اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (954)- في ذكرى منير بشير

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (954)

 

في ذكرى منير بشير

الخميس 29/9/2022.

        لان الحظ شيء غامض يجتاح الانسان في عقله وتفكيره الواعي وغير الواعي خلال سني حياته، فالأمر يحتاج الى تأمل وخيال وتفكير..! ومن خلال ذلك يبدو ان الاعتماد على النفس في ترك الامور على طبيعتها، ومحاولة خلق حالة تأملية وتفاؤلية بصورة دائمة لكل ما يحصل خلال الحياة، هي الطريقة الفضلى والاوفر احتمالا للحياة في انتظار حظ ايجابي بأمل وتأمل دائمين، فعلى الانسان ان يصنع ما يسمى بالحظ او يصنع حظه بنفسه..! كيف ذلك..؟ لعل التفاؤل والايمان والثقة بالنفس والصبر، من الوسائل الاقرب والافضل للوصول الى الحظ الايجابي في الحياة، اذن ينبغي على الانسان ان يثق بربِّـهِ الكريم، ويثق بنفسه، ويثق بالحياة ويتأمل بشكل متفائل عسى ان يكون حظه جيداً ايجابياً ومقبولاً.

 

         هناك من الاشخاص من تجدهم، متفائلين ويعتمدون على انفسهم في المهنة او العاطفة، ونرى فعلا احتمالات النجاح واردة لديهم..! وهناك آخرين عكس ذلك، يعيش كسولاً متشائما يرى الامور بائسة ولايحاول التأمل والتفاؤل وفعل شيء ما. ونرى فعلا ان مثل هذه الحالة الانسانية، احتمالات الفشل وعدم تحقيق النجاح وارد ومتوقع..! ان الله سبحانه وتعالى منح كل انسان، عبقرية ومواهب كثيرة في كيانه المخلوق، منها المنظورة ومنها المخفية غير المنظورة، فعلى الانسان ان يبحث في امكانياته العفوية والفطرية عن كوامن هذه الهبات الربَّانية في كيانه المخلوق، كي يطورها ويظهرها للواقع ويعمل على تنميتها بعمل دؤوب واجتهاد كبير.

 

      من ناحية اخرى، فان الايمان بالله وبالقدر، أمر في غاية الاهمية، لأن المستقبل في حقيقة الامر شيء مجهول، وعلينا ان نستعن بالله ونتذكر المقولة المعروفة (الفرج بعد الشدة) في أي طارئ سيء قد يمر في حياتنا، ونتأمل الخير دائماً باذن الله تعالى. والصبر على مرور اقسى الظروف، واتذكر قول لابن عمي العزيز عبد القادر عبد الخالق رحمه الله، الانسان النقي الطيب الى ابعد الحدود..! كان يردده في كل ازمة تــواجهه في الحياة (الرجل يجابه ويتحمل كل شيء في الحياة، هكذا هو الرجل..!) إذ يبدو ان هذه الجملة التي يكررها ابن عمي دائما، تعطيه الهدوء والسكينة والقوة في تحمل مشاكل ومتاعب الحياة التي أرهقته حتى وفاته رحمه الله..!

 

      من هنا كان ما يسمى بالحظ او الحظ الايجابي نسبياً، رفيقاً لي منذ بواكير حياتي وهذه هي تجربتي الذاتية، سواء الاجتماعية او الرياضية او الفنية، وهو بالتأكيد ما صنعته بنفسي من خلال التفكير العفوي والعقل الفطري والاساس التربوي والاخلاقي فضلاً عن عقل اليقظة والتجربة الحياتية والعلمية والثقافية والتأمل والتفاؤل والصبر على اوقات الشدة والشكر الدائم لله تعالى على هذا الحال وعلى كل حال. هكذا جرت وتجري الامور حتى اليوم..!

