اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

رسالةٌ عراقية، من رسائلِ الحياةِ اليوميَّةِ البابِلِيَّة – 16 – استغاثة من الناديتو آوات أجا الى جيميلوم// عبد يونس لافي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عبد يونس لافي

 

عرض صفحة الكاتب 

رسالةٌ عراقية، من رسائلِ الحياةِ اليوميَّةِ البابِلِيَّة – 16

استغاثة من الناديتو آوات أجا الى جيميلوم

عبد يونس لافي

 

بادِئَ ذي بِدْءٍ، فإنَّ لفظةَ الناديتو (naditu

هي سِمةٌ قانونيةٌ خاصة،

تطلق على بعض النساء البابليات،

اللائي لا يعشن ضمن عوائل البطريركية الطبيعية،

في المجتمع البابلي.

 

كما انها تطلق ايضًا على النساء

من رقيق المعابد السومرية او الكاهنات،

كما ورد في النصوصِ البابليةِ المودعةِ في  منطقة سيبار  (Sippar).

وسيبارُ هذه، مدينةُ تقع في ما يسمى اليوم تل ابو حبة،

قرب اليوسفية، جنوب غربي بغداد.

 

غالبًا ما تكون مراكز هذه النصوص،

مُستَلَمةً او مؤجَّرةً من قبل الناديتو.

ولقد استغل هؤلاء النساء وضعَهنَّ،

فاشْتغَلْنَ بأمورالتجارةِ،

وبيع وشراء العقارات.

 

من خلال الرسالة،

يبدو ان  آوات أجا،

كانت فقيرةً لسببٍ ما،

ولذا ارسلت رسالة الاستغاثة هذه،

طلبًا للمساعدة ممن تعرفه منذ زمنٍ بعيد،

يومَ كان طفلًا.

 

تقول الرسالة:

 

أبلغْ صغيري جيميلوم  (Gimillum

أدعو الهي شَمَش  (Šamaš

ان يُبقيهِ بصحةٍ جيدة.

 

ان المرأةَ الناديتو آوات أجا  (Awat-Aja)

ترسل اليك ما يلي:

 

عسى إلهي وسيدتي الإلهةُ أجا  (Aja

ان يحفظاك في صحة جيدةٍ إلى الأبدِ من أجلي.

عندما رأيتُك مؤخرًا، كنت سعيدةً برؤيتك،

قدرَ سعادتي عندما دخلت الدير  (gagûm-close

ورأيت لأولِ مرةٍ وجهَ سيدتي (الإلهة أجا)،

قبل وقتٍ طويل.

 

وأنت أيضًا أخي ،

كنتَ سعيدًا لرؤيتي كما كنت سعيدةً لرؤيتك.

قلتَ: "أنا سأبقى لمدةِ عشرةِ أيام".

وكنت  سعيدةً لِنِيَّتِكَ في البقاء،

الى درجة أنّي لم أُخْبرْك حينها بأحوالي الخاصة.

لم أرِدْ أن أخبرَك هنا شخصيًّا،

ما كنت أكتب لك عنه من قبلُ وعن بعد،

لكنَّك غادرتَ على عَجَلٍ،

وكنتُ على وشكِ الجنونِ لمدةِ ثلاثةِ أيّامٍ،

دون طعامٍ او شَراب.

 

أنت تعرف جيدًا كميةَ الشعيرِ التي تلقَّيْتُها من قبل،

والتي كنت ترسلها لي بنفسِك.

لو استمرَّ هذا الإمدادُ كما كان،

لن يُخطِئَ بعضُنا البعض،

ولن أموتَ من الجوع مع أسرتي.

 

فقط أرسلْ لي مقدارَ الشعير الذي اعْتدْتَ ارسالَه،

كي أتمكن من توفيرالطعام لأسرتي،

وبهذا سوف لا نكون مُعَرَّضين للبردِ والجوع،

خلال موسم البردِ القادم.

 

ملاحظة:

كن ذا قلبٍ رحيمٍ يا عزيزي جيميلوم،

ولا تدعْني أموت جوعًا،

فأنا كنت سعيدةً بك دائمًا،

أكثرَ من أيِّ شخصٍ آخر.

 

انتهت الرسالة.

 

الخلاصة:

وهكذا تستمر معاناة الإنسان ومآسيه على مر الزمن، كلما كانت هنالك فوارقُ بين بني البشر، لا مناصَ منها لحكمةٍ سبقت، سلام.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.