كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (842)- الفنان الناجح

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (842)

 

حسين الاعظمي، الفنان الناجح

20/3/1997.

      هذه المرّةً لم يتسنى لي او للملتقى بشكل عام الاتفاق مع شخصية ما ليقوم بواجب إلقاء محاضرة على اسماع رواد الملتقى..! ربما كان هناك سبب لااتذكره بالضبط..! وعلى كل حال، اخترتُ موضوعا آخر في شأن المقام العراقي وتحدثت به لرواد الملتقى بعد ان طلب رواد الملتقى مرة اخرى ان ألقي عليهم موضوع ما يخص المقامات العراقية ايضاً، فكان ان اخترتُ موضوع يتحدث عن الفنان الناجح. الفنان الغاية والوسيلة، علما ان هذا الموضوع اقتطعته من كتابي المخطوط زمنذاك الموسوم بـ (المقام العراقي بين طريقتين) الذي طبع بعدئذ في المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت مطلع عام 2011. واليكم الموضوع.

***

الفنان الناجح غاية ووسيلة

من الوهلة الاولى، يمكننا التعرف على الفنان المقامي الناجح، من خلال نتاجه الغناسيقامي(هامش1)، الذي من شأنه ان يجعل المستمع والمستمعين راضين كل الرضى بمقاييس فنية عديدة..! ولن يكون من التعسف ان نفترض، ان المقام العراقي كمادة غناسيقية(هامش2)، وسيلة للابداع، من خلال وسيلتنا وغايتنا المرتجاة معا -المغني الناجح- الذي يعتبر كذلك فنانا ملهما. والاكثر من ذلك انه ذلك الفنان الناجح الذي يحمل رسالته الانسانية ليوصلها الى الجماهير المستمعة. انه لا يوضحها ويضيئها بعمق فحسب..! بل يجعلها في الوقت نفسه اشد رنينا وتأثيراً. وعليه ربما كان اساس الغناء هو الابداع. ان المغني المقامي الناجح، والمقام العراقي كمادة غناسيقامية، صنوان للابداع متلازمان، وثيقا الصلة مع بعضهما لا يفترقان. وهذا اهم ما في الامر..! لأن الغاية المرتجاة ايصال المبادئ الاخلاقية بسموها الروحي وجميع الاهداف والمشاعر السامية الكامنة في الموسيقى والغناء، بواسطة الفنان الملتزم الناجح الذي يوصل هذه المبادئ الى الجماهير. فالفنان اذن، وسيلة وغاية..! غاية لاننا نطمح ان نبني فنانا ساميا بروحه وفكره ومشاعره. ووسيلة لاننا نطمح عن طريق هذا الفنان الملتزم ايصال الرسالة الانسانية الى الانسان اينما وجد، او الى اكبر عدد من الجماهير وقيادتها الى الاخلاق الرفيعة والنبيلة.

هذا هو المفهوم الذي وعى له الفنان العراقي عند بدايات القرن العشرين، حتى لو كان ذلك بصورة عفوية..! حيث يمكن اعتبار هذه الحقبة من مطالع القرن العشرين، ولادة جديدة للغناسيقامي، بل ولادة جديدة لكل الغناسيقى العراقية. بكل بيئاتها وخصوصياتها المتعددة. مدينة ، ريف ، بادية ، جبال ، وديان .. الخ ، وهو كذلك بمعان عديدة. 

