اخر الاخبار:
القبض على "داعشية وداعشي" في ديالى وبغداد - الأحد, 06 تشرين1/أكتوير 2024 20:59
صحيفة إسرائيلية: تل أبيب تخطط شيئا للعراق - السبت, 05 تشرين1/أكتوير 2024 19:06
مقتل جندي لبناني وإصابة آخر بقصف إسرائيلي - الخميس, 03 تشرين1/أكتوير 2024 21:13
استئناف حركة الطيران في مطار أربيل الدولي - الخميس, 03 تشرين1/أكتوير 2024 19:29
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

أوراق الخريف- رواية: الفصل السادس والعشرون// د. ادم عربي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. ادم عربي

 

عرض صفحة الكاتب 

أوراق الخريف- رواية: الفصل السادس والعشرون

د. ادم عربي

 

الأحلام الكبرى للإنسان ليست كبرى إلا إذا كانت أحلامًا للزمان تفعل فيه فعلها وبفعلها تُبنى من دقاته في ساعة الميتافيزيقيا مرحلة جديدة من مراحل الواقع في التاريخ، الثورة الفرنسية والثورة الصناعية مثالان في السياسة وفي الاقتصاد على ذلك من الزمن الماضي، النظام الديمقراطي والنظام التكنولوجي مثالان في السياسة وفي الاقتصاد على ذلك من الزمن الحاضر، يدور الحدثان في صحن المكان المحدود الأبعاد في أوروبا ماضيًا وفي أمريكا حاضرًا، وفي صحن المكان اللامحدود الأبعاد، وأقصد باللامحدود المكان تحت معناه المطلق، وعلى عكس المثاليين من فلاسفة الوجود، المرتبط بمعناه الرياصي كأبعاد ملموسة ومفتوحة على بعضها بقوة التطور في عصرنا. بعبارة أخرى، المكان اليوم هو الكون المولد لآمال الكائن أينما كان، كالزمان اليوم هو المعيار المولد للأحلام القادرة على التحويل الكوني وتغيير الكون. انطلاقًا من هذه الرؤية، الحلم هو المحرك للواقع والواقع هو المحرك للأمل في نظام عولمي فرضه الحلم على الواقع والواقع على الأمل، ستلعب فيه مناطق النفوذ الدور السياسي والاقتصادي والاجتماعي الدور الحتمي المناط بها في التطور العالمي.

دكتاتورية التكنولوجيا نظرية جديدة:

هناك نقطة جوهرية، يا سادتي، إذا أدركها خبراؤكم، أنتم ستبدأون فورًا معي بدون تردد، العيون مغمضة، لارتياحكم واطمئنانكم:

تفهم التكنولوجيا الواقع الموضوعي بنفيه عن طريق الحريات وبإثباته عن طريق تطورها الذي يفرض تحول هذا الواقع الموضوعي، إنها "دكتاتورية التكنولوجيا"، إنه الذكاء الاصطناعي في صيرورته التطورية!

هذا ما يجري عندكم، وهذا ما سيجري في الشرق الأوسط، نحن إذن لسنا في حاجة إلى دكتاتوريات سياسية تخضعنا لم يعد الزمن التكنولوجي زمنها، نحن تخضعنا دكتاتورية التكنولوجيا!

روسيا والصين ستخضعهما دكتاتورية التكنولوجيا، يفهم الماويون  هذا القادم لا محالة على الرغم من خنقهم لشعبهم، فيحاولون إرجاء ذلك بالتوسع غربًا، وذلك "بإلهاء" الذكاء الاصطناعي في مكان آخر، وأنا لهذا  لا أطالب بمقاطعة الصين في كل شيء، كي تمارس التكنولوجيا هي دكتاتوريتها على الصينيين لا الحزب الشيوعي، فيسقط بنفسه من نفسه!

الشيء نفسه في روسيا  ، كل هذه المليارات التي أحرقت في أوكرانيا لسحق روسيا ضاعت سدى مثلما ضاعت سدى المليارات التي أحرقت في الشرق الأوسط، روسيا يتم احتواءها التام بأمر التكنولجيا عليها، دكتاتورية التكنولوجيا تنفي الواقع في روسيا وتثبت واقع الحريات عن طريق تطورها!

أعود إلى نظريتي الجديدة، يا سادتي، "دكتاتورية التكنولوجيا"، فأشرح لخبرائكم ناحية أساسية ثانية منها كي أخلصهم من "سياسة الاستحمار" التي تمارسها الإدارة الأمريكية على نفسها وعلى غيرها منذ الحرب العالمية الثانية!

