كـتـاب ألموقع
عمار الحكيم ماليء الدنيا وشاغل الناس!// محمد حمد
- المجموعة: محمد حمد
- تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 10 تموز/يوليو 2024 20:41
- كتب بواسطة: محمد حمد
- الزيارات: 652
محمد حمد
عمار الحكيم ماليء الدنيا وشاغل الناس!
محمد حمد
أقلُّ ما يُقال عن العملية السياسية في عراق ما بعد الاحتلال الامريكي - الايراني، أنها من عجائب الدنيا في هذا الزمان. فما زال العراق، بعد أكثر من عشرين عاما من الدوران حول نفسه، يثير الدهشة والعجب لدى القريب قبل البعيد. ولو بحثت عن مثال بسيط من بين مئتي دولة على وجه الارض فانك لن تجد ابدا شبيها مماثلا لما يجري في العراق على صعيد العمل السياسي. وبالاخص ما ينظّم العلاقات الدبلوماسية بين الداخل والخارج وفق القواعد المتعارف عليها بين الامم الحديثة. ولان الديمقراطية في العراق فُصّلت خصّيصا له، فانك بالكاد تميّز بين المسؤول الحزبي والمسؤول الحكومي او زعيم ميليشيا مسلحة. وكلّ واحد من هؤلاء على ما يبدو يمارس دور الآخر بالوكالة. أو وفق "قانون" التفاهمات الساري المفعول !
في يوم الاحد ٧ تموز نشرت بعض وسائل الاعلام العراقية خبرا، مع صورة كبيرة، يقول الآتي: (السيد عمار الحكيم يستقبل رئيس وزراء حكومة الصومال السيد حمزة عبدي بري والوفد المرافق له...الخ) . واعتقد ان بعضكم اُصيب بالدهشة والاستغراب لكون السيد عمار الحكيم لا يشغل اي منصب او وظيفة لا في الحكومة الاتحادية ولا في الدولة العراقية. ولم يرٓ الصومال حتى في احلامه الوردية !
ان استقباله لرئيس حكومة دولة أجنبية في مكتبه الشخصي وخلفه العلم العراقي وعلى الجدار شعار جمهورية العراق دليل مؤسف على وجود خلل كبير في السياسة الخارجية لهذا البلد. والاغرب من ذلك هو غياب أي دور لوزير خارجية العراق عن مجمل المشهد السياسي، خصوصا في هذه الايام العصيبة التي تمر بها المنطقة. نتمنى ان يكون فخامة الوزير بخير وعافية وصحة جيدة.
عموما، لم اجد تفسيرا مقنعا لزيارة رئيس حكومة الصومال الشقيق الى السيد عمار الحكيم. وثمة اسئلة كثيرة ستبقى بكل تأكيد بلا اجوبة شافية. على سبيل المثال: هل عثر الصوماليون في ارضهم التي مزقتها الحروب على آثار حفيد أو حفيدة لامام شيعي مرّ بالصدفة بأرضهم السمراء ؟ فجاؤوا الى السيد الحكيم للتشاور في الامور (الطائفية) ذات الاهتمام المشترك ! وهل هم بحاجة، مع كل ما جرى لهم من مآسي ومصائب، إلى مواكب لطم وعزاء وتطبير ومآتم في كل شارع ؟
اكيد لا، والف لا. لكن المصيبة الكبرى، كما اتابع كل يوم، هي ان عمار الحكيم وبكل بساطة وسهولة يلتقي بالوزراء وبكبار المسؤولين والمدراء العامّين ومحافظي المدن العراقية وشيوخ العشائر، الخ. ويقدّم النصائح والارشادات والتوصيات، حتى الى وزراء من ذوي الاختصاص المهني البحت. وهو لا يحمل تخصّصا في أي مجال حسب علمي.
قد يقول احدكم ان هناك فضائيات او وسائل اعلام تابعة للاحزاب ومدفوعة الثمن تروّج لهذه الشخصيات العديمة اللون والطعم والرائحة من اجل تسويقهم في سوق "الخردة" السياسي في عراق ما بعد الغزو والاحتلال، على أنهم "قادة" يُشار لهم بالنعال، عفوا اقصد بالبنان !
في دول اوروبا يمنع القانون والتقاليد والاعراف الدبلوماسية لفاء اي مسؤول اجنبي حزبي او حكومي مع القيادات السياسية في البلاد، حتى مع السفراء الأجانب. وان حصلت هذه اللقاءات، وهي نادرا ما تحصل، فتتم بعلم وموافقة وحضور ممثلين عن وزارة الخارجية وتكون واضحة الأهداف والمضامين. وخلافا لذلك يعتبر اي لقاء مع شخصيات أو مسؤولين اجانب تجاوزا على سلطات وصلاحيات الحكومة. ويدخل في خانة التآمر على المصالح الوطنية العليا والاساءة الى هيبة الدولة.
لكن العتب، كل العتب يقع على عاتق حكومة السيد محمد شياع السوداني ووزير خارجيته، لتركهما المجال مفتوحا على مصراعيه، امام عمار الحكيم ومن هم على شاكلته، في استقبال رؤساء حكومات ووزراء وسفراء اجانب في مكاتبهم ومقرات أحزابهم. وهذا مع الاسف الشديد دليل قاطع على أن معظم السياسة الخارجية لوزير خارجيتنا المحترم، مع استثناءات قليلة، تشوبها الكثير من الشوائب. وبالتالي فان العراق ىحاجة ماسّة إلى وقفة جادة ضد التحركات المشبوهة والسلوكيات الشاذة لقادة الأحزاب الموالية للحكومة، ومنعها من التجاوز على سلطات وصلاحيات الوزارات والمؤسسات التابعة للدولة...
المتواجون الان
439 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع