اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

بحث في تسميات الكنيسة الشرقية وتاريخ ظهورها حسب اهم مصادر التاريخية -//- يوحنا بيداويد

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

 

اقرأ ايضا للكاتب

بحث في تسميات الكنيسة الشرقية وتاريخ ظهورها

حسب اهم مصادر التاريخية

يوحنا بيداويد

ـ ملبورن /استراليا

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

10-10-2013

مقدمة:

في البداية اود ان اسجل بعض الملاحظات مهمة للاخوة القراء قبل ان اقدم بحثي هذا لهم كي يطلعوا على الغرض من كتابتي للبحث وكذلك نشره الان وهذه اهمها:-

1 - انا انسان واقعي وابحث عن الحقيقة دائما وحينما اكتشف شيئا جديدا منها مخالف لما كنت اؤمن به اخذ بجانبها فوراً، واعترف بقصر نظري او معرفتي لذلك الجانب.

2 - انا كلداني القومية ولكن هذا لايعني ليس لدي اي اواصر عضوية للاشورية او السريانية، بالعكس كل ما يحصل لاي منهما من التقدم والتطور افرح وابتهج لانني ارى ذاتي الكبيرة فيهما .

3 - بعد مجيء غبطة البطريرك ساكو الى سدة كرسي بطريركية الكلدان، توجهت انظار كل ابناء شعبنا لخطواته وافكاره وتصريحاته، لان للرجل مؤهلات علمية واكادمية وله مؤلفات عديدة جاوزت العشرين، ففرح الكثيرون لاقواله وافكاره ، خاصة المشوقين لحصل الوحدة الكنسية. لكن ما اراه او اشعر به في هذه الايام، هناك من يريد يفرض شروطه قبل بدا النقاش او الاجتماعات بين قيادة كلا الكنيستين خلافا للحقيقة المنطقية التي جاءت في التاريخ.

4 - بحثي هذا لم يكن معد لعرضه على القراء اليوم، بقدر ما كان معد مسبقا لاي مؤتمر او ندوة فكرية او حوار جدي وجذري يجري مثقفي ومفكري ومؤرخي ومهتمي عن مستقبل ابناء شعبنا، عن ماضي التسميات وتاريخ ظهورها حسب المصادر التي توفرت عندي .

5 - ما ألمني كثيراً هو اصرار البعض على تحريف التاريخ بل (لَويه) الى اتجاه الذي يعجبهم، ومع الاسف الكثير من الذين يعدون انفسهم وحدويين تركوا الساحة وانسحبوا من المنازلة الفكرية، او على الاقل لم يبدوا رأيهم في قول الحق وانا احسب خطوتهم هذه نوع من الخيانة في هذه القضية!!

6 - اود ان اوضح ايضا ان المصادر المعتمدة لاعداد هذا البحث هي كثيرة كما ستورونها وللتأكيد اضع رابط لدراسة لغبطة البطريرك ساكو نشرت في موقع البطريركية والتي راجعتها عدة مرات، فلم اجد اي نقطة مخالفة لما جاء في البحث الذي كنت اعدته سابقا كما اشرت.

The Chaldean Church Story of survival

http://www.saint-adday.com/index.php/permalink/5084.html-

7 - هذا البحث كما قلت ليس للطعن باي تسمية او انزال من مكانتها بل اظهارها على الحقيقة التي جاءت في التاريخ حسب هذه المصادر، كذلك تجيب على اسئلة مهمة مثل متى وكيف ولماذا ظهرت في التاريخ.؟

في الختام اتمنى من كل الاخوة الذين سيطلعون على البحث، قراءته اكثر من مرة، التدقيق في المصادر والتفكير بصورة منطقية قبل انفعالهم في نقظة قد لا تعجبهم. واود مرة اخرى اشدد واؤكد على رؤيتي في هذه القضية التي: " نحن شعب واحد مهما تصاعدت صيحات البعض بعيدة عن الواقع، ومهما استمر النزال من اجل اجبار الاخرين للانطواء تحت تسمية معينة قد تعود لهم، ان الذي يجمعنا اكثير بكثير من الذي يفرقنا، والمقومات القومية الموجودة بينننا هي اقوى من اي شعب اخر على وجه الارض، لان على الاقل شهدائنا وقديسنا ولغتنا مشتركة.

