اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

قرارات الأمم المتحدة حبر على ورق شفّاف!// محمد حمد

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد حمد

 

عرض صفحة الكاتب 

قرارات الأمم المتحدة حبر على ورق شفّاف!

محمد حمد

 

جميعُ المؤسسات الدولية، ابتداءا من مجلس الامن، يمكن أن يكون لها تأثير ملموس واحيانا فوري على جميع دول وحكومات العالم. باستثناء امريكا وكيان اسرائيل العنصري. كما ان جميع أنظمة وحكومات العالم تاخذ بعين الاعتبار وبشيء من القلق والخشية ايضا، كل ما يصدر أو يمكن أن يصدر من قرارات دولية تتعلق بها. الا امريكا وكيان اسرائيل العنصري. فكلاهما يعتبر نفسه فوق القوانين الأرضية والسماوية. وكلاهما له الحق في تبرير ما لا ىيبرّر وتفسير ما لا يفسّر من أجل تحقيق مصالحها. واحيانا بأكثر السبل والطرق همجية وبربرية. يحق لهما ما لا يحق للآخرين. من توجيه أكثر التُهم بشاعة وقسوة إلى شنّ الحروب العدوانية لأتفه الأسباب. فلا رقيب أو حسيب لما يرتكبان من جرائم ومجازر. وتكميم الافواه، سواءا كانوا أفرادا أو منظمات دولية، هي سياسة ثابتة تعجز عن اخفاءنا أقنعة الديمقراطية وشعارات حقوق الإنسان وحرية التعبير. وغير ذلك من وسائل التضليل الاعلامي.

 

ليس مصادفة أن امريكا وكيان اسرائيل، خلافا لبقية الدول، ليس لهما جذور أو امتدادات تاريخية  سوى كومة من الخرافات والأساطير، فيما يتعلق باسرائيل. ولا توجد لديهما هوية أو غريزة وطنية، إذا جاز التعبير. ويرتبط الفرد فيهما إلى نظام سياسي قائم على القوة والهيمنة أكثر من ارتباطه عاطفيا وروحيا إلى وطن. والشعب في امريكا وفي اسرائيل عبارة عن خليط أو تجميع غير متجانس لبشر لا تربطهم روابط حقيقية سوى الخرافة وأساطير الأولين. ومن يدرس تاريخ هاتين الدولتين، امريكا ودولة اسرائيل، يجد بسهولة أنهما تاسستا على أرض تمت سرقتها بقوة السلاح وباكثر الأساليب وحشية، من شعوب اخري مسالمة. مورست بحقها عمليات إبادة وتهجير وتنكيل مبرمحة ومنتظمة لعدة سنوات أو عقود.

 

ولكون شرعية امريكا والكيان الصهيوني جاءت من الحروب والغزوات وتهجير الشعوب الأصلية واضطهاد الضعفاء، فقد عمدتا إلى بناء ترسانة عسكرية ضخمة تضم مختلف أنواع الاسلحة الفتاكة، بما فيها الأسلحة النووية. لردع كل من لا ينبطح امامهما برحابة صدر. وبسبب الخوف من الانهيار من الداخل، وهو حتمي لا محالة، تقوم امريكا وكيان اسرائيل العنصري بافتعال النزاعات وتصدير الازمات وخلق الأعداء وتحريض البشر ضد بعضهم البعض في اكثر من مكان بغية الهيمنة والتسلط والتلاعب بمصير ملايين الناس.

 

وليس صدفة أن امريكا والكيان الصهيوني هما الدولتان الوحيدتان في العالم اللتان تجرّبان، في حروبهما العدوانية، كل أنواع الأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا، مع  استخدام مفرط وغير مبرر للقوة حتى مع المدنيين أو الخصوم العزّل . وما يحصل هذه الأيام من مجازر بشعة في غزة لا يحتاج إلى دليل.

 

وليس صدفة أن امريكا تهيمن على معظم دول العالم بقوة السلاح والمال والعقوبات على من لا يرضيها ويخضع لقوانينها المجحفة. وليس صدفة أن كيان اسرائيل العنصري، المرفوض من دول وشعوب المنطقة، هو المهيمن والمتعطش دائما للحروب والدماء، في منطقة الشرق الأوسط. 

 

وقبل ايام تبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يدعو إلى هدنة "إنسانية" ويطالب بشكل خجول ممن مانت فيه الإنسانية منذ عقود، بوقف العدوان الهمجي على غزة. والسماح بدخول المساعدات الضرورية إلى القطاع المحاصر. وبديهي أن هذا القرار الأممي، شأن عشرات القرارات حول كيان اسرائيل، سيبقى حبرا على ورق شفاف. ثم يتم رميه في سلة المهملات "الاممية" التي خُصٌصت لكل ما يتعلّق بدول العالم الثالث والدول الفقيرة.

 

بدليل أن مندوب الكيان الصهيوني صرّح بلهجة المتغطرص الواثق من نفسه ومن عدم جدوى هذا القرار، قائلا: "ان الأمم المتحدة فقدت كلّ ذرّة من الشرعية الدولية".  وهو على حق. لان المؤسسات الدولية، كما يرى بني صهيون، لا شرعية لها ان لم تكن في خدمة امريكا وصنيعتها اسرائيل !

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.