اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• حنين إلى ماض امبراطوري أكل الدهر عليه وشرب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عادل حبه

مقالات اخرى للكاتب

حنين إلى ماض امبراطوري أكل الدهر عليه وشرب

 

يبدو أن اوهام الوصاية الاستعمارية والهيمنة الأمبراطورية والأحلام الأمبريالية مازالت تدور في أذهان بعض السياسيين المتطرفين في عالم اليوم، رغم انتهاء مرحلة السيطرة الاستعمارية والأمبريالية في عالمنا اليوم الذي يقوم على أسس غير تلك الأسس التي قام عليها في ظل سيادة المنظومة الاستعمارية للأمبريالية في العالم خلال كل التشكيلات الاجتماعية الاقتصادية التي عرفها البشر. ولعل سلوك رئيس الوزراء التركي أردوغان وصولاته السياسية الخارجية وتصريحاته الأخيرة حول العراق خير مثال على أن هذه الأحلام ما زالت تعشعش في أذهان البعض من الذين يحنّون إلى ماض طوى عالمنا المعاصر صفحة عليه وولى إلى غير رجعة.

لقد طوت الأمم المتحدة صفحة على هذا الماضي المشين منذ قرارها المرقم 1181 والصادر في 11/12/1957 الخاص بحقوق الإنسان، وما تبعه من القرار المرقم 1514 الصادر في 14/12/1960 الخاص بمنح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة وإدانة إخضاع الشعوب للاستعباد الأجنبي باعتباره إنكار لحقوق الإنسان الأساسية ويناقض ميثاق الأمم المتحدة ويعيق السلم والتعاون الدوليين. وتأكيداً على هذه المبادىء، وفي 12/12/1972 صدر عن الجمعية العامة قرار مهم آخر برقم 2955 حول حق الشعوب في تقرير المصير والحرية والاستقلال وشرعية نضالها بكل الوسائل المتاحة لها والمنسجمة مع ميثاق الأمم المتحدة. كما أكدت الهيئة الدولية هذه المبادىء  في قرارها المرقم 3070 الصادر في 30/11/1973، والذي طلب من جميع الدول الأعضاء الاعتراف بحق الشعوب في تقرير مصيرها واستقلالها وتقديم الدعم المادي والمعنوي وجميع أنواع المساعدات للشعوب التي تناضل من أجل هذا الهدف.

ولكن يبدو أن بعض الحكومات والسياسيين في عالمنا، ومنهم رجب طيب أردوغان والمسؤولين في إيران ودول إقليمية أخرى، يتجاهلون ما هو جديد في عالمنا ولا يقرأون هذه القرارات أو ليس لديهم علم بها أو يتجاهلونها. كما أنهم لا يقرأون واقع العالم المعاصر وقواعده متشبثين بالأوهام والحنين إلى ماضيهم الأمبراطوري، أو بمقولة "الأمة الواحدة"، في مسعى إلى الحنين إلى الأمبراطوريات الدينية والمذهبية.

وفي الحقيقة هناك حتى بين النخب السياسية العراقية المتصارعة من يتبنى هذه الأوهام. وهذا ما يفسر لجوء بعض النخب السياسية العراقية أو أقطابها إلى التشبث والاستناد واللجوء إلى هذا البلد الإقليمي أو ذاك تبعاً للونه الطائفي، ظناً منه أن ذلك سيوفر له الدعم والحماية في الصراع الداخلي من هذا الطرف ذي الماضي الأمبراطوري أو ذاك. هذا السلوك غير الوطني يشكل تشجيعاً لهذه الأطراف على التدخل الفظ في الشؤون الداخلية العراقية، والوقوع في دوامة الوهم الأمبراطوري. فما علاقة  السفير الإيراني في بغداد مثلاً عندما يعلن رفضه للفدراليات في العراق، وهو أمر داخلي يخص العراقيين ودستورهم. وعلى الدرب نفسه يتبادل الدور رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ويأخذه الحماس وشهية التدخل ليعلن في البرلمان التركي وفي موقف استفزازي طائفي ليحذر السلطات العراقية ورئيس الوزراء نوري المالكي من أن "أنقرة لن تقف مكتوفة الأيدي إذا عمدت بغداد إلى تشجيع نزاع طائفي في العراق"؟؟!!. إن الطرفين  ذي الماضي الأمبراطوري، التركي والإيراني، يتبادلان الأدوار في التدخل تارة بحماية واحتضان المتطرفين والإرهابيين ومن يوجه لهم القضاء العراقي الاتهامات، أو تبادل الأدوار في قطع المياه عن العراق و قصف القرى العراقية الكردية الحدودية في شمال العراق. إن كل هذه التصرفات لا تنم إلاّ عن نزعة من التعالي والأوهام الامبراطورية الزائفة التي لم تعد تتناسب مع قواعد العلاقات الدولية المعاصرة والقائمة على مبدأ عدم التدخل وحق تقرير المصير لأي شعب والتي نصت عليها المواثيق الدولية.

 

المذابح ضد الأرمن في عام 1915: عن أي تراث مشين يدافع السيد أردوغان؟؟

ولا يمكن تفسير هذا الإندفاع والإفراط في دوامة التدخل إلاّ في إطار المآزق التي تحيط بهذه الأنظمة داخلياً أو خارجياً. فلو عرجنا على حكام تركيا لنجدهم مطوقين دولياً بسبب فشلهم في إطار الاتحاد الأوربي، وكان آخر هذا لفشل هو قرار البرلمان الفرنسي بإدانة الإبادة الجماعية ضد الأرمن في أواخر العهد العثماني. وكان من المكن أن تتحرر القيادة التركية من هذا المأزق بأسلوب حضاري وإنساني عن طريق الاعتذار للشعب الأرمني على هذه المذابح دون أن تتشبث وتدافع أو تنفي هذه المجازر الشنيعة. إن عقلية حكام تركية وموقفهم لا يحكي إلاّ عن حنين لهذا الماضي البغيض. لقد كان من الواجب على حكام تركيا أيضاً، بدلاً من التدخل الاستفزازي في شؤون العراقيين،  الاعتذار للشعب العراقي الذي تعرض لجبروت حكام آل عثمان وأعمال القتل الجماعي الطائفي، إضافة إلى القتل الديني الذي تعرض له الآثوريين العراقيين. كما إن هذا الاستعمار العثماني تسبب في نهب العراق لمدة أربعة قرون، حيث تعرضت البلاد إلى حالة فظيعة من الركود الاجتماعي والاقتصادي والفقر والفاقة، وتوقفت عجلة التطور خلال السيطرة العثمانية ليتحول العراق إلى بلد خرب في عهدهم بعد أن كان مركز التنوير والعلم والثقافة والازدهار والاشعاع. نعم على السيد رجب أردوغان الاعتذار للعراقيين الذين لم يرتكبوا أي عمل سيئ ضد الشعب التركي الجار، بل فتحوا أبواب بلادهم لمصادر رزق هذا الشعب كمسعى لإقامة روابط وعلاقات قائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

29/1/2012

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.