املي من هذه البحث هو ان نوقف الصراع بسبب التسميات والبحث عن طريق العودة الى نقطة المركز في مسيرتنا التي هي المصير الواحد الذي كان وسوف نمر به سواء كنا قومية واحدة او عشرة قوميات!.

التسميات التي حملتها الكنيسة الشرقية وتاريخ ظهورها:-

منذ بداية نشوئها ظهرت للكنيسة الشرقية عدة اسماء. يقول الاب العلامة البير ابونا في انطاكية اطلق لاول مرة اسم المسيحيين "اتباع يسوع الناصري". ومنا انطلقت الحملات التبشيرية بإتجاه الشرق والغرب (1) . اما من يحمل شرف مبشر بلاد ما بين النهرين والام الشرقية هم اربعة: مار توما الرسول، ومار ادي، وتلميذاه مار ماري، واجاي (2) . لكن لا شك مار ادي الذي عمذ ملك ابجر اوكاما الخامس هو الذي ارسل تلميذيه مار ماري و مار اجاي الى بلاد ما بين النهرين وفارس للتبشير بالمسيحية (3) . اما مؤسس كنيسة كوخي في المدائن (4)(ساليق- قطيسفون) قرب سلمان باك حاليا في جنوب بغداد هو مار ماري حسب اغلب المصادر (5)، وكانت هذه الكنيسة تحمل ايضا اسماء المدن اعلاه حسب زمن الادارة السياسية التي حكمت فيها.

اما في مقاطعة الحدياب ، كانت هناك كنيسة حدياب (اربيل) ويذكر الكاتب مشيحا زخا في كتابه (تاريخ احوال كنيسة بابل) تبشريها تم على يد مار ماري، واول اسقف لها كان "باكيدا" او "بقيدا" الذي تلمذ على يد مار ادي ايضا بحدود نهاية القرن الاول ميلادية (6) .

لكن بعد الاتحاد بين كراسي الاسقفية في المنطقة وجعل كرسي البطريرك (الجاثاليق) في العاصمة قطيسفون او المدائن اصبحت الكنيسة تحمل اسم كنيسة المدائن سنة 280م . ثم جاءت تسمية كنيسة فارس (7) في زمن ابو جعفر المنصور، لان الامبراطورية الفارسية كانت تحكم معظم العراق وسوريا في حينها، كذاك أطلِق عليها كنيسة الشهداء بسبب كثرة الاضطهادات التي مرت عليها لاسيما الاضطهاد الاربعيني لشابور الثاني اثناء فترة حكمه 340 -379م، لكن الاسم الاكثر المتداول لها في المصادر هي الكنيسة الشرقية، او اسم الكنيسة الكاثوليكية (8) لانها امتدت الى اقاصي الشرق الهند وصحراء تبت والصين ومنغوليا. فيقول ادولف دافريل: " انتشر النساطرة في سيلان والصين وبلاد التتر والهند واورشليم وقبرض" (9) .

ظهرت التسمية النسطورية في المنطقة بلاد الرافدين بعد ان هرب مؤيدوا فكرة نسطورس بإتجاه الشرق خوفا من الاضطهاد في الامبراطور الروماني بعد التحريم الذي وقع على نسطوري بطريرك القسطنطينية وكورلس بطريرك الكنيسة المرقسية في الاسكندرية (الكنيسة القبطية) في مجمع (خلقدونية) سنة 451 م . يقول روفائيل بابو اسحق (10) : "المائة الخامسة للميلاد ظهرت في الشرق تعاليم نسطور واوطاخي وانتشرت في البلاد الشرقية ولا قت سوقا رائجة. فالمسيحيون الذين تبعوا مذهب نسطور دعوا (نساطرة او سريانا شرقيين) والذين انضووا الى لواء اوطاخي سموا يعاقبة او سريان غربيين".

