اخر الاخبار:
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (917)- من رحم ذكرى المعاناة / (10)

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (917)

 

من رحم ذكرى المعاناة / (10)

آذار، /3/2022.

تكملة الحلقة السابقة

    بعد أن إنتهت هذه المعاناة التي عشناها نحن طلبة المعاهد الموسيقية في قسم الفنون الموسيقية بكلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد، طيلة السنوات الاربعة التي أقضت مضاجعنا وارهقتنا كثيراً من الناحية النفسية، ونحن في صفتنا الطلابية في هذا القسم. ثم دعوة رئيس القسم نفسه، لي ولأخي محمد حسين كمر فقط للتدريس في القسم بعد تخرجنا..! بعد كل ذلك إستمر رئيس القسم في موقفه الباطل وحربه الشعواء لطلبة المعاهد الموسيقية وعلى الاخص طلبة معهدنا الاثير معهد الدراسات الموسيقية التابع الى وزارة الثقافة، في محاولة عدم قبولهم والوقوف ضد مستقبلهم وآمالهم الفنية تحت ذرائعه المجنونة..! وعلينا ان ندرك مدى أثر مثل هذه المعاناة على طلبة في عمر الزهور وتحطيم مستقبلهم، دون الشعور بأية مسؤولية تجاه ذلك..! فأي تعليم هذا، وأي تربية هذه، وأي أبوّة تدريسية هذه..!؟ فكانت السنوات التالية خلال تسعينات القرن العشرين مرّة تصيب مع الطلبة المتقدمين، ومرّة تخفق..! وإستمرت على هذا المنوال حتى السنوات الاولى للاحتلال البغيض لبلدنا العزيز التي مكنني فيها العلي القدير أن أنهي هذه المعاناة برمتها عند إستلامي مسؤولية معهدنا الاثير معهد الدراسات الموسيقية ببغداد. وبالتالي أكون أنا من الناحية التاريخية أول الطلبة المقبولين في قسم الفنون الموسيقية ومعي أخي الفنان محمد حسين كمر، وكذلك كنا معاً أول المعيدين من خريجي هذا القسم والتدريس فيه. ليمكنني الله سبحانه وتعالى عام 2004 على إنهاء كل معاناة الطلبة المتقدمين الى غير رجعة، بعد أن أصبحت مديراً لمعهد الدراسات الموسيقية عام 2003 التي تم ذكرها خلال الحلقات الماضية.

 

     من الناحية الاخرى، لابد أن تكون هناك بعض المفارقات التي تحدث بين الفائدة والمضرة خلال حياتنا الدراسية في القسم، بغض النظر عن المقاصد في أعمال الخير وأعمال السوء فيها..! إلا أنه رغم النيات السيئة من رئيس القسم ومحاربته السافرة الوقحة لنا نحن الخريجين من طلبة المعاهد الفنية الموسيقية، ومحاولات إقصاؤنا المستمرة من القسم، لكننا من الناحية الاخرى إستفدنا كثيراً في عموم دراستنا من هذه الحالة المزرية..! وأنا مثال من هؤلاء الطلبة الذين عناهم رئيس القسم في محاولاته البائسة، حيث كنتُ مجبراً على التحضير والمراجعة اليومية للمواد الدراسية في قسمنا الموسيقي، تجنباً من حماقة وصفاقة رئيس القسم في محاولته إخجالنا أمام طلبة القسم إذا لم نكن على ما يرام من التحضير اليومي، وهكذا كنتُ أبقى أدرس وأحضِّر وأقرأ دروسي اليومية حتى ساعات متاخرة من الليل، تصل في بعض الايام الى أذان الفجر من اليوم التالي..! ثم أتماثل عند الساعة الثامنة صباحاً في دوامي اليومي في قسم الفنون بالكلية..! رغم مسؤولياتي الاجتماعية الاخرى الكثيرة والمرهقة وسط ظروفنا التي عشناها في بلدنا من حرب طويلة وحصار ظالم، متزوج ولي اطفال ومهمات كثيرة أخرى. وهكذا أيضاً، يكون رئيس القسم في مقاصده السيئة، بل بالغة السوء..! قد أفادني كثيرا في واقع الحال ثقافيا وعلميا في نهاية الامر، رغم محاولاته إفشال تجربتنا ومهمتنا الدراسية ورسوبنا في الدراسة، ولكن عنادنا وإصرارنا وخشيتنا على مستقبلنا من نيّات السوء، جعلتنا نكون أهلاً لنجاح مهماتنا الدراسية والحمد لله على كل شيء، هو مولانا وناصرنا، نعم المولى ونعم النصير.

 

اخواتي اخوتي الاعزاء

     للظلم ثلاثة انواع .. اولها ظلم الانسان لله عز وجل .. وذلك بالكفر والشرك والنفاق وانكار نعمته .. قال تعالى (ان الشركَ لظلمٌ عظيم) – لقمان 13 –

والنوع الثاني .. ظلم الانسان للناس .. وقوله تعالى (انما السبيلُ على الذين يَظلمون الناسَ ويبغونَ في الارض بغير الحق) – الشورى 42 –

اما النوع الثالث ، فهو ظلم الانسان لنفسه .. قال تعالى (فمنهم ظالمٌ لنفسهِ) – فاطر 32 –

حكايتنا في هذه السطور تتصل بالنوع الثــــــاني من الظلم .. ظلم الانسان للناس .. ظلم ادارة قسم الموسيقى في كلية الفنون الجميلة لطلبة معهد الدراسات الموسيقية ولسنوات كثيرة ..!!! ويؤشر احد الشعراء بهذين البيتين جانبا من ظلم الانسان لأخيه الانسان ..!

 

(لا تظلمنَّ اذا ما كنتَ مقــتدرا / فالظــــلمُ آخرهُ يأتيكَ بالندمِ)

(تنامُ عيناكَ والمظــلومُ منتبهٌ / يدعو عليكَ وعينُ اللهِ لمْ تنمِ)

 

وهكذا اعاد هذا الرجل الفنان الانسان. د. اياد الحسيني عميد كلية الفنون الجميلة. حقوقا كانت مسلوبة لطلبتنا في هذه السنة والسنة الماضية. مع الشعور بالاسى والحزن من جريمة ضياع حقوق طلبة سابقين رفض قبولهم في السنوات الماضية، حيث ظلموا ظلما كبيرا بعد ان اغتيلت رغباتهم وطموحاتهم وضاعت منهم فرصة العمر في تحديد مستقبل حياتهم الموسيقية.

 

     هكذا تخلد المواقف النبيلة، وتذكر بكل احترام وتقدير ، وهكذا يخلد اصحابها المقتدرون. وهكذا تكون الاخلاق والعدالة ، الورقة الرابحة لكل عمل غيور وكل انجاز وكل فوز مبين. فما بين الانسان الظالم والانسان العادل، خيط رفيع. يمكن له ان يكون ظالما او عادلا في لحظة حياة او موت آنية للضمير .

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله. 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.