اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (721)- محمد غني حكمت

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (721)

 

محمد غني حكمت

    اكثر من شهر ونصف الشهر توقف مجلسنا الثقافي عن الانعقاد بسبب سفرتي الفنية الى ايطاليا وتونس، فكانت محاضرة الفنان إلهام المدفعي في صباح الخميس 30/6/1994 هي آخر محاضرة للمجلس قبل سفري، وعند عودتي من مهمتي الفنية الى ايطاليا وتونس، باشر مجلسنا الانعقاد في صباح الخميس الموافق 18/8/1994 للحديث عن هذه السفرة الفنية. حيث سافرتُ الى روما يوم 1/7/1994. ومعي فرقة الجالغي البغدادي المكونة من محمد حسين كمر على آلة الجوزة ووسام العزاوي على آلة السنطور وعبد السميع عبد الحق على آلة الناي تارة وآلة الرق الايقاعية تارة اخرى. ومن المصادفات الجميلة ان نلتقي بالفنان الكبير محمد غني حكمت في مطار بغداد عند سفرنا المسافر ايضا الى ايطاليا..! اقمنا في ايطاليا ثلاث حفلات في وسطها وجنوبها وشمالها (في روما وباليرمو بصقلية وميلانو) ثم عادت فرقة الجالغي البغدادي الى ارض الوطن يوم 23/7/1994. وبقيت في روما اسبوعا اضافيا لاستلامي دعوة من اتحاد الاذاعات العربية ومقره في تونس للانظمام الى لجنة تحكيم مهرجان الاغنية العربية للشباب دون عمر الثلاثين عاما والفوز بجائزة (المايك الذهبي). وصلت الى تونس يوم 28/7/1994. وبعد اسبوع اكملت مهمتي وعدت الى ارض الوطن قبل انتصاف شهر آب ومن ثم المباشرة بانعقاد مجلسنا الثقافي، وخلال جلسة اليوم التي كُرست للحديث عن سفرتنا، حيث تحدثتُ وتحدث اعضاء فرقة الجالغي وتخلل ذلك مقاطع من الغناء والعزف الجميل لاعضاء الفرقة. واترك تفاصيل ما جرى في هذه الجلسة الى مناسبة اخرى وننتقل الى جلسة الاسبوع التالي التي كان نجمها النحات الكبير محمد غني حكمت.

 

      في الاسبوع التالي لمحاضرات مجلسنا الثقافي الموافق صباح الخميس 25/8/1994. كان ضيفنا الفنان النحات الكبير محمد غني حكمت وهو العائد من ايطاليا ايضا..! وقد تحدث في محاضرته هذه عن سفرته الى ايطاليا وكذلك عن سيرته الفنية الزاخرة بالانجازات والابداعات النحتية الرائعة.

 

    واقع الحال، كانت محاضرة الاستاذ محمد غني حكمت من المحاضرات المميزة جداً..! بحيث امتد وقتها الى زمن اقترب من الثلاث ساعات، وتسيد الفنان محمد غني الجو العام للمجلس ببراعة علمية وفنية وشخصية في حديثه الجميل الممتع في الالقاء والتحليل والشرح العام والاجابة على الاسئلة الكثيرة من قبل الحاضرين..! وقد ادرك الحاضرون ان محاضرهم الكبير يمتلكحضورا مؤثرا في عموم المجتمع الذي يرتاده..! وكأن الجميع قد اكتشف شخصية هذا الفنان الكبير من جديد. وتمنى الجميع الاستمرار اكثر في وقت المحاضرة أو تكرار وتكملة اخرى للمحاضرة في الاسبوع القادم، لكن الوقت ادركنا اولاً، ثم اعتذار الاستاذ محمد غني عن الاسبوع القادم حيث يكون قد سافر الى بيروت في مهمة فنية اخرى. 

 

     حضر الى محاضرة مجلسنا لهذا اليوم كثير من رواده، اذكر منهم السادة لطفي الخزرجي ومحمد رضا ابو غيث والمحامي انور السامرائي والحاج صفاء الاعظمي والاديب محمد واثق والحاج محمد الشالجي وعبد الامير محمود و د.عماد الصالحي ووسام ايوب العزاوي ومحمد كمر. وممن حضر لاول مرة كل من السادة الفنان محمود السماك وسمير علي ألمان والصحفي مجيد الجبوري. وقد وجهت الى المحاضر الاستاذ محمد غني اسئلة كثيرة اجاب عليها بارتياح.

 

     وفي مدينة عمّان الحبيبة التي اقيم فيها منذ عام 2005. قضيت اوقاتاً جميلة وكثيرة وسهرات عديدة مع الاستاذ المرحوم محمد غني حكمت، حيث كان يهوى سماع موسيقى وغناء المقامات العراقية ويعشقها كثيرا جداً.

 

      وُلدَ النحات الكبير في مدينة الكاظمية من بغداد عام 1929  وَتُوفيَ في عمّان العاصمة  الاردنية يوم 12 أيلول عام 2011.. ونقلت حثمانه الى بغداد التي دفن فيها بمقبرة الكرخ تنفيذا لوصيته. حيث كان قد استقر في الاردن الشقيق منذ ان احتل المجرمين بلدنا عام 2003. تخرج المرحوم الفنان محمد غني حكمت من معهد الفنون الجميلة عام 1953. وحصل على دبلوم النحت من أكاديمية الفنون الجميلة في روما عام 1959، وله مجموعة من التماثيل والنصب والجداريات في ساحات ومباني مدينة بغداد، منها: تمثال شهرزاد وشهريار وعلي بابا والاربعين حرامي وحمورابي وجدارية مدينة الطب وغيرها. ويستمدّ الفنان وحيه من روح الحضارة العراقية وقصائدها الخالدة، إذ تُحاكي منحوتاته أشهر أساطير «ألف ليلة وليلة» و «السندباد البحري» و »كهرمانة» و »شهرزاد» و»شهريار» و »بساط الريح».

 

     ولدى حكمت نبرة تعبيرية تذكرنا بالنحت الآشوري، أو البابلي، أو الأكدي، ومنذ منتصف الستينيات تحول في نحته إلى فن العمارة الزخرفية، ثم أعتمد على نظام تكراري يتشكل بوحدة نظامية أساسها الحرف العربي، واتجه كليا إلى نماذج وتشكيلات وتكوينات جاءت نتيجة متابعة تجريدية لأشكال تشخيصية سبق أن عالجها. لهذا يعتبر محمد غني حكمت أحد الرواد المهمين الذين خلقوا فضاءً تابعاً للفضاء الذي فتحه النحات الراحل جواد سليم في (تواشك) الفن الرافدي مع الفنون الإسلامية والعالمية.

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

يوسف عمر، مقام العجم عشيران

https://www.youtube.com/watch?v=76YQG2Mw1tU&ab_channel=ClassicSystems

 

حسين الاعظمي، مقام البنجكاه

https://www.youtube.com/watch?v=8VPZ26gd1ws&ab_channel=IraqiMaqam

 

 

الفنان النحات الكبير المرحوم محمد غني حكمت خلال محاضرته في المجلس الثقافي 25/8/1994. ويظهر يمينا لطفي الخزرجي والصحفي مجيد الجبوري وحسين الاعظمي مقدم الجلسة.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.