المؤرخ والعلامة ادي شير يؤكد في مجلداته الاول والثاني على هوية الشعب في الكنيسة الشرقية كانت كلدانية اشورية بدون اي تميز، لان كان شعب واحد من ناحية اللغة والتاريخ والديانة والحضارة والتمدن والتراث والتقاليد حيث يقول بهذا الصدد (11): " ان اسم الكلدان والاثوريين يطلق على شعب واحد دون تمييز، لان لسانهم واحد وديانتهم وتمدنهم وعوائدهم واحدة لا تختلف. غير انه لما انتشرت المسيحية بينهم اهمل المتنصرين الاسم الكلداني الاثوري (الاشوري) لنفورهم عن كل ما يدل على الوثنية."

كما قلنا ابناء الشرقية كانوا منتشرين في رقعة واسعة من العالم، وان الاضطهادات في خمسة القرون الاولى من الالفية الثانية كانت مشابهة لخمسة القرون الاولى من المسيحية، حيث انها قاسية جدا عليهم، فنتشرت المسيحية بعد حملات المغول والتتر والصفويين الى المنقطة ادت بهم لخروج موجات هجرية الى القبرص والهند ( ملبار) واقاصي منطقة ارمينا وكردستان في شمال الشرقي من تركيا الحالية. ان محاولات الاتحاد مع كنيسة روما الاولى تعود الى القرن الثالث عشر حيث نرى ان بطريرك الكنيسة الشرقية (النسطوري) مار بريشوع (مات 1256م قبل سقوط بغداد) في سنة 1247م يتبع الكنيسة الكاثوليكية الرومية، فارسل الربان اّرا الى البابا انوكنتيوس الرابع مزودا بصورة ايمانه، وكان وقع عليها نصارى الصين. وقام بنفس العملية مار يشوعاب ملكون مطران نصيبين ومطرانين اخرين مع ثلاثة اساقفة. ويستمر المؤرخ روفائيل اسحق بابوا في ذكر كل المحاولات حيث يذكر (12) : " في سنة 1307 اقام البابا اقليميس الخامس مطرانا على مدينة كنتون في بلاد الصين" .

من هذه الدراسة التاريخية نستنتج بأن هذا الشعب الذي دخل الكنيسة الشرقية لم يكن فقط بقايا الامبراطوريتين من الكلدانيين او الاشوريين وانما دخل المسيحية كل القوميات والاديان التي كانت موجودة في حينها في الشرق الاوسط. من هذه القوميات بحسب المصادر كانت بقايا يهود لسبي بابل وملك سنحاريب في مقدمة الذين قبلوا الدخول المسيحية (13) . فيقول مثلا جان فييه في كتابه "احوال النصارى في زمن خلافة بني عباس" (14) : " فنحن، اذ نتكلم عن النصارى المشرقيين، لسنا امام جماعة واحدة ولا امام موقف موحد في داخل الجماعات الفرعية: المشارقة من السريان(النساطرة)، المغاربة من السريان (اليعاقبة) او الروم الملكيون."

ومن القوميات الاخرى التي كانت تتدين بديانات الوثنية مثل الزرادشتية والمزدكية والمانوية فيما بعد والبوذية وغيرها دخلت المسيحية الفرس بكثافة والعرب والاكراد والمغول والهنود والصينيين.

لهذا كنيستنا هي خليط من الامم الشرقية، ولان طقس الكنيسة الشرقية هو من اقدم الطقوس يعود لزمن ماري وكتب باللغة السريانية، ولان اللغة السريانية كانت سائدة في المنطقة في حينها، اصبحت الكنيسة تمارس طقوسها بالسريانية التي كانت تتحدث بها جميع الامم في بلاد الرافدين بمرور الزمن اصبح المسحييون واحدا من حيث اللغة والعادات والقيم والتراث الكنيسة واهملوا كلهم تاريخهم الوثني القديم.

كيف ومتى ظهرت تسمية السريان في التاريخ.

