اخر الاخبار:
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (704)- حكاية المجلس

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (704)

 

اعزائي القراء الكرام

     اعيد على حضراتكم الملاحظة السابقة، بانني اكتب لكم في اكثر من موسوعة ثقافية، وهي (موسوعة ملتقى الاعظمي) و (موسوعة مقاميون بلا حدود) و (موسوعة لعل الذكرى تنفع يوما) و (موسوعة صورة مهداة). راجيا الانتباه الى ترقيم حلقات كل موسوعة من الموسوعات. واليوم اقول بانني اهيئ الى موسوعة جديدة مضمونها وقائع المجلس الثقافي الاسبوعي الذي كنت اعقده في بيتي ببغداد، الذي استمر عشر سنوات تقريبا ما بين عامي(1993-2003). استضفتُ فيه مختلف الشخصيات الشهيرة وفي مختلف الاختصاصات. وذلك رغم ان معظم تفصيلات ومضامين هذا المجلس موجودة في بيتي ببغداد الحبيبة، الا انني امتلك هنا في عمان الحبيبة جزءا لابأس به من المعلومات التي ساعتمد عليها في طرح حلقات المجلس الثقافي وربما تساعدني ذاكرتي ايضا في ذكر بعض المعلومات الاخرى وانتظروني في ذلك والله الموفق.

***

حكاية المجلس

     في اوائل الربيع الذي جاءنا بعد شهر شباط من عام 1993. اعلن في الصحافة العراقية عن قرب اقامة دورات مستمرة لتعليم اصول المقامات العراقية في قاعة الفنانة الكبيرة وداد الاورفلي اسوة بالدورات التعليمية الاخرى للالات الموسيقية المختلفة. وقد اوكلت الفنانة وداد الاورفلي لي مهمة التدريس والقاء المحاضرات التعليمية في المقامات العراقية على الطلبة الراغبين في تعلم اداء المقامات العراقية. ولكن ظروفي آنئذ خلال الاعداد لهذه الدورات المعلن عنها، تغيرت وامست على غير ما يرام..! لان سيارتي الخاصة تعطلت جراء اصطدام خطير تعرضت له خلال هذه الفترة الزمنية لو لا العناية الالهية والحمد لله وحده. خاصة وان المكان يكاد يكون بعيدا عني، فانا في مدينة الاعظمية والقاعة في حي المنصور، الامر الذي فرض عليّ الذهاب الى الفنانة وداد الاورفلي في قاعتها الفنية الاثيرة، للاعتذار عن إلقاء المحضرات والدروس المقامية على الطلبة الراغبين..! لكن الفنانة وداد اقترحت عليّ ان اعتذر من الطلبة الراغبين في التعلم المقامي من الذين سجلوا اسمائهم واستعدادهم في الدورة المعلن عنها بصورة مباشرة، وعليه يتوجب حضوري للقاء الراغبين والاعتذار عن هذه المهمة لان غالبيتهم طلبوا ذلك حيث فوجئوا باعتذاري..!

 

    إلتقيت بالاخوة المسجلين اسماءهم في الدورة المقامية، واعتذرت عن إلقائي للمحاضرات الاسبوعية بسبب ظروفي التي اصابتني خلال نفس الفترة التي نحن فيها. وحاولوا معي التخلي عن قراري الذي كان يبدو أكيداً بالنسبة لي، ثم غادر القاعة معظم الحاضرين، وبقي احدهم الذي لم يقتنع ابداً باعتذاري..! واقترح عليّ شتى الوسائل للاستمرار، الا ان قراري كان حتمياً..! وكان هذا الرجل هو الدكتور عماد خضر الصالحي(طبيب في المفاصل او اختصاص قريب). الذي عرض زيادة في الاجور، لكنني بقيت معتذرا منه، ثم اقترح ان يحضر الى بيتي في مساء كل يوم سبت من كل اسبوع بعد الانتهاء من عمله في العيادة..! اخيرا يبدو ان د.عماد لم يبقِ لي مجالا للاعتذار فوافقت على مجيئه مساء كل سبت..!

