اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (918)- مجلس الشيخ عيسى الخاقاني

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (918)

 

مجلس الشيخ عيسى الخاقاني

آذار، السبت  19/3/2022.

     عُرِفتْ بغداد منذ عصورها القديمة بتاريخها الحضاري المزدهر في ثقافاته وعلى جميع الاصعدة، حيث كانت أكبر مدينة حضارية في العالم إبان حُكُم العباسيين خلال العصر الذهبي الإسلامي للدولة العربية الاسلامية التي بناها الرسول الاعظم محمد صلَّ الله عليه وسلم، بعد هجرته من مكة الى المدينة المنورة، الدولة العربية الاسلامية التي استمرت قائمة 656 عام هجري، 11 سنة في المدينة المنورة حتى وفاته صلَّ الله عليه وسلم. واكثر من ثلاثين سنة في ظل حكم الخلفاء الراشدين في الحجاز، واكثر من 90 عام في دمشق الشام في ظل حكم الامويين، واكثر من 500 عام في ظل حكم العباسيين ببغداد. حيث وصلت مدينة بغداد لذروتها في عصر الخليفة العباسي الخامس هارون الرشيد، وباتت عاصمة العالم القديم. حتى فُقدتْ هذه المكانة عند سقوط العباسيين (656هـ1258م) حين غزاها المغول والتتار.  وعليه فان هذا التاريخ يعطي لبغداد امتيازاً بأهميتها الثقافية التي تتمثل بوجود عدد كبير من الصروح الهامة كالمتاحف والمدارس التاريخية والمكتبات والمسارح والمجالس الثقافية الرسمية وغير الرسمية وفي الاندية والمنتديات والبيوتات البغدادية.

 

    في عصرنا الحديث، وخلال القرن العشرين، كانت بغداد وما تزال حتى اليوم ونحن في العقود الاولى من القرن الحادي والعشرين، تعج بمجالسها العلمية والادبية والفنية والثقافية . وكنتُ من حضّار هذه المجالس الثقافية التي تحتضنها العاصمة بغداد، ومواظبا على المشاركة فيها، في المناقشات الثقافية او في إلقائي بعض المحاضرات الفنية فيها. حتى وصل الامر عندي الى تأثري الكبير بهذه الاجواء الثقافية والى تاسيس مجلس ثقافي في بيتي استمر انعقاده عشر سنوات (من 1993 حتى عام 2003) متلذذاً ومستمتعاً ومتأثراً بكل أجواء المجالس التي أحضرها إسبوعياً..! وفي هذا الخضم الثقافي الجميل أشعر باستمتاع كبير وأنا أتفاعل مع المواضيع العديدة المنوعة من العلوم والمعارف التي يتم طرحها في هذه المجالس بشتى الاختصاصات، وأتعرف على شخصيات ذات المستوى الرفيع من الاخلاق والتربية والعلم والمعرفة التي تطرح على الدوام في هذه اللقاءات الثقافية، ورغم ان المجالس الثقافية كثيرة في بغداد، إلا أنني كنت دائم الحضور في بعضها وربما يمكنني تحديدها، وهي مجلس الشيخ عيسى الخاقاني في بيته الكريم الواقع في شارع المحيط بمدينة الكاظمية، ويعقد مساء الاثنين من كل اسبوع ويديره الاستاذ محمد الابن البكر للشيخ عيسى الخاقاني. ومجلس آل الشعرباف الذي يعد اقدم، او من اقدم مجالس بغداد الثقافية في القرن العشرين، حيث يعقد في بيتهم الكريم الواقع في مدينة الكرادة ببغداد مساء الخميس من كل اسبوع ويتناوب على ادارته اسبوعيا الاخوة والابناء من آل الشعرباف. ومجلس آل عبد الرزاق محي الدين الذي يعقد في بيت احد ابناء المرحوم الدكتور عبد الرزاق محي الدين، واعتقد في بيت الدكتور علي او في بيت الاستاذ اوس لست متاكداً من ذلك..! ويعقد في مدينة جميلة ببغداد مساء الثلاثاء من كل اسبوع ويكون غالباً بادارة إبن عمهم الاستاذ .......؟ ومجلس منتدى الامام ابي حنيفة الاسبوعي الذي يعقد في بناية المنتدى المقابلة لجامع الامام أبي حنيفة النعمان (رض) ويديره المرحوم الدكتور محمد محروس المدرس، ولا اتذكر تحديد يوم انعقاده. ومجلس منتدى الكاظمية الثقافي الذي يعقد في بناية المنتدى العائدة الى امانة العاصمة بغداد وبرعايتها. وغالبا ما كان يديره الشاعر الصحفي الاستاذ عادل حسوني العرداوي. ومجلس الدكتور رشيد عبد الرحمن العبيدي الذي يديره بنفسه، ويعقد في مكتبة الحاج حمدي الاعظمي الواقعة في حي السفينة من الاعظمية مساء الاربعاء من كل اسبوع. ومجلس السيد جاسم الربيعي الذي يعقد شهرياً في مدينة الكرادة من بغداد بادارة صاحب البيت الكريم السيد جاسم الربيعي. ومجلس آل الغبان ومجالس اخرى قد تخونني بعض الذاكرة في تحديد المعلومات الدقيقة عنها.