يقول العلامة ادي شير (15): "اطلق مشارقة وعلى كنيستهم الكنيسة الشرقية ... واطلق عليهم ايضا اسم السريان الشرقيين) شرق نهر فرات (ولكنه اسم غريب خارجي اطلقه المصريون ثم اليونان على اهل سوريا، ومن اليونانين استعاره الاراميون الغربيون، ومن السريان الغربيين (غرب الفرات) سرى على المتنصرين من الكلدان الاثوريين، لان من سوريا مبشري ديانتهم، فتسموا بإسم السريان تمييزا لهم من الكلدان الاثوريين الوثنيين، فلم يكن الاسم السرياني يشير الى امة بل الى الديانة المسيحية لا غير."

هكذا اصبحت لفظة (سورايى) المستخدمة بين المسيحيين الشرقيين لحد اليوم لاسيما اهل زاخو وسهل نينوى تدل على المسيحيين المتنصرين على يد مار ماري وادي واحاي وغيرهم. ولكن بمرور الزمن اخذت التسمية الطابع القومي لانهم كانوا يتكلمون لغة واحدة هي اللغة السريانية سليلة الارامية والاكدية القديمة.

من المصادر التي تذكر هذا الامر بوضوح هو ما ذكره العلامة ادي شير ايضا نقلا عن ما جاء في كتاب (تاريخ ايليا مطران نصيبين مابين 975- 1046م) الذي فسر سرياني بلفظة النصراني (16).

يؤيده هذا التفسير الكاتب يوسف داود في كتابه "اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية" (17) حيث يقول: "ان هذا الاسم عندهم مرادف لاسم مسيحي من اي امة وجنس كان".

اما الكاتب الانكليزي (The Rev. W.A. Wigram)

حينما يتحدث عن بقايا الحضارات القديمة يطلق عليهم، الاشوريون او اشوريين الكلدان (18).

من المؤرخين السريان الذي ادركوا هذه الحقيقة هو بطريرك اليعاقبة ميخائيل فيذكر في تواريخه: "ان الكلدان الاثوريين هم السريان". وابن العبري في كتابه (معلثا): "الشرقيون العجيبون اولاد الكلدان القدماء" (19). واثناء بحث ابن العبري عن فروع اللغة الارامية في كتابه (تاريخ الدول)، يسمى لغة اهل جبال اثور وسواد العراق الكلدانية النبطية.

في عهد ديونوسيوس التلمحري الذي عاش في النصف الاول من الجيل التاسع كان اليونان يستهزئون بالسريان اليعاقبة ويقولون لهم:"ان طائفتكم السريانية لا اهمية لها ولاشرف، فإنه ليس لكم مملكة ولاقام في سالف الزمان فيما بينكم ملك جليل. فاضطر السريان اليعاقبة ان يقروا ويثبتوا انه ولو اطلق اسمهم سريانا الا انهم ان اصلهم كلدان اثوريين وقد صار منهم عدة ملوك جبابرة."لكن بطريرك السريان اليعاقبة ميخائيل (نقلا عن ديونوسيوس التلمحري) (20) يقدم توضحيات اكبر عن هذا الموضوع التي تحزم الامر على نتيجة مهمة التي يعترف بها اغلب ابناء شعبنا بها اليوم هي بأنه الشعوب الثلاثة الكلدانيون والاراميون والاشوريين الذين يتحدثون نفسه اللغة معا لحد اليوم، اتحدوا معا تحت سقف الكنيسة وتعاليم السيد المسيح واصبحوا قوم واحد وشعب واحد خلال الفين سنة الماضية، كنتيجة لتبنيهم الديانة المسيحية. فيقول البطريرك ميخائيل: "ان العلاميين والاثوريين والارامييين وهم الذين سّماهم اليونان سريانا سمِّموا قاطبة كلدانا بإسمهم القديم واشوريي اعني اثوريين بإسم اشور الذي بنى مدينة نينوى. (21) "

كيف ومتى ظهوت التسمية الكلدانية من جديد في التاريخ الكنيسة الشرقية الكاثوليكية:

