كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (726)- الجالغي البغدادي

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

المجموعة: حسين الاعظمي

تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 03 أيار 2022 20:04

كتب بواسطة: حسين الاعظمي

الزيارات: 1791

حسين الاعظمي

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (726)

الجالغي البغدادي

      لقد كان تأسيس معهد الدراسات النغمية العراقي، منعطفا فنيا وثقافيا وعلميا لموسيقى العراق التراثية والموسيقى العربية في آن واحد. بل انجازا لايضاهيه انجاز فني آخر، وبالتالي يكون هذا المعهد واحدا من ابرز انجازات النظام السابق الكبيرة..! بعد أن امسى هذا المعهد منذ تأسيسه، متخصصا لدراسة غناء وموسيقى المقام العراقي وآلات فرقة الجالغي البغدادي، المكونة من آلتيْ الجوزة والسنطور فضلا عن آلات الايقاع. فالهدف والمضمون من هذا التأسيس واضح ولا يقبل الجدل..! حيث يصبان في دراسة موروثنا وتراثنا الغناسيقي المقامي تحديدا. فكان العام الدراسي الاول (1970-1971). وكانت اللوائح الاولى للقبول في هذا المعهد الاثير، سهلة ولا تعيق أي طالب يرغب في الانتماء سوى ان يكون خريج الدراسة المتوسطة ثم يخضع لاختبار اللجنة الفنية. وبالفعل ادى تاسيس هذا المعهد بمرور الزمن الى نهضة محلية فنية تراثية علمية فاقت كل التصورات، عندما ظهر بعد سنوات قليلة من هذا التأسيس جيل، بل أجيال متتالية من مغني المقام العراقي وعازفي آلتي الجوزة والسنطور تحت رعاية فنية وعلمية وتراثية من خلال اساتذة اعلام في التراث والموسيقى والغناء المقامي، عراقيين وعرب واجانب..! وعليه نستطيع ان نؤشر منذ البداية ونحن مطمئنون بأن عقد السبعينات من القرن الماضي، كان عقدا ذهبيا في نتاجات هذا المعهد، بتخريجه طلبة اوائل شغلوا كثير من فراغات الساحة الموسيقية والتراثية في بلدنا العراق من عازفي آلتي الجوزة والسنطور اللتين تتكون منهما فرقة الجالغي البغدادي مع آلتي الايقاع الطبلة والرق. 

     من اوائل طلبة المعهد في دوراته الاولى في آلة السنطور، كان سعد عبد اللطيف ومحمد زكي ومانوئيل وغيرهم. وفي آلة الجوزة كان داخل احمد وكاظم جاسم محمد ومحمد لقمان وهيثم شعوبي وانا وغيرهم، ومعذرة من تذكر كل الاسماء. ومن ابرز عازفي الجوزة والسنطور الذين تكونت منهم اكثر من فرقة جالغي بغدادي(هامش1) من الطلبة، فرقة تكونت واستمرت زمنا طويلا بعد أن انسجم كل من الطالبين العازفين داخل احمد على آلة الجوزة ومحمد زكي على آلة السنطور مع آلتي الايقاع.

      واليوم في مجلسنا الثقافي الموافق 29/9/1994، حيث استضفتُ زملائي اعضاء فرقة الجالغي البغدادي التي رافقتني في الكثير من المهرجانات الدولية واقامة الحفلات الكثيرة محليا ودوليا. الى مجلسنا الثقافي ليتحدثوا لنا عن تجربتهم الفنية. وعليه حضر الضيوف المستضافين كل من عازف السنطور الشهير محمد زكي وعازف الجوزة الشهير داخل احمد وعازف الايقاع الشهير نزيه محسن. كذلك حضر الكثير من رواد المجلس اذكر منهم السادة الحاج وليد الاعظمي و د.عبد الله المشهداني والمحامي انور السامرائي والاديب عبد الغفار الحبوبي والحاج صفاء الاعظمي والحاج محمد الشالجي وعبد الامير محمود والناقد سعدي السعدي ولطفي الخزرجي و د.رشيد العبيدي والصديق باسل مجيد الكاظمي وهيثم شعوبي ومحمد رضا ابو غيث ومحمود السماك وفاروق الاعظمي وطه غريب و د.احمد القيسي وقارئ القرآن الكريم محي الدين عبد القادر الخطيب. وكان السيدان خالد محمود النعيمي واسامة محمد الشالجي قد حضرا لاول مرة الى المجلس.

