اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• الالات الموسيقة في العراق القديــم ( بحث)

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عصام شابا فلفل

 الالات الموسيقة في العراق القديــم ( بحث)

 

23 – 7 - 2006

المقدمـــة :-

 

ان البحث في عدد وانواع الالات الحيايتة لأية حضارة لهو من الصعوبة بشكل مضني ، وذلك لندرة المصادر التي قد تعين الباحث في عمله ، وهذا ينطبق طبعا على الباحثين في تاريخ الالات الموسيقية ايضا وخصوصا في ترجمة اسماء تلك الالات والمدلولات التي تعطيها تلك الاسماء ،وتأتي الصعوبة هنا في ترجمة اسماء \الالات في العراق القديم الى اللغة العربية ، وعلى الاقل لا نعرف نوع الالة او شكلها مثل كلمة ( كنارة) او ( ( جنك) او ( صلاصل) وغيرها . فكلمة كنارة نعرفها بكونها الة وترية ،وكلمة جنك لفظة فارسية مستعملة في كتب الموسيقى العربية ،اما كلمة صلاصل في تطلق على الة معدنية تشبه الملقط او الشوكة وتثبت عليها بعض الصنوج ، ولما كانت المعلومات حول الالات الموسيقة في العراق القديم تعتمد بالدرجة الاولى على ما جاء في التوراة بهذا الصدد قبل بداية التنقيبات الاثرية وظهور الاثار المختلفة والرقم والالواح الطينية التي نقشت عليها بعض من تلك الالات ، حيث ورد في التوراة مثلا ذكر الالات الموسيقة التي استعملت في احتفال الملك الكلداني ( نبوخذنصر ) وهي الات وترية والات القرع والايقاع ، اما بعد التنقيبات الاثرية في المدن والمواقع العراقية المختلفة فقد اظرت لنا العديد من الالواح والرقيمات الطينية والمنحوتات الحجرية رسومات عن اشكال تلك الالات ، واصبت تلك المنحوتات والالواح مصادر تاريخية قيمة عن تلك الالات، ومن تلك المصادر:-

 

1- الالات الموسيقة الاصلية القديمة التي وجدت في المقبرة الملكية في اور

 

2- مشاهد الالات الموسيقة على انواع مختلفة مثل المنحوتات والمسلات والاختام الاسطوانية والدمى الطينية والاواني الفخارية والحجرية والتماثيل والعاجيات والرسوم الجدارية وغيرها من المصادر

 

3- النصوص المسمارية ، حيث وردت فيها اسماء الالات الموسيقة ونوع تلك الالات والمادة المهمولة منها واسماء اشهر الموسيقيين في تلك الفترة واصنافه والمناسبات التي استعملت فيها الموسيقى والى اخره من المعلومات .

 

وهنا لا يسعنا الا ان نذكر اهم الالات الموسيقة التي ظهرت في العراق القديم اشهر الالات الموسيقة في العراق القديم لقد اتحفتنا المصادر التاريخية باسماء وانواع الكثير من الالات الموسيقية والتي كانت منتشرة بين ابناء وادي الرافدين في العصور الاولى من تاريخ الحضارة البشرية ،والغريب في الامر ان بعض تلكالالات لا زالت موجودة لحد الان وبنفس التوصيف تقريبا مع اختلافات بسيطة في تصميمها او طريقة عزفها ..ومن تلك الالات :-

 

اولا:- الجنك

 