اول ظهور جديد لتسمية الكلدانية مرتبط بجماعة مسيحية كان في قبرص في سنة 1445م على اثر طلب المطران طيمثاوس اسقف جزيرة والقبرص مع شعبه من البابا اوجين الرابع، فرحب بهم بعد ان قرا صورة ايمانهم، واصدر براءته المشهورة (22): "ان يطلق على جميع النساطرة الذين يتبعون الكنيسة الكاثوليكية كلدانا.ً" في القرن السادس عشر ظهرت مشكلة انتخاب البطريرك حينما ابطل البطريرك شمعون الباصيدي عملية انتخاب البطريرك في الكنيسة الشرقية وسن قانون انتقال البطريركية بشكل وراثي بين عائلته بسبب قسوة الاضطهادات على الكنيسة في زمن المغلو والتتر،حيث لم يكن من السهولة التنقل وحضور المجامع بالاضافة طمع عائلته بالمال والرئاسة (23). وحينما انتخب شمعون السادس (برماما) سنة 1554م خلفا ايشوعياب (شمعون برماما كان صغير السن)، استغاض بقية الاساقفة من هذا التصرف فعقد بعض الاساقفة سينودس. حضر هذا السينودس اساقفة اربيل، وسلامس، واذربيجان ووكلاء من كنائس بغداد وكرخ سلوخ (كركوك) والجزيرة وتبريز ونصيبين وماردين ودياربكر وحن كيفا في نفس السنة وانتخبوا رئيس الدير ربان هرمز يوحنا سولاقا بطريرك عليهم (24)، فقام البطريرك الجديد بزيارة روما لاعلان عن صورة ايمانه وكذلك نيل التثبيت امام البابا يوليوس الثالث سنة 1552 وبعد ستة اشهر سنة 1553 نصب مطرانا وبعد اسبوع نصبه البابا بطريركا للكلدان في كنيسة القديس بطرس امام جماهير غفيرة (25) على كنيسة بابل (26). وسلمه البيرن (27) (الثوب) وزوده ببراءة رسولية ملكية. ومن هذا التاريخ ظهرت كنيسة جديدة لها لاهوت جديد، واسم ذو مدلول قومي وان لم يكن يعني لابناء هذه الكنيسة شيئا عبر قرون طويلة سوى التميز بينهم وبين اخوتهم ابناء الكنيسة النسطورية او الشرقية (28).

كيف ومتى ظهورت التسمية الاشورية من جديد في التاريخ الكنيسة الشرقية النسطورية:-

بعد ان رجع البطريرك يوحنا سولاقا الى الشرق لم يرجع الى بلاد ما بين النهرين او دير ربن هرمز خوفا من البطريرك شمعون برماما السادس، وانما استقر في منطقة ديار بكر وبدا يمارس نشاطه الكاثوليكي هناك، الا انه قتل سنة 1555م على يد امير العمادية (امارة البهدينان) بوشاية من برماما. وبعد هذا حدث الانقسام الفعلي في الكنيسة الشرقية الى الطرفين، قسم النسطوري يمثل خط الكنيسة النسطورية الشرقية القديمة، والقسم الاخر الذي اصبح كاثوليك تحت اسم كلدان تابع لكرسي بابل. استمرت الصراعات والتنقلات بين الطرفين حيث رجع الطرفي الكاثوليكي الى المذهب النسطوري الكنيسة الشرقية في نهاية القرن السابع عشر، بينما القسم النسطوري القديم انتقل والتحق بالكثلكة في بداية القرن التاسع عشر.

لكن نتيجة قدوم المبشرين والمستشرقين والمنقبين الى الشرق بحثا عن بقايا اثار الحضارات القديمة لا سيما في الموصل والتي اتت بنتائج باهرة، بدا هؤلاء المستشرقيين يحاولون الربط بين بقايا الشعوب القديمة والحاضرة، لكن يجب ان لاننسى ايضا كان هناك صراع بين اصحاب حملات التبشير انفسهم، فصراعات السياسية والمذهبية في الغرب انتقلت الى الشرق بدون علم ابناء الكنيسة الشرقية. لهذا نرى ظهور ثلاث مدارس لاهوتية مختلفة جديدة عند هذا الشعب بالاضافة الى المذهبين القديمين اللذين تواجدوا في المنطقة منذ الف سنة هما المذهب النسطوري المتمثل بالكنيسة الشرقية والمذهب المنوفيزي الارثوذكس.

