كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (713)- فؤاد السادن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (713)

 

فؤاد السادن

     في عام 2003 وفي اول وزارة بعد الاحتلال البغيض لبلدنا العزيز، وزارة د.اياد علاوي فيما اعتقد، كان السيد مفيد الجزائري وزيرا للثقافة فيها، وفي بداية عمله كوزير للثقافة، اصدر امرا بنقلي من ادارة بيت المقام العراقي الى ادارة معهد الدراسات الموسيقية..! وحكاية هذا النقل وهذه الادارة الجديدة سبق ان تحدثت عنهما في اكثر من مناسبة مضت. والمهم هنا التطرق الى جانب يسير مما اذكره من ادارتي للمعهد الاثير الى نفسي ونفوس كل زملائي القدامى وطلابنا جميعا الذين نشأوا وتخرجوا في هذا المعهد الكبير. فقد كان من ضمن الهيئة التدريسية في المعهد عندما استلمت ادارته، استاذنا المرحوم فؤاد السادن مدرس آلة الكمان في المعهد، استاذا مرموقا مخضرما وعريقا في تاريخه الشخصي الفني برفقة اخلاق لاتقدر بثمن..! وقدوة تربوية موسيقية اجتماعية لكل المعهد مديرا وادارة وهيئة تدريسية على حدٍ سواء..! انسان محترم جدا، بل يجبرك على احترامه وانت في غاية الرضى..!

 

     كلنا نعرف اعزائي القراء الكرام، ان السنوات الاولى بعد الاحتلال البغيض لبلدنا العزيز من قبل قوى الشر والطغيان، كانت سنوات عصيبة لشعبنا العراقي، الذي امسى يعيش في تقشف من كل خدمات واحتياجات الحياة الكريمة، بل امست حياة ذليلة..! وبالرغم من سير العملية التدريسية بالمعهد في وضع بائس في كثير من الامور، بحيث لم نكن نملك (ستاندات نوطة) لوضع اوراق النوطات الموسيقية عليها لتكون في استقامة العازف او الطالب كي يحصل على تمرينه بصورة طبيعية..! ورغم ذلك ايضاً كان الاستاذ فؤاد السادن لايستسلم للظروف..! حيث كان يضع اكثر من كرسي –مقعد للجلوس- فوق بعضها ويضع في اعلاها اوراق النوطة الموسيقية كي تكون في مستوى قامة الطالب العازف في اداء تمارينه عند المحاضرة..! وهكذا كان الاستاذ فؤاد السادن ينتصر على الظروف القاهرة والخدمات البائسة، ولا يشكو من اي حال وهو العارف الداري بكل ما امست به حياتنا بعد احتلال بلدنا.

 

      لقد كان الاستاذ فؤاد السادن رحمه الله، اكبر الهيئة التدريسية عمرا وتجربةً، وقد تجاوز السبعين عاما بسنوات، ولكنه كان قدوة اخرى في التزامه بالدوام الرسمي للمعهد، حيث يأتي مبكرا قبل طلابه ويغادر المعهد بعدهم، ويستغل وقت المحاضرة مع الطالب بكل ما يمكن ان يعطيه للطالب من معلومات وتمارين في العزف..! وهكذا يكون الاستاذ فؤاد السادن مثالا كبيرا في مهنته التدريسية ومثالا كبيرا في اخلاقه ومواقفه التربوية المهذبة، وعليه كانت علاقتي الشخصية به رائعة جدا حيث يسودها الاحترام والتقدير من كلينا.

 

       من المؤسف جدا، اننا، او انني بالذات لاامتلك معلومات وافية عن سيرة الاستاذ فؤاد السادن الفنية، حتى ان المجمع العربي للموسيقى، كان قد زودني بمعلومات بسيطة وقليلة عن سيرته الفنية والحياتية، آملا من عائلته واهله ان يزودونا بسيرته الفنية ان سنحت لهم الفرصة بذلك..! ورغم كل ذلك فقد نشرتْ بعض المعلومات عند وفاته رحمه الله ومنها، انه ولد في عام 1928 في بغداد. وانتمى الى معهد الفنون الجميلة بصفة طالب عام 1943. وحصل على شهادة دبلوم فن عازفا على آلة الكمان والفيولا من المعهد. وقد تـُـلمذ على يد مسيو جميل وساندو ألبو. ثم درس الهارموني والصولفيج. وبعد حين إلتحق بالبعثة الدراسية لوزارة المعارف عام 1953. للتخصص بآلة الفيولا في باريس، فحصل على شهادة الدبلوم العالي. ثم عاد الى ارض الوطن وعين مدرسا في معهد الفنون الجميلة، واخير فهو يعد من مؤسسي الفرقة السمفونية الوطنية العراقية. توفي في بغداد عام 2014. رحم الله الاستاذ فؤاد السادن واسكنه فسيح جناته.

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

من العصر الرومانتيكي بيتهوفن 9

https://www.youtube.com/watch?v=rOjHhS5MtvA&ab_channel=ChicagoSymphonyOrchestra

 

 من العصر الكلاسيكي، موزارت

https://www.youtube.com/watch?v=Rb0UmrCXxVA&ab_channel=HALIDONMUSIC

 

شوبان، بحيرة البجع

https://www.youtube.com/watch?v=_DcFKVBH7rw&list=PLQPjunHw7OMZ_5W

C_MTP0s4BuGy4S-MuQ&ab_channel=%D8%A3%D9%85%D8%B7%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D9%

84%D8%B9%D8%B4%D9%82%2F%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D9%86

%D8%B9%D8%B4%D9%82