كـتـاب ألموقع

رحيل الكاردينال مار عمانوئيل الثالث دلي الى الاخدار السماوية// قرداغ مجيد كندلان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

رحيل مثلث الرحمات

الكاردينال مار عمانوئيل الثالث دلي الى الاخدار السماوية

قرداغ مجيد كندلان

 

نودع نحن الكلدان خاصة والشعب العراقي عامة قائدا روحيا محبا للسلام مستمدا من قلبه الوداعة والتواضع والنقاوة . حقا كان سيدنا صانع السلام، وان صناعة السلام تحتاج الى رصيد عال جدا من المحبة والصبر والبذل لتطويع القلوب القاسية الى بساطة سلام الله الذي يفوق العقل. لذلك فإن الله أعطى لصانعي السلام هبة وقوة ولياقة. سيدنا كنت تطفىء الحرائق التي اصابت شعبنا  بالدعاء والصلاة وتملأ قلوبنا فرحا وعزاءً وسرورا عن ضيقتنا. "طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون " (متى 5:9)   

سيدنا كنت تعمل بتواضع واخلاص من اجل عراقك وشعبك للنهوض به ليواكب العالم المتطور سيما ان الامكانيات متوفرة لدى العراقيين بدليل ان العالم القديم قد شهد تطورا هائلا في النهضة الفكرية والعمرانية والعلمية، حيث عرف العراقيون القدماء التخطيط الهندسي ونظام السقاية بواسطة النواعير الذي يعمل بقوة تيار المياه وهو ذات نظام المولدات الكهربائية التي تعمل بواسطة قوة المياه. تفرد علماء الكلدان الاوائل في اختراع الاجهزة الفلكية ومعرفة علاقة الشمس بالارض والقمر وتقسيم الساعة واليوم والخ...

  بعد السقوط ، عام 2003 ، انتشرت ظاهرة الخلاف على الهوية من قبل  الانتهازيين والصراع على تمثيل هوية كل القوميات بهوية واحدة. ان النائب في البرلمان العراقي يونادم كنا قد تجاوز المنطق والعقل للتدخل بالهوية الكلدانية ومحاولة الغائها، فقد تصدى سيدنا الكاردينال البطريرك مار عمانوئيل الثالث دلي على هذا النهج واستطاع بغيرته على هويته تثبيت المكون الكلداني في الدستور العراقي الدائم  وكذلك في السنودس الكنسي .

سيدنا كنت علما بارزا في مقارعة التهجير والعنف وصامدا في عراقك ومواسيا شعبك الذي  يضطهد ، وبانيا من جديد كنائسك التي فجرت من الارهاب، وشامخا ولم تستسلم بل قاهرا الارهاب بحكمتك .

سيدنا رحلت الى عالم اخر عالم السماء والحياة الابدية واصبحت رسولا للسماء، وأُطلب من رب العالمين ان يعم الامن والسلام في ربوع عراقنا الحبيب .

انا ألمي كبيرا بأن يدفن سيدنا الكاردينال في غير موطنه الاصلي، وكان المفروض دينيا وقوميا والمنطق السليم والحكمة والعدل ان تتولى كنيستنا الكلدانية نقله الى الوطن حيث مقر الكرسي الباطريريكي/ كرسي بابل على الكلدان في العالم، وليس كما يريد اهله ،لان سيدنا الكاردينا ابن النهرين الاصيل ولم يغادر العراق رغم الظروف الصعبة التي كان يواجهها .

سيدنا الكاردينال مثلث الرحمان مار عمانوئيل الثالث دلي، انا اقدم اسفي ويرجى قبول اعتذاري عن عدم المشاركة في مراسيم الجنازة بسبب مرضي ولم يكن بامكاني سوى ان اكتب هذه الاسطر القلية لاعبر عن حبي العميق لكم  واسفي الشديد لرحيلكم  وتعازينا للشعب العراقي . وداعا..