كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (742)- أ.د. صبحي انور رشيد

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (742)

 

أ.د. صبحي انور رشيد

      استاذي ومعلمي وصديقي الاستاذ الدكتور صبحي انور رشيد العلاّمة والمؤرخ الاثاري الموسيقي الكبير، عندما تم قبولي في معهد الدراسات النغمية العراقي طالبا، كان هو مدير المعهد زمنذاك، وفي يوم اختبارنا كمجموعة من الطلبة المتقدمين الى المعهد، وكان في حينها أ.د.صبحي رئيس لجنة الاختبار باعتباره مديرا للمعهد، عرفته لاول مرة في يوم الاختبار هذا..! وبعد ان اصبحنا طلابا في المعهد، كان آبا واستاذا وصديقا لكل طلبة المعهد..! وبمرور الزمن والتلمذة اصبحت علاقتي به وطيدة جداً واستمرت كذلك حتى بعد تخرجي من المعهد (1979-1980) ومعيدا فيه بالعام التالي (1980-1981). والاكثر من ذلك كنا نعمل كموظفيْن في دائرة واحدة نلتقي على الدوام فيها هي –دائرة الفنون الموسيقية- والحديث كثير جدا عن الذكريات والمواقف الجميلة التي سادت علاقتنا رغم فارق العمر بيننا.

 

     يتمتع استاذي الراحل أ.د.صبحي انور رشيد بهدوء ومرونة واخلاق قلَّ نظيرها، ولايعير اهتماما بالفارق العلمي والفني بينه وبين الاخرين بغض النظر عن ثقافاتهم وعلميتهم ومناصبهم وحالتهم الاجتماعية، متواضع جدا يحب الآخرين ويحبه الآخرون جميعا..! له شخصية محبوبة ومقبولة في المجتمع، او في كل المجتمعات التي يرتادها، كذلك يتعامل بنزاهة وامانة وعدالة مطلقة..! وهو من جانب آخر يمكن ان نطلق عليه صفة –الحليم- جراء اخلاقة المحبوبة ووده الجميل مع الجميع، ولذلك من الممكن ان تنطبق عليه المقولة الشهيرة –إياك من غضبة الحليم- عندما يتجاوز الآخر في طغيانه واستغلاله الحد المعقول معه.

 

     على كل حال، لسنا في صدد الحديث عن كل ما يتعلق بشخصية استاذنا د.صبحي انور رشيد في هذه الحلقة من حلقات مجلسنا الثقافي الاسبوعي. حيث طلبتُ من استاذي د.صبحي استضافته في مجلسي الثقافي، وقد لبى دعوتي مشكورا وحضر الى مجلسنا صباح الخميس الموافق 23/2/1995. ليكون ضيفا يتحدث بموضوع يختاره الى رواد مجلسنا الثقافي الاسبوعي. فاختار أ.د.صبحي الحديث عن –المصطلحات الاعجمية في السلم الموسيقي العربي- ونلاحظ  كم ان عنوان محاضرته لهذا الصباح مهمّاً جداً وحيوي. وهو الموضوع الذي تطرقتُ اليه انا ايضا في بعض كتبي الصادرة معتمدا على اكثر من مصدر تاريخي ومنهم كتب الدكتور صبحي انور رشيد. وقد شرح الدكتور صبحي موضوع محاضرته عن المصطلحات الاعجمية في سلمنا الموسيقي من نواحي عدة، مستعرضا المصطلحات العربية الاصلية التي كانت مستعملة في موسيقانا قبل حلول الضعف والانحطاط للبلدان العربية وعلى الاخص بعد سقوط الدولة العباسية وانهيارها وسيطرة الاقوام الغازية لوطننا العربي وحلول المصطلحات الوافدة من هذه الاقوام الغازية، فكان الشرح وافيا جدا وواضحا تاريخيا مستندا على مصادر موثوقة عديدة..! وعليه كانت محاضرة الاستاذ الدكتور صبحي انور رشيد هذ الصباح في مجلسنا، من المحاضرات الفريدة والمفيدة والمهمة جدا..!

 

       حضر الكثير من رواد مجلسنا الثقافي اذكر منهم السادة مقداد محمد ولطفي الخزرجي والباحث الموسيقي هيثم شعوبي والمصارع الدولي لؤي ساطع والشاعر جاسم العبيدي –نديم بغداد- والفنان محمد زكي والفنان داخل احمد ومحمد رضا ابو غيث و د.عبد الله المشهداني وغيرهم. اما من حضر لاول مرة الى مجلسنا الثقافي فهم السادة مؤيد عبد الائمة سعيد وعبد الله عثمان والمحامي العربي السوداني يوسف الحبوب وقاسم المعمار الصحفي في جريدة الثورة. سجلت المحاضرة على شريط كاسيت تحت رقم 57.

 

    ولد أ.د.صبحي انور رشيد في 1/7/1928. في حي الشيوخ بمدينة الاعظمية من بغداد. واكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية والاولية فيها. حصل على شهادة الماجستير في (آثار الشرق الادنى) من جامعة برلين الغربية بتاريخ 4/7/1962. وحصل على شهادة الدكتوراه في نفس اختصاص شهادة الماجستير من جامعة فرانكفورت بألمانية الغربية بتاريخ 23/2/1966. امضى أكثر من ثلاثين عاما في المؤسسة العامة للاثار والتراث ومديرا للمتحف العراقي. بجانب عمله في دائرة الفنون الموسيقية وعضوية الكثير من لجانها. واحيل على التقاعد في 15/10/1983. مارس التدريس في المعاهد والكليات. ألف وترجم كتب عديدة تم اصدارها. تزوج من امرأة ألمانية، وأقام في ألمانيا بصورة دائمة منذ تسعينات القرن الماضي حتى وفاته فيها في شباط عام 2007 وكنت على تواصل معه حتى آخر ايام حياته رحمه الله.

 

والى حلقة اخرى من ضيوف مجلسنا الثقافي ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

 حسين الاعظمي، مقام الحجاز ديوان

https://www.youtube.com/watch?v=NYullfRAKvg&ab_channel=IraqiMaqam

 

 

من جلسة 23/2/1995 يظهر يمينا حسين الاعظمي يقدم استاذه الاستاذ الدكتور صبحي انور رشيد ضيفا لرواد المجلس الثقافي الاسبوعي.