 

     واقع الحال، إن أهم ما يميز هذه المجالس الثقافية هي الكرم والاخلاق الرفيعة التي يمتاز بها أصحاب هذه المجالس وروادها الافاضل بشكل عام. وبقيت وستبقى ذكرى تشرُّفي بمعرفة الكثير جداً من شخصيات العلم والادب والفن وباقي الاختصاصات من هذه المجالس، راسخة في ذاكرتي عصية على النسيان. رحم الله من غادرنا الى دار الخلود، وحفظ  الباقين بصحة وعافية عال العال ان شاء الله.

 

     اليوم ونحن نمر بذكرى تاسيس مجلس الشيخ عيسى الخاقاني، الذي تأسس عام 1989. ورغم حداثة تاريخ تأسيسه، إلا أنه كان مجلساً عامراً وكبيراً جداً، ومن أكبر مجالس بغداد الكثيرة. وجمهوره واسع وكبير ومميز بنوعية محاضريه ورواده العاشقين للعلم والمعرفة والثقافة في أوسع آفاقها، وكان الوجه البشوش والمبتسم والمرحب دائماً بضيوفه الدكتور محمد عيسى الخاقاني، الابن البكر للشيخ عيسى الخاقاني، ماسك بزمام هذا المجلس الكبير وادارته الطبيعية بشخصيته المحبوبة بكل هدوء دون أي تكلف فيها. وقد تشرَّفتُ بحضوري الكثير جداً بغالب الاسابيع في هذا المجلس المرموق، وشاركتُ في الكثير من النقاشات التي تدور بعد إلقاء المحاضرات، بل شاركتُ بإلقاء عدة محاضرات فنية فيه، وكنتُ ألاقي الكثير من التشجيع والرضى من رواده الكرام، سواء أكان نقداً بناءً، أم رضىً مطلقاً وتشجيعاً لِما أطرحه في محاضراتي التي ألقيها..! وكانت متعتي غامرة وكبيرة عند حضوري لهذا المجلس العامر بعلومه وثقافته، فضلاً عن المجالس الاخرى..! وعليه أحضر يومياً او شبه ذلك، الى مجلس الخاقاني وغيره من المجالس الاخرى خلال الاسبوع الذي يمر، وسوف لن أنسى أخي العزيز وصديقي العتيد الدكتور محمد عيسى الخاقاني. ولن أنسى أصحاب كل المجالس الاخرى وروادها الافاضل، فقد قضيتُ في هذه الاجواء أجمل الاوقات من حياتي الثقافية وسط الكرم والاخلاق الرفيعة والمعرفة والثقافة الراقية التي إستفدتُ منها الكثير جداً في مجمل حياتي، خلقاً وأدباً وعلماً وثقافةً. أدعُ لاخي الدكتور محمد الخاقاني بكل الخير في ذكرى تأسيس مجلس والده الكريم الشيخ عيسى الخاقاني، الذي عمّت علومه وثقافته على الجميع. بورك الشيخ عيسى على فكرته باقامة مجلسه المفيد للعلم والثقافة، وبورك ولده الاستاذ محمد على إدارته لهذا المجلس المرموق واستقباله الجميل لضيوفه، والله مولانا وناصرنا، نعم المولى ونعم النصير.

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله. 

 

 

صورة واحدة / الدكتور محمد عيسى الخاقاني مدير المجلس.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.