     خلال المحاضرات الاولى التي كنت اعطيها للدكتور عماد الصالحي، اكتشفت انه شخصية مجنون في حبه للمقامات العراقية..! كذلك اكتشفت انه شخصية مرموقة حضارية جليس انيس امسى بالنسبة لي ليس طالبا، بل تجاوزت الحالة الى ان يكون اخا وصديقا عزيزا بمرور الزمن. وعليه ومنذ الشهر الثاني لبدء محاضراتنا، ذهبت الى قاعة الاورفلي معتذرا عن استلام اي اجر لقاء محاضراتي مع الدكتور عماد الصالحي، ولم استلم ما كان قد دفعه د.عماد الى القاعة عن الشهر الاول وربما الثاني ايضا، قائلا لهم ان هذا الطالب الذي عرفتموني عليه بواسطة دورة تعليم المقامات العراقية، امسى اليوم اخا وصديقا عزيزا لي، يمكنكم ان تأخذوا حصتكم انتم، اما انا فلا..! ولكن نقاشي مع القاعة، انتهى برفض استلامهم اي جزء من الاجور باعتبار ان المحاضرات كانت في بيتي انا وليس في القاعة، مؤكدين انهم لم يفعلوا شيئا يستحق ان يستلموا عليه اي اجر..! وانهيت الموضوع باستلام الاجر كله وانهاء اي علاقة مادية فيما يخصني ود.عماد الصالحي مع القاعة. وهكذا امست العلاقة بيني وبين د.عماد بمرور الزمن علاقة اخوية وصداقة تعمقت باستمرار.

 

     كل ذلك، امسى بداية لحديثنا عن (المجلس الثقافي الاسبوعي) الذي تأسس في بدايته من خلال لقاءاتي المستمرة في مساء كل سبت مع د.عماد الصالحي. وبعد حين انظم إلينا المرحوم لطفي الخزرجي المحب والجامع للمقامات العراقية. واصبحنا ثلاثة نلتقي اسبوعيا في بيتي ونتبادل اطراف الحديث في شأن المقامات العراقية على وجه الخصوص..! وبمضي الوقت اقترحتُ على اخي د.عماد الصالحي ان نوجه اسئلة مقامية الى المرحوم لطفي الخزرجي ليجيبنا عليها، وعليه كان يوم السابع من شباط عام 1994 اعتبرنا السيد لطفي الخزرجي مستضافا ووجهنا له بعض الاسئلة في شؤون المقامات العراقية وقد اجابنا عليه المرحوم لطفي وتم التسجيل الصوتي لهذه الجلسة من الاسئلة والاجوبة. ويمكننا الان اعتبار هذه الجلسة اول محاضرة واول شخصية استضيف في مجلسنا الثقافي، وقد اطلقت على جلساتنا هذه تسمية(مجلس الاثنين) اشارة الى نواة هذا المجلس الذي تأسس مني ومن اخي د.عماد الصالحي..! ثم بقيت جلساتنا مستمرة حتى قررنا ان نستضيف شاعرنا الشعبي الكبير حامد فاضل العبيدي انطلاقا من فكرة توسيع لقاءاتنا الى اشبه بمجلس ثقافي ادبي او ندوة او جلسة نستضيف احد الشخصيات للتحاور معه وتوجيه بعض اسئلتنا له..! وهكذا يكون الشاعر الشعبي حامد العبيدي اول محاضر في جلساتنا بصورة واسعة، حيث دعونا بعض اصدقائنا ليوم الحادي عشر من نيسان 1994. حضرها جمع من الاصدقاء تجاوز عددهم الاربعة عشرة حاضرا. حيث تحدث خلالها شاعرنا الكبير حامد العبيدي عن تجربته الشعرية وقصيدته الشهيرة(نازل يا قطار الشوك) وهكذا تطور الامر الى تصبح لقاءاتي الثنائية مع اخي وصديقي العزيز د.عماد خضر الصالحي النواة التي انبثق منها المجلس الثقافي، وهناك الكثير من الاثارة في تسلسل طرحنا لمحاضرات هذا المجلس الثقافي.

 

 والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

حسين الاعظمي، مقام البنجكاه. من حفلة مهرجان موركنلاند في كاتدرائية مدينة اوسنابروك بألمانيا، يوم 27/9/2013.

https://www.youtube.com/watch?v=8VPZ26gd1ws&ab_channel=IraqiMaqam

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.