كـتـاب ألموقع
مرسال مسك// انتصار عابد بكري
- المجموعة: انتصار عابد بكري
- تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 03 أيلول/سبتمبر 2025 20:51
- كتب بواسطة: انتصار عابد بكري
- الزيارات: 1027
انتصار عابد بكري
مرسال مسك
انتصار عابد بكري
اختفى النومُ من العينِ، وصارَ الصبحُ مرسالا
يُوقظُ في القلبِ حنينا، ويُشعلُ فيهِ نوافلا
يسري على خُطى الحبيب شوقِ، يُنادي الحُلمَ ترحالًا
ويُسائلُ الليلَ: هل عادَ؟ أم ضلَّ الدربَ، ما زالا؟
تعبتْ جفونُ السهرِ، والروحُ باتتْ تتمتمُ الآمالا
تُرتّلُ وجعَ الحنينِ، وتكتبُ الصمتَ مقالا
لكنّ فجرًا يُطلُّ، يُهدي القلبَ جمالا
يقولُ: لا زالَ فينا، نبضٌ يُحيي الحالا
وفي القلبِ نورٌ يُضيءُ، إذا ذُكرَ الهادي، بالصلا..ة
على محمدٌ، خيرُ خلقِ اللهِ، طيبٌ، طاهرٌ، عادلا
هو الرحمةُ المهداةُ، هو النورُ الذي جالا
هو السراجُ المنيرُ، إذا ضاقتْ بنا الأحوالا
صلّى عليهِ اللهُ، ما غردتْ في الأفقِ أطيالا
وما سجدَ العبدُ خاشعًا، وما ارتقى القلبُ آمالا
يا من شفاعةُ حبِّه، تُحيي القلوبَ وصالا
لكَ السلامُ مدى الدهرِ، يا طُهرًا، ويا كمالا
هو من إذا اشتدّتِ البأساءُ، كانَ اللينُ مِرسالا
وإذا جفَتْ قلوبُ الناسِ، أروى الحبَّ أجيالا
يمشي على الأرضِ تواضعًا، ويُعانقُ الأرمالا
ويُمسكُ يدَ اليتيمِ، كأنّهُ أبٌ، لا يُهملُ السؤالا
عدلٌ، إذا خاصمَ، لا يظلمُ، ولا يُخفي المقالا
وإذا حكمَ، أنصفَ، ولو كانَ الخصمُ مِنهُ والًا
رحمةٌ، تُغشى بها الأكوانُ، وتُحيي المُحالَا
صلّى عليكَ اللهُ، ما أشرقتْ شمسٌ، وما بانَ الهلالا
كانَ إذا نادى الصحابةَ، نادى بـ”إخوتي” إجلالا
يحنو عليهم، يُرشدهم، ويُلبسُ القلبَ وصالا
في بدرٍ، سارَ معهم، لا يعلو فوقهم حالا
وفي أُحدٍ، جُرحَ وجهُه، وما نطقَ إلا سلاما
يُحبُّ أبا بكرٍ صدقًا، ويُكرمُ الفاروقَ عدالا
ويبتسمُ لابنِ رواحةَ، ويُثني على بلالا
يُعانقُ جُرحَهم صبرًا، ويُمسكُ الدمعَ إن سالا
ويقولُ: “أمتي، أمتي”، إذا سجدَ الليلُ ومالا
في الطائفِ، سارَ حزينًا، والهمُّ في القلبِ أهوالا
ناداهمُ للهدى، فردّوا، بالحجرِ والسبِّ إذلالا
نزفَتْ قدماهُ طُهرًا، وما نطقَ إلا دعالا
“إن لم يكن بكَ غضبٌ، فلا أبالي”، قالها إجلالا
دعا لهمُ، لا لِهلاكٍ، بل أن يُبدّلَهمُ حالا
أن يخرجَ اللهُ من أصلابِهمُ من يهدي الأجيالا
يا رحمةً في وجهِ الأذى، يا صبرًا لا يُضاهى مثالا
صلّى عليكَ اللهُ، ما هبّتْ نسائمُ، وما بانَ الهلالا
خرجَ من مكةَ حزينًا، والقلبُ يذرفُ أوجالا
تركَ أحبَّ الديارِ، وفيها الوحيُ، والآمالا
لكنّهُ سارَ للهِ، يُرضي الحقَّ، لا يُبالي مَقالا
وفي الغارِ، كانَ الصبرُ، وكانَ التوكلُ مثالا
قالَ لصاحبهِ: “لا تحزنْ”، فارتقى الإيمانُ جبالا
وحفّتْهمُ ملائكةٌ، تُنيرُ الدربَ، وتُحيي الليالا
دخلَ المدينةَ، فاهتزّتْ، وارتفعتِ الأصواتُ تهلالا
“جاءَ النورُ، جاءَ الهادي”، ففاضَ الحبُّ، واكتملَ الهلالا
وفي لحظةِ الوداعِ، بكى القلبُ، ومالا
نظرَ إلى الصحبِ، وقالَ: “بلقائي لكمُ اشتياقا”
ثمّ رفعَ يديهِ، دعاءً، يُغشي الليلَ إجلالا
“أمتي، أمتي”، نطقها، فارتجّتِ الأكوانُ هلالا
لم ينسَنا، حتى في سكراتِ الموتِ، كانَ سؤالا
أن يُغفرَ لنا، ويُرضى، ويُبدّلَ الخوفَ سلاما
يا من وهبتَ لنا النورَ، وعلّمتَنا الكمالا
صلّى عليكَ اللهُ، ما دامَ في القلبِ وصالا
المتواجون الان
524 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع



