن المناسبة، ولا يتوقع من أحد أن يعطيه مالًا، فلا يتوتر ولا يظهر على وجهه الإرباك. تعلم من الشحاذ."
نظر نادر إلى دنيس بإعجاب وقال:
"أنت بالفعل رائع يا دنيس."
ابتسم دنيس وقال بتواضع:
"شكرًا لك، يا نادر. وأتمنى لك كل النجاح في مسيرتك."
بعد أن أنهى نادر التدريب الداخلي في الشركة، حان الوقت للانتقال إلى التدريب الميداني. خرج نادر مع دنيس لزيارة مواقع تسويق مختلفة، وكان دنيس يقدم نادر في كل مرة باعتباره مندوب مبيعات تحت التجريب.
كان نادر يراقب ويستفيد من كل كلمة يقولها دنيس، ملتقطًا كل معلومة جديدة بعناية فائقة. خلال إحدى الزيارات، وصلا إلى مصنع عصائر متخصص في إنتاج جميع أنواع العصائر الطبيعية. استقبلهما صاحب المصنع وشكى لهما أن خط الإنتاج لا يُخرج الكمية الطبيعية من العصير.
سأله دنيس بجدية:
"من أين اشتريت الفلتر؟"
أجابه صاحب المصنع:
"من شركة أخرى."
قال دنيس بعد تفكير:
"الشركة التي اشتريت منها جيدة، لكن دعني ألقي نظرة."
ألقى دنيس نظرة فاحصة على الفلتر، لكنه لم يلاحظ شيئًا غير عادي. عندها تدخل نادر قائلاً باحترام:
"هل تسمح لي بإلقاء نظرة يا سيدي؟"
رد صاحب المصنع بالترحيب:
"بالتأكيد."
تفحص نادر الفلتر بتركيز، ثم قال:
"المشكلة في المسامات. يجب أن تكون أكبر في هذه المرحلة لجمع كل سائل الفواكه، أما في المرحلة اللاحقة فيجب أن تكون أصغر. ربما مندوب المبيعات لم يوضح لك ذلك."
سأل صاحب المصنع بقلق:
"وماذا أفعل الآن؟"
أجاب نادر بثقة:
"قم بتغيير مكان المصافي. ضع المصافي ذات المسامات الكبيرة في الأعلى وذات المسامات الصغيرة في الأسفل."
استجاب صاحب المصنع فورًا، وأمر المهندس بتنفيذ ما قاله نادر. وبعد دقائق من التعديل، حصلوا على نتائج باهرة. تأثر صاحب المصنع بإعجاب وقرر تسجيل طلبية بقيمة مئة ألف دولار من دنيس.
عندما عاد دنيس إلى الشركة، روى ما حدث لجينا التي طارت فرحًا بهذا الإنجاز المميز.
بعد ذلك اليوم المشهود، دعت جينا نادر إلى مكتبها لتوقيع العقد والانضمام رسميًا إلى فريق العمل في الشركة. استقبلته بابتسامة عريضة، وبدأت تشرح له شروط العقد بتفصيل.
"نادر، أنا هنا اليوم لأطلعك على شروط العقد الجديد. ستحصل على راتب ثابت، بالإضافة إلى نسبة خمسة في المائة على المبيعات. كما ستُمنح سيارة مع تغطية كاملة للوقود، وسنوفر لك بطاقة أمريكان إكسبرس لتغطية هذه النفقات."
كان نادر يستمع بتركيز، وعيناه تلمعان من الفرحة.
"هل أنت سعيد يا نادر؟" سألت جينا بابتسامة ودودة.
أجاب نادر بحماس:
"طبعًا، شكراً جزيلاً!"
ابتسمت جينا وأردفت:
"وعلى فكرة، المئة ألف دولار التي أبرمتها في المصنع، نسبتها ستكون لك."
تلعثم نادر قليلاً وقال:
"لكن، دنيس... لا أعرف كيف أتصرف."
ابتسمت جينا وطمأنته:
"لا تقلق، هي لك. لقد أثبت جدراتك واستحقيت هذا النجاح."
شعر نادر بالامتنان العميق، وعرف في تلك اللحظة أن هذا كان مجرد بداية لمشواره المهني الواعد.
بدأ نادر عمله بنشاط وحيوية، حيث كان يذهب إلى الشركة مبكرًا ولا يعود إلى البيت إلا في الليل، منهكًا من العمل. كونه أعزب ويركز كل جهوده على تحقيق النجاح المهني، كان يُخصص جل وقته للعمل.
استخدم نادر أسلوبًا فريدًا في تعامله مع الزبائن، يقوم هذا الأسلوب على بناء علاقة شخصية وقوية معهم. كان يستمع إلى احتياجاتهم ويقدم لهم الحلول المناسبة، مما جعلهم يثقون به ويعتمدون على نصائحه.
بفضل هذا الأسلوب الفريد، ارتفعت مبيعات الشركة بشكل ملحوظ. لم تتوقف الزيادة عند هذا الحد، بل استمرت في الارتفاع، مما جعل أداء نادر في ستة أشهر يعادل عمل سنة كاملة.
فرحت جينا كثيرًا بهذا النجاح الكبير. دخل قلبها الأمل بالفوز، تمامًا كما كانت العادة في السنوات السابقة. تخطت نسبة المبيعات النسبة المعتادة بكثير، مما جعل الشركة تحقق إنجازات غير مسبوقة بفضل جهود نادر وتفانيه في عمله.
يتبع في الفصل الرابع والعشرون .....
المتواجون الان
552 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع