كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (836)- تجربة مسرح الرباط

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (836)

 

تجربة مسرح الرباط

9 كانون الثاني 1997.

     غالبا ما تنشأ الاحداث او النتاجات الابداعية بالمصادفات او بشتى الصور العفوية غير المقصودة..! لتمسي بعدئذ نتاجا ابداعيا لمبدعه لم يحسب له حسابا من قبل..! وعندما تتحد العفوية مع الفكر المتوقد، عندها تكون الخطوات الفنية والنتاجات الابداعية في ذروتها..! ففي منتصف تسعينات القرن العشرين اسهب الكتّاب والنقاد الموسيقيين والجماهير المتذوقة لموسيقى وغناء المقامات العراقية، بتوجيه سهام نقدهم لي ولفرقتي الموسيقية الخاصة، على اننا بتنا نغني ونعزف خارج بلدنا كثيرا ومتجاهلين جمهورنا داخل بلدنا الحبيب العراق دون ان نعير اهمية كبيرة لهذا الجمهور الذي يود الاستماع الى نشاطاتنا المقامية..!

 

      واقع الحال، ان عقد التسعينات الذي عاش فيه ابناء شعبنا العراقي الكريم تحت وطأة الحصار الاجرامي الظالم الذي فرضته قوى الشر والطغيان على شعبنا البريء من كل ذنب..! واستمر ذلك الى الجريمة الاكبر في هذا العصر التي تمت عام 2003 عند احتلال بلدنا من قبل الامريكان وبريطانيا واسرائيل واتباعهم. ورغم كل هذه الظروف العصيبة، كنتُ انا وفرقتي الموسيقية، الوحيدون من كل الفنانين العراقيين نسافر كثيرا خلال هذا الحصار الظالم ونشارك في اكبر المهرجانات العالمية باكبر المسارح ودور الاوبرات في كل القارات، بحيث انتبه المعنيون في وزارة ثقافتنا عام 1999 لتمنحني شهادة الابداع على نشاطي الكبير في دول العالم..! مما حدا بكل الكتابات النقدية تطالبني بتكثيف حفلاتي مع فرقتي الموسيقية الخاصة في بلدنا العراق. وعليه فقد وجدت في هذه الآراء النقدية منطقاً وموضوعيةً ولابد ان اصغي الى هذه المطالبات، فبدأتُ العمل على اقامة حفلة لنا في قاعة الرباط الكائنة في شارع المغرب في مدينة الاعظمية من بغداد. وتم تحديد موعد لهذه الحفلة يوم 17 تشرين الثاني 1995. ولكنني كنت قلقا في اقامتها لانني لم اكن متأكدا من حضور الجمهور الكافي لعدم استطاعتنا الاعلان عنها بصورة كافية..! بحيث كنت قبل يوم من تاريخ اقامتها في مقابلة رسمية مع السيد وزير الثقافة انذاك حامد يوسف حمادي الذي كان يرتاح لجانبي كثيرا، وذلك يوم 16/11/1995 حيث لم اجرأ ان ادعوه الى الحفلة خشية من عدم حضور الجمهور، خاصة وهو محب جدا للموسيقى والمقامات العراقية.

 

      على كل حال، اقمتُ الحفلة في موعدها 17/11/1995. وحضر جمهور لابأس بعدده، ولكن امسيتنا هذه نجحت نجاحا جيدا، اكثر من المتوقع..! الامر الذي حدا باستمرار مطالباتنا وتكرار اقامة مثل هذه التجربة في امسية يوم 17 تشرين الثاني 1995..! وهكذا قدِّر لهذه الامسية ان تستمر لتصبح بتكرار التجربة حفلات شهرية مستمرة نقيمها في قاعة الرباط دون أي تفكير مسبق لاقامة حفلات شهرية..! وهي حالة جديدة في اقامة مطرب عراقي لحفلات شهرية في بلدنا العراق، وهكذا ايضاً دخلت هذه الحفلات الشهرية في خانة الابداعات الفنية التي تقام لاول مرة لمطرب عراقي خلال القرن العشرين، وقد استمرت حفلاتنا الشهرية هذه الى اواخر عام 1999. وكانت سفراتنا الفنية المتواصلة هي الزمن الوحيد الذي يباعد بين حفلة شهرية واخرى حتى نعود من مشاركتنا في المهرجانات الدولية الخارجية.

 

     لقد اسهبتْ صحافتنا الموقرة وصحفيينا الاكارم بالحديث عن نشاطنا الشهري هذا في قاعة الرباط ببغداد، وخلاصتها كانت اعظم الفوائد بالنسبة لي ولاعضاء الفرقة الموسيقية، وفيها غنيتُ الكثير من القصائد الشهيرة والمعاصرة العراقية والعربية، ولعل قصائد اخي الشاعر الغنائي حامد العبيدي قد اخذت حصة كبيرة في نشاطي الغنائي في هذه الحفلات الشهرية. واليوم يمكنني ان اقول بأن تجربتي في هذه الحفلات، تكاد تكون افضل تجاربي الفنية خلال مسيرتي الفنية كلها..! لانها ساعدتنا على اكتشاف الكثير من اخطائنا والعمل على تصحيحها والاستفادة المباشرة من هذه التجربة. واخيرا فان هذه التجربة الفنية الخالصة تحتاج الى اكثر من حلقة للحديث عن آفاقها الايجابية للتوثيق وفائدة الاجيال اللاحقة لنا، ولكن سفري في اليوم التالي 10/1/1997 الى باريس، أي يوم غدٍ ان شاء الله التي تحدثت عنها في حلقة الاسبوع الماضي، اخرتْ الحديث عن هذه التجربة بتفصيل الى مناسبة قادمة، عسى ان يمكنني العلي القدير على ذلك باذن منه تعالى. فقد كانت هذه التجربة هي موضوع حلقة ملتقانا الثقافي هذه الصباح الموافق الخميس 9/1/1997. اوجزتها بهذه الاسطر.

 

     الكثير من رواد الملتقى حضر اليوم، اذكر منهم السادة عبد المعين الموصلي وجمال الخياط وهاشم العزاوي وعبد الكريم العبيدي ابو رائد و د.صادق عزيز والمحامي محمد جواد الغرابي وآزر عبد الكريم ومحمد واثق العبيدي وخليل ابراهيم وعبد السميع عبد الحق وحسين العامري ورائد خوشابا وحامد العبيدي وحمدان العبيدي و د.عماد الصالحي ومحمد الزنكين وثامر الجميلي ومحمود النائب والمحامي سهام الخطيب وقحطان المتولي وظافر المتولي ويحيى معتوق ومحمد كمر ووسام العزاوي وباسل الكاظمي وغازي العزاوي وقيس عبد الرزاق الاعظمي وآخرين. اما السيد طارق المتولي والسيد عبد المنعم فقد حضرا لاول مرة.

 

والى حلقة اخرى من ضيوف ملتقانا الثقافي ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

حسين الاعظمي، ألفية بغداد

https://www.youtube.com/watch?v=47D_06MOlYw&ab_channel=%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86%D8%A7%

D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%B8%D9%85%D9%8A

 

 

 

حسين الاعظمي مدير بيت المقام العراقي يتوسط الزملاء مغني وعازفي المربعات البغدادية 2 تموز 2003.