     تحدث كل من الفنانيْن داخل احمد ومحمد زكي كل على انفراد، عن تجربتهما الفنية في العزف على آلته التراثية التي يعزف عليها (الجوزة والسنطور). في حين خجل الفنان نزيه محسن في التحدث عن تجربته وعزفه على آلة الايقاع..! فتحدثتُ انا عن الفنان نزيه بما امتلكه من معلومات فنية عنه. وخلال الاستراحة ألقى الشاعر الكبير عبد الغفار الحبوبي قصيدة في تحية الفن ضمّنها بعض اسماء الفنانين كالرسام فائق حسن والنحات محمد غني حكمت والمسرحي يوسف العاني ومطرب المقام العراقي حسين الاعظمي. ومن ناحية اخرى، اعتذر الفنان الكبير كاظم الساهر في الليلة السابقة عن حضوره هذا الصباح الى المجلس ليتحدث عن تجربته الفنية لانشغاله فجأة بامر ما..! وعليه زحف مجلسنا في تقديم منهاجه لفرقة الجالغي البغدادي هذا اليوم الموافق 29/9/1994 التي كان من المقرر لها في الاسبوع القادم. وخلال المحاضرة شارك كل من المغنين المقاميين الحاضرين هذا الصباح الى المجلس بغناء مقامات عراقية. محمود السماك في مقام الصبا، وفاروق الاعظمي في مقام الحديدي، وطه غريب في مقام الحكيمي. رفقة ضيوف المجلس السادة داخل احمد ومحمد زكي ونزيه محسن. وقد سجلت وقائع جلسة اليوم على شريطين كاسيت بالرقمين 33 و 34. ثم شارك الجميع في ترديد الاغاني التراثية.

والى حلقة اخرى من ضيوف مجلسنا الثقافي ان شاء الله.

اضغط على الرابط

محمود السماك، مقام اوشار

https://www.youtube.com/watch?v=CcEgZroW9A8&ab_channel=%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86%D8%A7%D9

%84%D8%A7%D8%B9%D8%B8%D9%85%D9%8A%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9

%86%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%B8%D9%85%D9%8A

فاروق الاعظمي، مقام الاوج

https://www.youtube.com/watch?v=2ScrtprYAJU&ab_channel=%D9%82%D9%86%D8%A7%D8%A9%D9%85%D8

%AD%D9%85%D8%AF%D9%83%D8%B7%D8%A7%D9%8A%D9%87%D8%A7%

D9%84%D8%B3%D8%B9%D8%AF%D9%8A%D9%82%D9%86%D8%A7%D8%A9

%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF%D9%83%D8%B7%D8%A7%D9%8A%D9%

87%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D8%AF%D9%8A

طه غريب، مقام النهاوند

https://www.youtube.com/watch?v=rRQWl4Ffbo4&ab_channel=%D9%82%D9%8A%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D

9%84%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%B

5%D8%B1%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D9%8A

هوامش

1 – هامش1: تحدث استاذنا الدكتور صبحي انور رشيد في كتابه الموسوم بـ الآلات المصاحبة للمقام العراقي عن فرقة الجالغي باسهاب. وكذلك اشار الكثير من الكتّاب والنقاد الى هذا الموضوع ومنهم الشيخ جلال الحنفي والاستاذ حسين قدوري وغيرهما. الى ان كلمة الجالغي مفردة تركية الاصل ومعناها الجماعة او التخت الموسيقي, واصلها (جالغي طقميسي) والطقمسي تعني الملاهي.. وقد ظل هذا الاسم متداولاً لمدة طويلة حتى تغير الاسم الى الجالغي البغدادي. بدلاً من (طقميسي).

• < السابق
• التالي >