المذهب الكاثوليكي من قبل الكلدان الجدد تابعين لكنيسة روما، المذهب البروتستنتي الذي بدأته الكنيسة الانجيلية بحملاتها تحت اسم البعثات الامريكية استقر نشاطها في اورمية في ايران منذ منتصف القرن التاسع عشر واخيرا المذهب الانكليكاني التابعة لتاج ملكة بريطانيا الذين حاولوا كسب الكنيسة النسطورية (الشرقية القديمة) في هكاري.

نتيجة التنقيبات التي اجرتها بعثة المؤلفة من العالم الانتربولوجي هنري لايارد، والخبيرين في فك رموز اللغة السومرية كل من هنري كريزويك رولنصون وهنري روس بمساعدة هرمز رسام التي سنة 1845م حدثت ثورة فكرية حتى على مستوى قراءة الغرب لكتاب العهد القديم وقصة الطوفان بعد اكتشافهم اسطورة طوفان بابل.

بعد هذا جاء الكاتب والقس الانكليكاني ويكرام ليقوم بدارسة الاقوام المتبقية من الحضارات القديمة، ويركز دراسته على القبايل النسطورية في هكاري وينتهي بخلاصة انهم بقايا الامبراطورية الاشورية القديمة قبل 24 قرنا (29). لقد استخدِم مصطلح القبائل النسطورية اوالكنيسة الاشورية او القبائل الاشورية للدلالة الى ابناء كنيسة الشرقية النسطورية منذ النصف الاخير للقرن التاسع عشر بعد ان تم تبني التسمية الاشورية كدلالة لقومية لقبائل هكاري نتيجة الابحاث والدراسات التي اجراها كرانت ولا يارد ويكرام على شعوب المنطقة.

هناك مصادر عديدة تذكر هذا الامر بوضوح من اهمها هي:-

اولا- شفالييه، ميشيل: المسيحيون في حكاري وكردستان الشمالية، ترجمة نافع توسا، مراجعة وتقديم الاب د. يوسف توما، شركة الاطلس للطباعة المحدودة، بغداد، العراق، 2010 ص 88 ، وص ، 165 ، وص 179 - 181

ثانيا- كتب بادجر سنة 1850 يقول: ان نساطرة حكاري لم يكونوا يسمون انفسهم "اشوريون" بل نصارى (نصراني) عوضا عن سرياني "سورايي" او بكل بساطة نساطرة. (30)

ثالثا - يقول "انسورث " في كتابه Travels and researches in Asia " Minor, Mesopotamia, Chaldea, and Armenia (1842)"

حيث يقول انسورث الجزء الثاني في الصفحة 256 الذي نشره عام 1842: ") إن الكلدان واعني بهم النساطرة" يعتبرون انفسهم احفاداً للكلدانيين القدامى في بلاد اشور وما بين النهرين وبابل، تركوا مواطن سكناهم وهربوا بسبب الاضطهاد الاسلامي وسكنوا مواطنهم الجديدة المنعزلة في الجبال العاصية الموحشة" (31).

رابعا-ً يكرر الكاتب يوئيل وردة في كتابة "الاشوريين والكنيسة (عبارات النسطورية مرات عديدة للتعبير عن المسيحيين التابعيين للكنيسة الشرقية الاشورية الحالية

The Assyrian Nation and Church ,Rev. Joel E. Werd,1924 .page: 9 .

خامسا-ً القسيس والكاتب ويكرام ايضا يعبر بوضوح عن ان هذا الشعب له تسميات مرادفة كثيرة منها الكلدانية والنسطورية بجانب الاشورية، ولكن يعتبرهم جميعا بقايا الاشوريين القدماء حسب نظريته. ما يهمنا من المصدر هو كانت هناك التسمية النسطورية او الكلدانية

تطلق على ابناء الكنيسة الشرقية.