( الجنك) :- لفظة فارسية المنشأ ، وهي تدل على الة موسيقة وترية ، تلك الالة التي يطلق عليها باللغة الانكليزية ام ( هارب) .. تتألف الجنك من صندوق صوتي شبيه بالزورق في احدى نهايتيه ساق او عنق يتجه الى الاعلى لتثبيت الاوتار التي تتصل بالصندوق الصوتي الرنان بصورة مائلة ، ولهذا السبب يكون الوتر الخارجي اطول من جميع الاوتار والوتر الداخلي اقصرها .. ان اقدم مشهد لهذه الالة الوترية يعود يعود الى النصف الثاني من عصر الوركاء كما ظهرت على طبعات الاختام الاسطوانية ،وقد عثر ببعض المدن والمواقع القديمة مثل اور والخفاجي وتل اجرب وغيرها على احجار مثقوبة في الوسط نحت عليها بالنحت البارز مشاهد لولائم الشرب والمركبة الملكية ، ويظهر في النحت الملك وزوجته جالسين بصورة متقابلة ، بينما يجلس بينهما موسيقي يعزف على الة الجنك . كما عثر في المقبرة الملكية في اور على بقايا اصلية لعدد من الالات الموسييقة ومن بينها الة جنك مصنوعة من الخشب ، ولكن ومعالاسف الشديد كانت بحالة غير جيدة اذ لعبت الظروف الطبيعية معها لعبتها مما ادى الى تلف القسم الاكبر منهان كما عثر على مجموعة من الالواح الطينية الصغيرة والتي يرتقي زمنها الى العصر ابابلي القديم والتي تحمل مشاهد بارزة لعازفين على الة الجنك كما عثر على ما يسمى باحجار الحدود ( كودورو) تعود الى الفترة الكيشية ، وقد نقلها احد نلوك العيلاميين الى مدينة سوسة وهي تحمل رموزا وكتابات مسمارية ، تحمل احدى هذه الاحجار مشهدا منحوتا بالنحت البارز يمثل الهة جالسة وفي حضرتها يقف الملك ( ميليشيخو) الذي يقود ابنته لتقديمها الى الهة ( ننا) ،وتحمل ابنة الملك الة الجنك على صدرها وكتفها الايسر وهذه الالة تشبه الة اخرى من العصر البابلي القديم ، كما وجد طبع لختم اسطواني من نوزي يعود الى القرن الرابع عشر قبل الميلاد عليه رسم لهذهالالة ايضا ، اما في العصر الاشوري فقد وجد شكلين متقاربين ما الة الجنك وهو ما يميز الجنك الاشوري ، فالشكل الاول يكون الوجه الخلفي للصندوق الصوتي مقوسا والساق الحامل للأوتار في وضعافقي والصندوق الصوتي متجها الىالاعلى ،اي ان الالة تكون في وضعية عامودية اثناء العزف عليها ، اما النوع الثاني من الجنك الاشوري فيكون فيها الصندوق الصوتي طويلا وطرفه الامامي مائل الى الاعلى واضيق من الخلف ، وان العازف يحملها بصورة افقية ويكون حينها اتجاه الساق الحامل للأوتار من الاعلى الى الاسفل ، وقد وجدت عدة اثار اشورية تحتوي على مشاهد وصور لألة الجنك

 

ثانيا :-الكنارة :-

 

وهي الة موسيقة وترية تتألف من

 

1- الصندوق الصوتي الرنان

 

2- ساقين جانبيين يتصلان بالصندوق الصوتي ،واحد في المقدمة والثاني في المؤخرة

 

وان الاتصال يكون بصورةمائلة بحيث تكون المسافة بين النهايةالعليا لطرفي الساقين

 

اكبر من نهايتهما السفلى

 

3- ساق افقي يوازي الصندوق الصوتي ويتصل باعلى الساقين الجانبيين

 

قد يحصل التباس في كثير من الاحيان وعدم التفريق بين التي الجنك والكنارة وقد ياتي الخلط في استعمال الكلمتين في اللغة العربية فكلمة قيثارة تستعمل مرة للجنك واخرى للكنارة ، والكثير من الناس يطلقون كلمة الجنك على الكنارة . ان ما يميز الكنارة عن الجنك هو ان الاوتار في الكنارة تثبت على ساق افقي علوي لا يتصل بالصندوق الصوتي بعكس الجنك حيث تثبت اوتارها بالساق او العنق الذي يخرج مباشرة من الصندوق الصوتي ويمتد منه تدريجيا الى الاعلى . ولو امعناالنظر الى المشاهد التي وجدت منحوتة على الحجارة او مطبوعة على الرقم والالواح الطينية للاحظنا بان الة الكنار تمتاز بالمميزات التالية :-

 

1- ان اصندوق الصوتي معمول بهيئة حيوان

 

2- ان حجم الالة اكبر نسبيا

 

3- ان الالة تكون مستقرة على الارض غالبا اثناء العزف

 

4- يتم العزف على الة الكنارة من هيئة الجلوي او الوقوف في اغلب الاحيان

 

