اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

البكاء على ((الهوية))// عبدالله عطية شناوة

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عبدالله عطية شناوة

 

عرض صفحة الكاتب 

البكاء على ((الهوية))

عبدالله عطية شناوة

 

آن لنا أن نتوقف عن البكاء على الهوية، ذلك البكاء الذي تنخرط فيه جهات عديدة متعارضة، عروبيون يتباكون على ضياع ((الهوية القومية))، وإسلامويون، يقيمون المآتم على موت ((الهوية الدينية))، وشوفينيون يندبون ليل نهار فقدان ((الهوية الوطنية))، وأمميون مبتئسون لتصدع ((الهوية الطبقية)).

 

فهل تقتصر هوية الفرد على أنتماء واحد وحيد نابذ لتعدد الأنتماءات؟

هل يمكن أن يكتفي الأنسان بالأنتماء الى عقيدة دينية نافية للعقائد الأخرى ومتناحرة معها، أو قومية عابرة للدين ولكن متقوقعة في الثقافة أو العرق تعلي ذاتها عن غيرها من الثقافات والأعراق، أو وطنية تلتزم الحيز الجيوسياسي وتقطع وشائج مكونات الكيان الوطني بامتداداتها العقائدية والإثنية خارج ذلك الحيز؟

وهل يلغي الأنتماء الطبقي ـ لو أفترضنا بقاء تلك الخطوط الفاصلة والواضحة بين الطبقات ـ هل يلغي أي أنتماء آخر سواه؟

وقبل هذا وذاك، هل ثمة هويات ثابته سرمدية لا تتغير مهما كان محتواها، هويات عابرة للزمان والمكان؟

 

الهوية أطار شامل يجمع أنتماءات إثنية وثقافية وعقائدية متعددة لا يلغي بعضها البعض ويساهم تفاعلها مع بعضها في عملية تجددها وتطورها، واغتنائها بعناصر أكثر أنفتاحا وتسامحا، وعلى الضد من ذلك كلما تقلصت الأنتماءات داخل الهوية، وأقتصرت على عنصر واحد أو عنصرين، تحولت الى هوية منغلقة محدودة الرؤية أساسها التعصب والعنصرية.

 

أساس مشاكل مجتمعات الشرق الأوسط بالغة التأزم، يكمن في الوعي السائد الذي يقلص هوية الفرد الى أنتماء أثني أو عقيدي واحد وحيد، لا يتغير، ويقف بالضد من الأنتماءات الأخرى، ويسعى الى تطهير الحيز الجيوسياسي من الأنتماءات الأخرى، أو الى قمع تلك الأنتماءات وإخضاعها.

 

الهوية متعددة الأنتماءات هي هوية أنسان المستقبل، هوية غير ثابتة، يتبدل سلم تراتبيتها باستمرار، تضمر بعض عناصرها وقد تضمحل، وتنمو أخرى مع تطور الفرد والجماعة، وتطور محيطهما، وتطور المجتمع البشري في شتى أرجاء المعمورة.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.