"It is sometimes said that the Assyrian´-or-Nestorian Christians have no connection with the Assyrians of antiquity, either by language or, so far as is known, by race. With all respect, the present writer ventures to differ altogether from that conclusion, and to assert his belief that the present Assyrian, Chaldean,´-or-Nestorian, does represent the ancient Assyrian stock, the subjects of Sargon and Sennacherib, so far as that very marked type survives at all. It is not a matter that is capable of documentary´-or-monumental proof, from the nature of things, but certain facts that can be quoted seem to speak at least as loudly as do the words of any historia."

THE ASSYRIANS AND THEIR NEIGHBOURS,By THE REV. W. A. WIGRAM, B.D.(Camb.), D.D.Lambeth,Lendon, 1929. Page: 72

نود ان نشير ايضا حتى في مخطوطات الدولة العثمانية كانت التسمية المعتمدة منذ بدايتها هي الكنيسة النسطورية .

ختاما لا نقول سوى ما كرره العلامة ادي اشير (32): "ان مصير بقاء هذا الشعب في يد ابنائه اكثر ما هو في يد الغرباء". ان الانقسامات والصراعات على التسمية والتعصب من قبل كل اصحاب كل تسمية وبدعم من كنيستها او تحت قيادة احزابها او متطرفيها ما هو الا نوع من انتحار جماعي لابناء هذا الشعب.

هناك العديد من المصادر المهمة الاخرى المعتمدة لم تشير الى الكنيسة الشرقية بإسم الاشورية الى حد القرنين الاخرين وهذه اهمها:-

- "تاريخ الكنيسة الشرقية" للاب البير ابونا

- "اخبار البطاركة في المشرق" لماري سليمان

- "احوال النصارى في زمن بني عباس" لجان فييه

- "اربعة قرون من تاريخ العراق الحديث" لستيفن لونكريك

- "اكتشاف نينوى" اوستن هنري ليارد

- "تاريخ الكنيسة" ليوسابيوس القيصري

- "تاريخ الموصل" المطران سليمان الصايغ

- "تاريخ النصارى" روفائيل اسحق بابلو

- "بلدة تلكيف ماضيها وحاضرها" الاب ميخائيل البزي

- " أثر جهود السريان على الحضارة العربية الإسلامية" د . أحمد محمد على الجمل .

- الموصل في عهد العثمانيين" د عبد السلام رؤوف

وهناك مصادر اخرى.

المصادر:

1 - ابونا، البير (الاب) : شهداء المشرق، الجزء الاول، مطبعة الخلود، بغداد العراق، 1985م. ص 4

2 - نفس المصدر،ص 5

3 - نفس المصدر، ص 10

4 - كلمة المدائن تشمل ثلاثة مدن متصلة على ضفاف نهر دجلة في سلمان باك هي، ساليق، قطيسفة ثم بينماه ماخوزا ، وتعبير كنيسة كوخي تشير الى كل هذه الاسماء اينما ذكرت. شير، (المطران) ادي، كلدو واثور،المجلد الثاني، الطبعة الكاثوليكية للاباء اليسوعيين، بيروت- لبنان، 1913م، ص( ܚ)

5 ابونا، البير (الاب): شهداء المشرق، الجزء الاول، مطبعة الخلود، بغداد العراق، 1985م.، ص 18-20

6 شير، (المطران) ادي، كلدو واثور، المجلد الثاني، الطبعة الكاثوليكية للاباء اليسوعيين، بيروت- لبنان، 1913م، ص (9) فييه، جان الدومنيكي (الاب): اشور المسيحية، ترجمة نافع توسا، مراجعة وتقديم الاب د. يوسف توما، الجزء

الاول، شركة الاطلس للطباعة المحدودة، بغداد، العراق، 2011 ص 40

7 - فييه، د. جان موريس (الدومنيكي)، احوال النصارى في زمن خلافة بني عباس، ترجمة حسني زينة، دار المشرق، بيروت – لبنان، 1990 ، ص 43