5- تحتوي الالة على اربعة اوتار مثبتة بصورة متوازية وفي بعض الامثلة بصورة مائلة تتناسب ودرجة ميلان الساقين الجانبيين

 

6- ان الساق العلوي غالبا ما يكونموازيا للصندوق الصوتي ، اما الساقان الجانبيان فغالبا ما يكونا متناظرين في الاتجاه واحيانا غير متناظرين كأن يكوناحدهما عموديا والاخر مائلا الىالخارج

 

7- ان العزف على اوتار الة الكنارة يتم بواسطة الاصبع مباشرة دون استعمال الريشة او المضرب 8- الصندوق الصوتي لآلة الكنارة غالبا ما ياخذ شكل الثور وتمثل ارجله ركائز الالة التي ترتكز عليها على الارض .. ومن الجدير بالذكر ان الثور كان حيوانا مقدسا عند العراقيين القدماء وخصوصا عند الاشوريين

 

وقد مرت الكنارة كغيرها من الالات لموسيقة العراقية القديمة بعدة تحولات تبعا للعصر الذي وجدت فيه ، ففي عصر فجر السلالات الثاني مثلا تبن ان الصندوق الصوتي للكنارة اصبح اكبر حجما وقد اصبح اقرب الى بكثير الى الشكل الطبيعي للحيوان مما كان في العصور الماضية ،،وقد اظهرت التنقيبات الاثرية في المقبرةالملكية في اور بقايا قديكة اصيلة لسعة الات وترية من نوع الكنارة ،واثارا اخرى عليها مشاهد لنفس الالة ،فقد عثر على رؤوس حيوانات وقطع موزائيك واثار لخشب المعمولة منه تلك الالات ،ومن ضمن ذلك العثور على بقايا ثلاث كنارات امكن معالجتها واعادتها الى شكلها القديم نظرا لجودة حالتها اثناء العثور عليها ،وكان من اشهرها الالة المعروفة باسم ( الكنارةالذهبية ) والتي عثر على اجزاءها وهي ( راس الثور الذهبي ، اصداف التطعيم ، اجزاء ذهبية وفضية ، قطع موزائيك ،والتي تعود جميعها الى الصندوق الصوتي ) كما عثر على الساقين الجانبيين والساق الافقي نولقد استعملت شرائط معدنية لتثبيت الساقين الجانبيين بالساق العلوي الافقي الذي كان مدورا ومعمولا من الخشب ومغطى نصفه الامامي بانبوب فضي ،اما نصفه الخلقي فقد كان يحمل الاوتار ، اما الصندوق الصوتي الخشبي فان شكله يقترب من شبه المنحرف .. وهناك كنارةاخرى عرفت بالكنارة الفضية عثر عليها مع الكنارة الذهبية ،وقد وجد منها رأس الثور والجزء المطعم الذي كان يحلي الجانب الامامي ، وقطع الموزائيك وفي الاصل كان الصندوق الصوتي لهذه الالة مكسوا بطبقة فضية تثبت على الخشب بواسطة مسامير فضية ، ولكن الفضة العائدة لهذه الالة وجدت متأكسدة لدرجة ان قسما منها قد تحول الى مسوق كالتراب ، ، كما وجدت في الموقع نفسه الة وترية اخرى تختلف عن الكنارة والجنك ،اذ انها تضم اجزاءا رئيية من كلتا الالتين اطلق عليهااسم الكنارة الزورقية وتميز بما يلي:-

 

1- انتصاب حيوان فوق مقدمة الصندوق الصوتي بخلاف بقية الكنارات

 

2- ان الصندوق الصوتي والساق الخلفية الخارجية منه يشبه تماما الة الجنك

 

3- عدم وجودتناظر وتشابه بين الساقين الجانبيين

 

4- ان الساق الافقي العلوي لا يوازي الصندوق الصوتي ، بل يزداد ميلانه الى الاعلى في المقدمة .

