كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (910)- من رحم ذكرى المعاناة /(3)

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (910)

 

من رحم ذكرى المعاناة /(3)

الاثنين 28/2/2022.

تكملة الحلقة السابقة

      لو عدنا الى أول الحكاية، لرأينا أن المعاناة لم تبدأ من رئيس قسم الفنون الموسيقية بكلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد..! وإنما كانت بدايتها من دائرتي الموسيقية (دائرة الفنون الموسيقية) التي أنتمي إليها موظفاً رسمياً على الملاك الدائم، ومديرها العام الفنان الكبير الراحل منير بشير..! فقد نزل خبر قبولي وزميلي محمد حسين كمر في الدراسة الاولية بكلية الفنون الجميلة، على مديرنا العام منير بشير كالصاعقة..! كيف يتخلى عني وعن زميلي محمد كمر بهذه السهولة..؟ وهو ما يعني تفرغنا للدراسة باجازة دراسية داخل العراق لمدة أربع سنوات قادمة في الكلية. وبالتالي سنكون بعيديْن عن الدائرة وعن استاذنا منير بشير الذي يحتاج وجودنا بقربه دائماً. ويبدو أنه خشي من بُعدنا النهائي حتى عند عودتنا الى الدائرة بعد إكمال إجازتنا الدراسية..! وهو مدرك تماماً بأن قبولنا للدراسة جاء بواسطة إنسيابية الدولة في قبول الطلبة كل عام، وهو ما لم يستطع أي مسؤول أو جهة رسمية التلاعب أو الالغاء لأي مادة تظهره –الانسيابية- ..!

 

    على كل حال، من حيث المبدأ إن موقفي وموقف أخي محمد كمر قوي ولايمكن زعزعته، ولكنني لا أريد أن أترك الدائرة لاربع سنوات قادمة دون ترضية مديري العام منير بشير، فلابد من التأني والتركيز في التصرف في محاولة ترك الاثر الطيب عند الاستاذ منير بشير ونحن نغادر الى الكلية.

 

       في هذه الحقبة كنت منتدباً في دائرتنا من خدمة الاحتياط العسكرية التي كنت في سنوات خدمتها، بطلب من الدائرة –دائرة الفنون الموسيقية- ودوامي فيها بصورة مدنية بعيداً عن الخدمة الفعلية العسكرية ولأكثر من عام مضى..! والحرب الايرانية العراقية ما زال سعيرها مستمراً..! ولحسن حظي الذي رافقني في معظم مواقف حياتي والحمد لله على كل شيء. حيث كنتُ الاول على دورتي الرابعة، وكان زميلي الفنان محمد حسين كمر الاول على دورته الخامسة أيضاً. وموقفنا من الخدمة العسكرية سليماً لاتشوبه شائبة، وعليه شرعنا بتقديم أوراقنا الرسمية بهذا الخصوص الى وزارة التعليم العالي، على أمل قبولنا كطالبيْن من جديد في كلية الفنون الجميلة. وكان لنا ما نريد..! حيث ظهر إسمينا ضمن إنسيابية وزارة التعليم العالي بصورة طبيعية ورسمية، ليس فيها أي تدخل من أي طرف معرفي، وإنما كان قبولنا طبيعي وعلى نظام الانسيابية كما قلتُ وكما حدّدتهُ الدولة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بفائدة مباشرة من قرار مجلس قيادة الثورة..!

 

       من هنا بدأتْ المشكلة بالنسبة من موقف دائرتنا من قبولنا للدراسة والانفكاك باجازة دراسية أمدها أربعة سنوات قادمة..! كيف نفارق منير بشير باجازة دراسية طيلة السنوات القادمة..؟ وهو الذي يعتمد في أعماله الفنية على كل موظفيه الرسميين الذين إختارهم بنفسه ولا يمكنه أن يفرط بأي منهم..! ويبدو أننا من أهم موظفيه الفنانين ولايمكنه التفريط أو بُعدنا عنه لفترة طويلة، بحيث إمتنع علناً بعدم موافقته على منحنا الموافقة والانفكاك من الدائرة في الاجازة الدراسية، رغم أنها داخل العراق وليس خارجه..! أما بالنسبة لي، فالامر محسوم في قرارة نفسي بعدم التنازل عن هذه الفرصة الدراسية، ولابد من البحث عن حلٍّ يوصلني الى موافقة مديري العام منير بشير بصورة مرضية، لانني أحبه واحترمه كثيراً جداً، وله من المواقف النبيلة معي ما اعجز عن عدِّها..!

 

     المهم في الامر، عشت إسبوعاً قلقاً ومضطرباً سارح في أفكار عديدة، فكرة من هنا وفكرة من هناك، آملاً الوصول الى موافقة مديري العام منير بشير ورضاته وعدم تركه ممتعضا مني. فكان الفرج لي في نهاية هذا الاسبوع القلق والمضطرب، عندما كانت المصادفة أن ألتقي بالسيد رئيس ديوان رئاسة الجمهورية أحمد حسين السامرائي(فرّج الله كُربته) الذي إلتقيتُ به أكثر من مرة سابقاً، فوجدته محبّاً لغناء وموسيقى المقامات العراقية وعلى معرفة بها وحافظاً لكثير من القصائد المغناة..! فكنتُ أحظى بلقاء طيب من قبله معي، ولي حظوة عنده، فشعرتُ وأنا ألتقي به هذه الاثناء، بأن قضيتي والموافقة من دائرتي أصبحت في المتناول.

 

والى الحلقة الرابعة غداً إن شاء الله.