8 - نفس المصدر، ص(ܓ)2

9- نفس المصدر، ص( ܘ) 5

10 - اسحق، روفائيل بابو. تاريخ النصارى العراق، ص (و) من التوطئة

11 - نفس المصدر̤ ص(ܓ) 2

12 - اسحق، روفائيل بابو. تاريخ النصارى العراق، ص 125-126

13 - شير، (المطران) ادي، كلدو واثور، المجلد الثاني، الطبعة الكاثوليكية للاباء اليسوعيين، بيروت- لبنان، 1913 م، ص 8

14 - فييه، د. جان موريس، احوال النصارى في زمن خلافة بني عباس، ترجمة حسني زينة، دار المشرق، بيروت – لبنان، 1990 ص36

15 - شير، (المطران) ادي، كلدو واثور، المجلد الثاني، الطبعة الكاثوليكية للاباء اليسوعيين، بيروت- لبنان، 1913 م، ص (ܓ)2

16 - نفس المصدر، ص 2

17 - يوسف داود، اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية، الموصل 1896 م، ج 11 نفس المصدر ص 2

18 -THE ASSYRIANS AND THEIR NEIGHBOURS, By THE REV. W. A. WIGRAM, B.D.(Camb.), D.D. Lambeth, London , 1929. Page:4 :

19 - شير، (المطران) ادي، كلدو واثور، المجلد الثاني، الطبعة الكاثوليكية للاباء اليسوعيين، بيروت- لبنان، 1913م، ص ( ܕ) 3

20 - نفس المصدر ، ص 4

21 - نفس المصدر ، ص 4

22 - اسحق، روفائيل بابو. تاريخ النصارى العراق ، ص 125

23 - ابونا، ايليا (المطران): تاريخ بطاركة البيت الابوي، تحقيق وترجمة بنيامبن حداد. دار المشرق الثقافية، الطبعة الاولى دهوك- كوردستان العراق 2008 .ص 31

24 - نفس المصدر، ص 25

25 - نفس المصدر ، ص 125-126

26 - بابان، المطران يوسف، القوش عبر التاريخ، الطبعة الثانية، دهوط 2012 ، ص 67

27 - البيرون هو ثوب او قبع حريري كان يضعه البطريرك كنيسة كرسي المدائن وينزل الى كتفيه، ابتدأ هذا التقليد من زمن ماري ماري وانتهى في زمن البطريرك يهبالا. ابونا ، ايليا (المطران): تاريخ بطاركة البيت الابوي، تحقيق وترجمة بنيامبن حداد دار المشرق الثقافية، الطبعة الاولى دهوك- كوردستان العراق 2008 .ص 53

28 - THE ASSYRIANS AND THEIR NEIGHBOURS, By

THE REV. W. A. WIGRAM, B.D.(Camb.), D.D.Lambeth, London, 1929. Page:79

29 - THE ASSYRIANS AND THEIR NEIGHBOURS,By THE REV. W. A. WIGRAM, B.D.(Camb.), D.D.Lambeth,Lendon, 1929. Page:72

30 - شفالييه، ميشيل: المسيحيون في حكاري وكردستان الشمالية، ترجمة نافع توسا، مراجعة وتقديم الاب د. يوسف توما، شركة الاطلس للطباعة المحدودة، بغداد، العراق، 2010 ، ص 167

31 . - نفس المصدر، ص 279

 

32 - حيث يقول: " لقد تحقق ان السريان اليعاقبة ان اصلهم كلدان اثوريين جنسا ولغة وان اسم السرياني هو يوناني خارجي اطلق غلطا وزروا علينا وعليهم وياليتهم يجوزون مثلنا عن الاسم السرياني وييسترجعون الاسم الكلداني الاثوري فنصبح كلنا شعبا واحدا واسما وجسما ويدا واحدة لتنهض امتنا هذه القوية القديمة التي كسبت في سالف الازمان ذكر جميلا ومجدا عظيما في الزمنيات والروحانيات. "شير، (المطران) ادي، كلدو واثور، المجلد الثاني، الطبعة الكاثوليكية للاباء اليسوعيين، بيروت- لبنان، 1913 م، ص(ܗ)3


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.