 

ومن الاثار التي وجدت عليها مشاهد الةالكنارة هو ختم اسطواني يمثل فيه مشهد للألهة عشتار وهي جالسة على الاسد ويقابلها رجل ملتح يعزف على الة الكنارة الوترية وهو في حالة جلوس ، وهناك ختم اسطواني اخر يعود الى العصر الاكدي نقش عليه مشهد لمجلس شراب تشترك فيه عازفة على الة الكنارة الوترية وهي في حالة جلوس وتحمل الالة فوق ركبتيها ،كما عثر في مدينة تلوالواقعة جنوب العراق على كسر من لوح حجري عليه نحت بارز لمشهد يشترك فيه عازف على الكنارة يعود الى زمن الملك كوديا ، حيث نرى فيه شخصا جالسا وامامه كنارة كبيرة يعزف عليها ، وتتميز الكنارة في هذا لمشهد بما يلي:-

 

ان الصندوق الصوتي لهذه الكنارة مستطيل وفي اعلى مقدمته رأس حيوان كما ويقف فوق اعلى القسم الامامي للصندوق تمثال ثور

 

ان الساقين يسيران بصورة متوازية تقريبا

 

ان الساق الحامل للأوتار والموازي للصندوق الصوتي يبرز عند المقدمة الى الامام بعكس المؤخرة حيث ينتهي تماما عند الساق الجانبي الخلفي

 

عدد اوتار هذه الكنارة ومفاتيحها ( 11) احد عشر وترا ومفتاحا

 

تثبتالاوتار على النصف الخلفي من الساق العلوي ، وتنحدر الى الاسفل بصورة مائلة وتضيق المسافات بينها كثيرا عند دخولها الى المشط الموجود في اسفل الصندوق الصوتي ، ان العزف على هذه الكنارة يتم بواسطة اللاصابع مباشرة ، اي على غرار العزف في العصور الماضية

 

اما في العصرالبابلي القديم فقد تطور الامر قليلا ،حيث عثر على كسر فخاري رسم عليه مشهد عازف جالس يداعب اوتار كنارة كبيرةامامه ، اذا تحتوي هذه الكنارة على صندوق صوتي مستطيل الشكل مزود باربعة ارجل ترتكز بواسطتها الالة على الارض والصندوق خال من اية زخرفة او اضافة حيوانية لا في المقدمة ولا في الاعلى ويخرج من الصندوق الصوتي بصورة مائلة الى الخارج الساقان الجانبيان بحيث تكون المسافة بينهما في الاعلى ابعد منها في الاسفل ،اماالمشط فيظهر كشق صغير تتجمع عنده الاوتار وتمر خلاله الى داخل الصندوق الصوتي ،وتشاهد بوضوح (الفرس ) وهي عبارة عن قطعة خشبية صغيرة ترتكز عليها الاوتار قبل دخولها في المشط ،ونرى في المشهد ان العازف يستعمل اصابع يده اليمنى لمداعبة الاوتار وجسها ، اما اصابع اليد اليسرى فكان العازف يضعها فوق القسم العلوي من الاوتار للتحكم في مسافاتها من حيث الطول والقصر وبالتالي التحكم في درجة الصوت ، وهذه الكنارةلا تختلف عن الكنارة السومرية سوى بالصندوق الصوتي اذ لم يصنع بشكل ثور ولا يحتوي في مقدمته على راس ثور ولا ينتصب فوق مقدمة الصندوق الصوتي تمثال حيوان

 

3- دمية طينية عثر عليها في تل اسمير تمثل عازفا على الة العود وقد مسكها العازف بصورة مائلة الى الاعلى ،اما للصندوق الصوتي لهذا العود فهو صغير ومدور ، ويلاحظ في الدمية استعمال العازف للمضرب الذي مسكه في يده اليمنى ، اما اصابع يده اليسرى فقد وضت على الاوتار عند نهاية عنق العود ، وقد تميز هذاالعود عن نضيره البابلي بكون المستوى الفني له ضعيفا بعض الشيء. وعن العصور الاشورية وردت منحوتة جدارية تعود لزمن الملك الاشوري اشور ناصر بال ا

 

لثاني والتي تحتوي على مشهد كبير حيث نرى فيه الاسرى يقدمون الى الملك المنتصر وهو يقف في مقصورته ، وفوق الاسرى نشاهد عاوفا على العود وهو يسير وامامه بعض الاشخاص يقومون

 