في فترة ثلاثينات القرن العشرين، وهي الفترة الانتقالية التي بدأ يشتد فيها التفاعل والصراع بين الطرق الادائية في المقام العراقي، وعلى الاخص بين الطريقتين المخضرمتين(الطريقة القندرجية، والطريقة القبانجية) الاولى نسبة الى المطرب المقامي الكبير رشيد القندرجي. والثانية نسبة الى مطرب العصور المقامية محمد القبانجي. بعد افول نجم (الطريقة الزيدانية) المنسوبة الى المطرب الكبير احمد الزيدان، التي تسيـَّدت النصف الثاني من القرن التاسع عشر حتى بدايات القرن العشرين..! حيث يميل مفهوم هذا الصراع المحتدم بين الطريقتين في فترة الثلاثينات وما بعدها تقريبا، الى تحرير هذا الغناء من طاعة القيود الكلاسيكية التقليدية(هامش3) في الاداء الغناسيقامي، بين طرف يناضل من اجل بقاء التقاليد القديمة ونقائها رغم فراغ الكثير من تعابير محتواها القديم نتيجة التطور المستمر الحاصل للحياة برمتها، الذي يتمثل في النتاجات المقامية لفترة ما قبل القرن العشرين. وطرف آخر يدعو الى التطور والتجديد في اساليب الاداء الغناسيقامي الذي يتمثل في النتاجات المقامية للفترة القادمة منذ بداية القرن العشرين. ويذكرنا ذلك رغم انه ما زال يحمل ميزات جمالية. ان الغناقامي (هامش4)  يجب ان يقوم بدوره الآن في التعبير عن المرحلة الزمنية هذه. فالمهم هو ادراك ان النتاج الفني للغناقامي يجب ان يمر من خلال تأمل مزاج آخر جديد، حتى يكشف عن طبيعته الابداعية. لذلك فإن الغناء الناجح يحمل في كوامنه منطلقات فعـَّالة وأصالة مبدعة لا تختلف إلا في الدرجة عن تلك التي تكـِّون عبقرية الفنان.

 

خلال الاستراحة بعد المحاضرة وقبل المناقشات، عزف وغنى سعيد صادق، وغنى حسين العامري مقام البنجكاه، وغنيتُ انا بعضا من الشعر مع الابوذية.

وممن حضر هذا الصباح الى جلسة اليوم اذكر منهم السادة. الحاج عبد المعين الموصلي والاديب جمال الخياط وهاشم العزاوي ومحمود عبد اللطيف النائب وآزر عبد الكريم وكافي الاعظميوعبد الكريم العبيدي ابو رائد وثامر الجميلي ومحمد الشالجي و د.احمد القيسي ومحمد رضا كاظم وعبد المحسن خليل وحمدان العبيدي والمقامي حسين العامري والصحفي ستار جاسم ابراهيم وعازف العود سعيد صادق وآخرين.

وممن حضر لاول مرة الى ملتقانا كل من السادة د.صباح عبد اللطيف النائب وصلاح عبد اللطيف النائب وتحسين الهرمزي وقصي كمال وسعد.......؟ والاعلامي المذيع وهاد يعقوب.

 

والى حلقة اخرى من ضيوف ملتقانا الثقافي ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

محمود السماك مقام الاوشار

https://www.youtube.com/watch?v=CcEgZroW9A8&ab_channel=IraqiMaqam

 

يوسف عمر مقام الرست

https://www.youtube.com/watch?v=kAYV0KTvAdg&ab_channel=IraqiMaqam

 

فلفل كرجي مقام الجهاركاه

https://www.youtube.com/watch?v=cXIk9nBCQxk&ab_channel=IraqiMaqam

 

 

الهوامش

1 – هامش1: الغناسيقامي- المقصود اختصارا لكلمات، الغنائي الموسيقي المقامي.

2 – هامش2: الغناسيقية – المقصود اختصارا لكلمتيْ الغنائية الموسيقية.

10 – هامش3: الكلاسيكية التقليدية – Classicisim  - في الادب والفن الميل الى مراعاة الاشكال التقليدية والاصول المقررة التي استقر عليها العزف ومن شأنها الاهتمام بوضوح الفكرة وعذوبة الاسلوب وتناسق العبارات ، اما في الموسيقى فهي الاهتمام بموضوعية الفكرة والتركيز على توازن البناء، وتقارن الكلاسيكية  بالرومانسية في اكثر الاحوال .

11 – هامش4: الغناقامي - المقصود اختصارا لكلمتيْ ، الغنائي المقامي.

 

 

مسرح الرشيد اواخر الثمانينات من القرن العشرين. حسين الاعظمي يغني ترافقه الفرقة الموسيقية المكونة من اليمين محمد قمر ووسام ايوب ونصير شمة وستار جدوع ومحي مجيد.