الاندماج بين شركة كبيرة وأخرى صغيرة أو بين شركة قوية وأخرى ضعيفة شيء معروف في الأوساط المالية، غاية ذلك تمكين الشركة القوية أو الشركة الكبيرة أكثر للسيطرة على الأسواق وتوسيع النفوذ!

الشيء نفسه فيما يخص ما أدعوه منذ سنوات بالذوبان الاقتصادي بين الولايات المتحدة والشرق الأوسط، وذلك بفضل دكتاتورية التكنولوجيا، فيكون تمكين أمريكا للسيطرة على أسواق العالم وتوسيع نفوذها!

الصين، بفضل دكتاتورية التكنولوجيا، ستتخلص من دكتاتورية الحزب، وستكون بفضل الوثبة التكنولوجية الأمريكية-الشرق الأوسطية، الفضاء المندمج في فضاء الولايات المتحدة، التابع تكنولوجيًا لا المتبوع!

دكتاتورية التكنولوجيا مثلما تحول الواقع الموضوعي في الشرق الأوسط بالذوبان لصالح الولايات المتحدة تحول الواقع الموضوعي في الصين بالاندماج لصالح الولايات المتحدة، نفس الشيء روسيا والدول الأوروبية!

بعد هذا التفسير التكنولوجي للتاريخ، يا سادة، هل أطمح بإرسال حقوق التأسيس في الحال، لنبدأ سويًا ما لن يتوقف في الزمن الأمريكي الخارق للعادة؟

الناحية الثالثة الأهم في نظريتي الجديدة "دكتاتورية التكنولوجيا"، يا سادة، تتعلق بالعلاقة بين عوامل النمو وعوامل الإنتاج التي هي عوامل متفاعلة، ليست متجادلة، ليست متبادلة، بل متفاعلة. تتفاعل عوامل النمو والإنتاج بدينامية نوعية هي جوهر الدكتاتورية التكنولوجية في الخلق عند إعادة تشكليها للواقع الموضوعي وصنعها لعالمها الإبداعي!

نمو الشرق الأوسط لا يبدأ بإنتاجه لأنه قد بدأ في الولايات المتحدة، نمو الشرق الأوسط يتفاعل مع إنتاج الشرق الأوسط الذي هو في حقيقته إنتاج الولايات المتحدة، فيكمل الشرق الأوسط نواقصها في الإنتاج، يكفيها بإنتاجه ويكتفي، وبهذا الفعل يتفاعل، ينمو، إنها آلية دكتاتورية التكنولوجيا!

كما ترون، يا سادتي، أنا أتمتع بنظرية خلاقة، لأن لا أفعال خلاقة بدون نظرية خلاقة، كي تروا أني في مشروعي السياسي الاقتصادي الحياتي قوي بقوة العلم وقادر بقدرة العقل، والاجتراح في علاقاتنا المصيرية عظيم بعظمة التقدم التكنولوجي، الشرق الأوسط الحديث كما أرى سيكون حسب أسس كلها مدروسة، أسس ليست عشوائية!

أرجو، يا سادة، أن أكون قد أقنعت خبراءكم من كافة النواحي، فنباشر بالعمل على الفور.

أنا أتكلم عن واقع موضوعي وعن شروط موضوعية وعن ظروف موضوعية تفرض على أمريكا، هذا الفضاء الاستثنائي بحسناته وسيئاته، العمل بمشروعي الإشكالي إن عاجلاً أو آجلاً، لكن هذا ليس كل شيء!

أنا هو الذي كل شيء، يا سادتي، أنا الثقة بالنفس، أنا النَّفَس الطويل، أنا الزمن الملحمي تمامًا

أنا لا أؤمن فقط بقدراتي على تحقيق أهدافي وبطرقي في العمل التي لولاها لن تتحقق هذه الأهداف، أنا مجبول بالغراماتية الفكرية أولاً وقبل كل شيء، لهذا رسمت بفكري البراغماتي كل شيء، ولأول مرة في تاريخ الفكر الإنساني أرضيت كل الأطراف!

كذلك لأول مرة في تاريخ الفكر الإنساني أنا أقوم باستحداث نظرية جديدة "دكتاتورية التكنولوجيا"، لا تُطَوِّرُ هذه النظرية ما قبلها من نظريات فلسفية بل تلغيها، لأنها تلغي كل ما هو إيديولوجي، ولأنها تفهم التحول لا كحتمية من حتميات التاريخ بل كحتمية من حتميات التطور!

 

يتبع في الفصل السابع والعشرون...

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.