بالرقص بعد ان تنكروا بزي حيوان ، وهذه الالة ( العود ) تحتوي على صندوق صوتي صغير ومدور الشكل ويخرج منه عنق طويل تدلت من مقدمته ما يمكن ان نعتبره اوتارا ،ويمسك العازف عوده هذا بوضعية مائلة الى الاعلى ، ومن الغريب ان لا نجد اية منحوتة او دمية او لوح طيني لمثل هذه الالة (العود ) في زمن العصر البابلي الحديث ، علما بانها كانت متشرة في العصور السابقة في حضارو وادي الرافدين ، والاغرب اكثر ان نجدها بعد هذا العصر وخصوصا في العصر السلوقي والفرثي ، فقد عثر على دمى طينية يرتقى زمنها الى العصر الهيلنستي وجدت في سلوقيا وبابل والوركاء وكيش توحي الى استعمال هذهالالة في هذا العصر ، ففي سلوقية وجدت دمية لأمرأة عارية حالسة وهي تعزف على العود ذي العنق الطويل ، والصندوق الصوتي لهذاالعود مدور وصغير وهو موضوع فوق منطقة ابط الذراع الايمن وقد مسكته اليد اليسرة بحيث صار اتجاهه مائلا الى الاسفل،وفي الوركاء عثر على دمية تمثل امراتين واحدة تعزف على المزمار المزدوج والاخرى على العود ذي العنق الطويل ، كما وجد مشهد بارز لأمرأة عارية تقف على منصة صغيرة وتعزف على كنارة صغيرة في وضع افقي ومسندة باكتف واليد اليسرى ، حيث تنظر الى رجل يصاحبها في العزف على الدف ،وشكل هذه الالة لا يختلف عن اشكاله السابقة سوى ان الساق الحامل للأوتار لا ينتهي ببروز وان عدد اوتار هذه الكنارة هو (4) اربعة اوتار فقط ، وهنا تستعمل العازفة المضرب الصغير( الريشة) الذي مسكته بيدها اليمنى ، اما اصابع اليد اليسرى فقد وضعتها فوق الاوتار، وعن العصر الكيشي وجد ختم اسطواني يعود الى الملك الكيشي ( كوريكالزو) نقش عليه مشهد لعازفين :- الاول يعزف على الة العود ذي العنق الطويل واثاني يعزف على الة مستطيلة الشكل اعتبرهاالاثاريون بانها كنارة يدوية ، كما عثر في مدينة الوركاء على لوح طيني صغي ذو مشهد بارز يمثل عازفين : الاول يعزف على العود والثاني على الة مستطيلة الشكل اعتبرها العلماء دفا ، وظهر في الاخير بانها كنارة يدوية صغيرة.. اما في العصور الاشورية فقد اظهرت المنحوتات الحجرية والاواني الفخارية المزججة والاثار الاخرى التي يرجع زمنها الى العصر الاشوري الحديث نحوتات ومشاهد تضم انواع مختلفة من الكنارة ، حيث يمسك عازف هذه الانواع الته اما بصورة افقية او بصورة مائلة ، ويكون العزف عليها بواسطة المضرب او بدونه او بالاصبع مباشرة

  

ثالثا :- العود القديم:-

 

العود :- وهو اهم الة موسيقية وترية والتي تستعمل كثيرا في المحتمعات الشرقية عامة والعربية على وجد الخصوص ،وقد وجد اثار ومنحوتات تشري الى وجود مثل هذه الالة في العصور العراقية القديمة ومنها العصر الاكدي ، وقدانتقلت تسمية العود الى الدول الغربية في العصور الوسطى وتم حينها اسقاط حرق الالف من اللفظة فاصبح اللفظ هنا ( لود) لصعوبة تلفظ غير العرب لحرف العين ،وتكمن اهمية هذه الالة في :-

 

1- امكانية اخراج مختلف الاصوات من وتر واحد

 

2- خفة وزنها وصغر حجمها جعلها تصلح للعزف اثناء المسير

 

3- تعتبر هذه الالة بداية الانطلاق للألت الوترية الاوربية

 

لقد اعتبرالباحثون ان الة العود امتاز بها اهل الجبال وبصورة خاصة ( الخوريون) الذين سادوا المنطقة الممتدة من بحيرة وان حتى شمال العراق في القرن الخامس عشر قبل الميلاد وقد نسبت

 

هذه الالةالى اولائك القوم ،.. وقد وجدت عدة قطع اثارية منحوتة وطينية تدل على وجود وانتشار الة العود القديم بين ابناء وادي الرافدين

