كـتـاب ألموقع

• أصل التسميات القديمة بين القومية والاقليمية(*) جزء 4

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

قرداغ مجيد كندلان

 

 للذهاب الى صفحة الكاتب

أصل التسميات القديمة بين القومية والاقليمية(*) جزء 4

 

(*) كتابا قراته : الكلدان ... منذ بدء الزمان ، المؤلف عامر حنا فتوحي

 

العموريون :

يؤكد الدكتور فوزي رشيد في كتابه الموسوم ( حمورابي ... مجدد وحدة البلاد ) بأن اسم العموريين ورد في النصوص السومرية بصيغة (مار تو) ، وفي النصوص البابلية بصيغة ( عامرو ) وكلا الصيغتين السومرية والبابلية تعنيان ( الغرب ) ويعني ان اسمهمم هو الغربيون . وتؤكد هذه الحقائق بأن تسمية عمرو هي صيغة جغرافية وليست تسمية قومية . يوضح الباحث التأريخي حسن النجفي في معجمه (المصطلاحات والاعلام في العراق القديم ) بأن الاموريين ( العموريين ) قد أسسوا مملكتهم الأولى في مدينة ماري ( عاشر مدن ما بعد الطوفان ) في الفرات الاعلى العراقي وقد كانت هذه المدينة في عهد لوكال زاكيزي 2400 – 2371 ق.م تابعة لسلالة أوروك ويعني اسمهم ( عمورو ) الغربيون وفي لغة الإيمي سال السومرية تقرأ ( مارتو ) وذلك لسكنهم غرب الاقليم البابلي  ( سومر واكد ) ، كما ان عمرو قد يكون إشتقاقا من حمو او عمو إله الحرارة الذي عبده العموريون سكان البادية الرافدية بارابوتاميا ومن اسمه جاء الاسم المركب للملك البابلي العظيم حمورابي او عمورابي اي معظم ( هو ) الإله عمو ، ويربط كتاب ( الفن العموري ) طبعة دمشق ص5 : بأن العموريين والاكاديين من عرق واحد وانهم سكنوا في وقت واحد في موقعين جغرافيين مختلفين ماري وأكد وأقام كل منهما حضارته التي كانت كما يؤكد البحث حضارة واحدة نظرا للاصل الواحد . يوضح الدكتور هورست كلنغل في كتابه الموسوم ( حمورابي ... ملك بابل وعصره ) بأن العموريين الذين يطلق عليهم أحيانا ( الساميون الغربيون ) تمييزا عن الاكديين أنشاوا اولى ممالكهم في ماري الرافدية ، لكن موجة كبيرة منهم كما يقول الباحث أنشأت العديد من الممالك على الساحل السوري وتتسمى تلك الموجة بالكنعانيين الغربيين تمييزا عن العموريين . ويشرح طه باقر في كتابه الموسوعي ( مقدمة في تأريخ الحضارات القديمة ) ان عمرو هي الصيغة الأكدية للتسمية السومرية ( مار تو ) ويعني هذا المصطلح في استعمال سكان الرافدين الغرب والباديـة الغربيــــة (الجزء الشرقي من سوريا الحالية الذي كان جزءً من العراق القديم ) ، ويضيف طه باقر صفحة 406  أن الموجات التي انحدرت الى وادي الرافدين جاءت بالدرجة الاولى من البوادي الكائنة شمال غربي الفرات (بادية الشام والعراق ومن أعالي الفرات وشمالي مابين النهرين ) ، اي انها وفدت جميعا من المناطق التي كانت تابعة للعراق الطبيعي القديم ، وبمعنى اخر هجرات محلية .  

الآراميون :

تسمية ( احلامو ) التي جاءت مدونة في مدونات تل العمارنة القرن الرابع عشر ق.م  وفي القرن الثاني عشر ق.م  جاءت تسمية تلك القبائل بشكل ( احلامو آرامو ) حتى غلبت عليهم منذ مطلع القرن العاشر قبل الميلاد اي بعد تمركزهم في منطقة الهضبة الغربية تسمية ( آرامو ) ، وهي المرحلة الثانية من هجرة تلك القبائل الجنوبية الرافدية القديمة . ويشير العالم الاثاري والمؤرخ الفرنسي المعروف أ.دوبون سومر بأن (آرامو) كان فخذا من (الأحلامو) أخذ بالتوسع والقوة والسيطرة حتى غلبت تسميته على الاصل أحلامو ، وقد نجح الآراميون منذ القرن التاسع للميلاد بدخول المواقع البابلية المرفهة وتأسيس مستوطنات واسعة خاصة بهم . وقد وردت في بعض الوثائق البابلية من العصر البابلي القديم مدينة بأسم آرام تقع في جنوبي إشنونا / الاقليم البابلي وقد جاء تعريف بها في كتاب المؤرخ موسكاتي الموسوم (الحضارات السامية القديمة) ص 168 كما وردت تسمية آر- را-آم  في كتابات تعود للملك الأكدي نرام سين ، وإذا ما استثنينا كتاب العهد القديم الذي ينسب فيه القبائل الآرامية الى آرام بن سام بن نوح(تكوين 10: 22 – 23) او الى اسرة ناحور (تكوين 22: 20 – 21) فإن معنى كلمة آرامو  او  آرامتو هو سكان الأراضي المرتفعة (التلال او الهضبة ) ذلك ان قبائل الآراميين كانت تنتشر وقت اشتهارها بهذه التسمية في هضبة العراق الغربية وهي منطقة تلال ومرتفعات وفي اللغة الكلدانية / العراقية القديمة تلفظ راما ( مرتفع ) او ارعا رمتا ( تلة ) ،ومنها التسمية الغربية الآراميون والى ذلك يذهب العديد من المؤرخين واللغويين ومن ابرزهم إي .جي. كرايلنغ  وشيفر  وآر.تي. أوكلاغهام  وأي. دوبونت سومر وجاي . آر. كوبير والاستاذ طه باقر والدكتور فوزي رشيد والاب البير ابونا والمطران أوجين منا الكلداني والباحث الاجتماعي والمؤرخ سليم مطر ، والخلاصة ان الاراميين سواء في تسميتهم القديمة القبائل المتحالفة او المتأخرة / الحديثة التي تعني سكان الهضبة ، إنما تدلان على دلالة معنوية او موقعية ( طبوغرافية ) وبالتالي لا تعنيان تسمية قومية على الاطلاق .

 

يتبع جزء 5