 

رابعــا:- المزمار:-

 

وهي الة موسيقية هوائية على شكل انبوب مجوف وعلى سطحه العلوي مجموعة من الثقوب تختلف باخلاف نوع المزمار والمنطقة والعصر الذي وجد فيه . ان اقدم مشهد لمزمار وجد على ختم اسطواني عثر عليه في احد القبور الملكية في مدينة اور ، ويعود زمنه الى عصر فجر

 

السلالات الثالث، ففي القسم الاسفل من الختم نشاهد عازفا على المزمار يستظل بظل شجرة وتقابله مجموعة من الحيوانات وخلفه حيوان مركب ، كما عثر في مدينة نفر على دمية طينية اخرى لشخص جالس يعزف على المزمار ويعود زمن هذا الاثر الى العصر السومري الحديث وذلك لكون ان العثور على هذاالاثر قد تم في منطقة السكنى التي يعود تاريخا الى العصر السومري الحديث ، كما عثر في لارسا على دمية طينية تمثل فرد جالس القرفصاء وهو يعزف على مزمارمزدوج ، اما من العصور الاشورية فقد عثر على الكثير من الاثار التي تدل على استعمال هذه الالة على نطاق واسع ومنها :-

 

1- كسرة فخارية مزججة عثر عليها في اشور عليها بقايا مهد ديني يتألف من مبخرة تقترب منها يد الانسان ثم منضدة القرابين ويلي ذلك وردة او مروحة نخيلية فوقها قرص الشمس الطائر وبالقرب منه بقايا يدين تمسك المزمار المزدوج

 

2- منحوتة جدارية تعود لزمن الملك اشور بانيبال عثر عليها في نينوى ويحتوي مشهدها الموسيقي على ثلاثة عازفين الاول الذي يقابل الاخرين يعزف على الة الكنارة والثاني يعزف على الة الجنك ، اما الثالث فهو ممسكا بالمزمار

 

3- منحوتة جدارية تعود لزمن الملك الاشوري اشور بانيبال عثر عليها في نينوىويمثل مشهدا لمجموعة من العازفين يعزفون على الات مختلفة يتقدمهم عازف الجنك ثم يليه عازفان واحد يعزف على الجنك المحمول بصورة افقية والاخر الذي على يمينه يعزف على المزمار.

 

4- منحوتة اشورية عثر عليها في نينوى تعود لزمن الملك اشور بانيبال يمثل مشهدها عازف يعزف على المزمار المزدوج ،وقد تميز المزمار هنا بظهور بعض الثقوب عليه

 

5- ختم منبسط عثر عليه في النمرود ( كالح) ويعود زمنه الى سنة 641 قبل الميلاد نقش عليه مشهد لحيوانين يعزف كل واحد منهما على المزمار

 

وعن العصر الفرثي عثر على عدة قطع اثارية في كل من بابل والوركاء والتي تحتوي على مشاهد لموسيقيين ، احداهما قطعة اثارية تبين مشهدها امرأتين احداهما تعزف على المزمار المزدوج ،ويظهر فيها فرعي المزمار بانهما ليستا ملتصقتين ، بل مفقترقتين وتكون المسافة بينهما في الاسفل اكبر مما في الاعلى ، ويشاهد ان يدي العازفة في الامثلة هما على ارتفاع واحد من كلا فرعي المزمار ، والمزمار هنا طويل ورفيع والفرق بين عرضي النهايتين قليل .. ولكن لم يعرف عدد الثقوب التي احتواها المزمار في هذا العصر

 

خامسا:- المضارب الرنانة :-

 

وهي عبارة عن قطع معدنية شبيهة بالمنجل تقريبا وذات نهاية رفيعة واخرى عريضة ، تمسك باليد وتقرع الواحدة بالاخرى، وان اقدم المضارب الرنانة تعود لدور جمدة نصر وق عثر عليها في مدينة كيش ، ومن جملة الاثار التي وجدت هناك قطعة مطعمة بالصدف والمواد الاخرى تمثل امرأة تمسك بكل يد مضربا زنانا شكله يشبه المنجل تقرع الواحدة بالاخرى بحيث تختلف وضعية اطراف المضرب ، فاذا كان الطرف المدبب للمضرب الايسر مثلا في الاسفل ويكون الطرف العريض للمضرب الايمن في الاسفل والطرف المدبب في الاعلى، وفي احد قبور المقبرة الملكية في اور عثر على اجزاء من الة وترية ( كنارة ) والى جانبها مضارب رنانة مصنوعة من النحاس طولها 30 سم وعرضها 4 سم ، وهي تشبه في شكلها المضارب الرنانة التي عثر عليها في احد قبور كيش ، كما عثر في قبور اخرى بعض الاثار وتحمل مشاهد لهذه المضارب وكيفية استعمالها ومنها :-

 

1- ختم اسطواني عثر عليه في اور نقش عليه مشهدان ، العلوي للشرب والاسفل يمثل عزفا على بعض الالات الموسيقية ومنها المضارب الرنانة بالاشتراك مع الكنارة

 

2- طبعة ختم اسطواني عثر عليها في اور يمثل مشهدها حفل شراب وعزف تشنرك فيه الحيوانات المختلفة ، اما الالات الموسيقية المستعملة هنا فهي المضارب الرنانة والجنك

 

سادسا:- الطبل :-

 

ان الاعتقاد السائد والمدون في الكتب هو ان الطبل الكبير قد استعمل لأول مرة في العصر السومري الحديث ، ولكن ثبت مؤخرا عدم صحة هذا الاعقتاد ، حيث عثر على ختم اسطواني يرجع تاريخه الى عصر فجر السلالات الثالث مصنوع من المحار يبلغ قياسه2 سم ونصف × 1سم وثلث ، وقد نقش عليه مشهد لشخصين يقومان بالقرع على طبل مدور كبير يتوسطهما ومستقر على الارض مباشرة ، ومن المحتمل ان يستعمل الشخص يدا واحدة لأسناد الطبل واليد الاخرى للقرع ،واستنادا الى هذا الختم يمكن القول ان اقدم استعمال للطبل المدور الكبير او اول ظهوره كان في دور فجر السلالات الثالث وليس في العصر السومري الحديث ، وقد عثرفي تلوعلى مسلة حجرية تعود لزمن حاكم لكش ( كوديا ) وقد نقش على هذه المسلة نحت بارز يمثل ثلاثة طبول كبيرة ، جاءنا منها الطبل الوسطي بصور كاملة اما البقية فقد اصابها التلف ، وفي مسلة اور نمو مؤسس سلالة اور الثالثة التي عثر عليها في اور نقش عليها طبلين كبيرين يقف الى جانب كل منهما رجل يقرع الطبل بيديه ، ولقد نحت الطبل هنا منظورا اليه من الجانب ايضا بحيث ظهرت المسامير الكثيرة التي استخدمت في تثبيت الجلد على الاطار ،ويقترب ارتفاع هذا الطبل من ارتفاع الانسان ، وهو مستقر على الارض دون ايو ركيزة او حمالة ويقرع عليه رجلان يقف كل واحد منهما على جانب

 

وهناك عدة الات اخرى ظهرت على النقوش الاثرية في الالواح الطينية والمنحوتات الحجرية وتشمل على ( الدف بانواعه المربع والمستدير ، والصنوج ، والة القرن ، والبوق ، والة الصلاصل ، والة النقارية ( الطبل الكأس) ،والة الكوبة ( الطبل الصغير المغشى من جهة واحدة)،والة المصفار ( الصفارة) ،وقربة الزمر ، .. والة البالاك، وغيرها من الالات الموسيقة في حضارة وادي الرافدين ..

  

الخاتمة ..

 

ان الذي يرغب بالحث في تاريخ امة عظمت وشعب زها بتاريخ اصيل ، عليه ان يقرأ ويتمحص ويطالع الكثير الكثير من اعمال هذا الشعب او تلك الامة العريقة ، لذا فان الذي نكتبه او نبحث عنه في حضارة وادي الرافدين ، ما هو الا غيض من فيض او نقطة في بحر ، فكيف اذا بحثنا في جميع شؤون تلك الحضارة العريقة .. ؟

 

 المصادر :-

 

1- تاريخ الالات الموسيقة .. / الدكتور صبحي انور رشيد

 

2- مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة .. / الدكتور طه باقر

 

3- الموسيقى في العراق القديم .. / الدكتور صبحي انور رشيد 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.