 

           مجمل الحديث عن هذه التجربة الفنية التي عشتها هنا وهناك التي قاربت ان تصل الى النصف قرن..! آملا من العلي القدير ان يمكنني من الاحتفال بهذه التجربة يوم 23/3/2023 القادم لمرور خمسين عاما تماما..! التي بدأتها رسميا يوم 23/3/1973 على مسرح المتحف البغدادي. فانني أرى أن هذه المسيرة الفنية منذ بدايتها مطلع السبعينات حتى اليوم تكاد تنقسم الى ثلاث مراحل زمنية.

 

المرحلة الاولى

       خمسة وعشرون عاما مع الموسيقار منير بشير، وخمسة وعشرون عاما اخرى تمر على وفاته..! خمسون عاما من التجربة الفنية الناجحة كان الفضل فيها لاستاذي الراحل منير بشير..! حيث منحني الله سبحانه وتعالى العمل الفني منذ البداية مع فنان يعد من اعظم ما انجزته الموسيقى العراقية والعربية على مدى العصور..! فكانت عودة الموسيقار الراحل منير بشير الى بلده العراق ليقود الموسيقى فيه، هي الحظ العظيم الذي نلته في حياتي..! منير بشير الذي غير موازين الذوق الموسيقي في بلدنا الى آفاق عصرية متنورة اشراقية لم تحدها حدود ذوقية او فكرية او جغرافية..! وهكذا تكون تجربتي في مرحلتها الاولى قد استمرت زمنا ناهز 25 عاما، انتهت بوفاة الموسيقار الراحل منير بشير اواخر ايلول من عام 1997. 

 

المرحلة الثانية

      هذه المرحلة من مسيرتي الفنية، استطيع حصرها في كامل فترة الحصار الظالم الذي فرض على بلدنا الغالي عام 1990، الذي استمر زمنا تجاوز 13 عاما، متداخلة مع اواخر المرحلة الاولى من تجربتي الفنية.  ولكنني مع كل ذلك وبجهودي الخاصة شمّرتُ عن ساعديّ دون يأس أو قنوط، مستمراً في طموحاتي الفنية دون توقف مهما كانت الظروف البائسة التي نعيشها في ظل الوضع المخيف من الحصار الظالم الذي فرض على بلدنا العراق. وأنا أضع مقولتان بسيطتان أمامي، لكنهما مهمتان في الحياة ومشاكلها، الاولى قول ابن عمي المرحوم مار الذكر عبد القادر عبد الخالق..! والثانية قول مديرنا العام الموسيقار الراحل منير بشير حين يجابه من يتكابر عليه في العمل مستغلاً أهميته، حيث يعمل على نقله الى دائرة اخرى مهما كانت أهمية ذلك المتكابر أو حاجته اليه..! وهو يردد (الدنيا لاتقف على أهمية أحد ما..!) بهاتين التجربتين إجتهدتُ كثيرا وشمّرتُ عن ساعديّ كما قلت وملئتُ فترة الحصار الظالم المفروض على بلدنا العزيز بالمشاركات الدولية الكثيرة جداً في المهرجانات والمؤتمرات الفنية رغم ظروف الحصار القاسية وانهيار الاقتصاد العراقي، إعتماداً على الله أولاً ثم على علاقاتي الفنية الدولية الكثيرة التي كسبتها في المرحلة الاولى من تجربتي الفنية المباشرة مع الموسيقار منير بشير، بسعة وانتشار اسمي الفني بين المهرجانات والمؤتمرات والاوساط الفنية العربية والعالمية من خلال المرحلة الاولى.

 

المرحلة الثالثة

       هذه المرحلة من مسيرتي الفنية، تداخلتْ أيضاً مع ظروف المرحلة الثانية والسنوات الاولى من الاحتلال البغيض لبلدنا العزيز عام 2003 التي ماتزال مستمرة حتى اليوم، ولاحول ولاقوة إلا بالله، التي تتحدد تقريبا منذ مغادرتي بلدي الغالي العراق عام 2005، أو بالاحرى منذ عام الاحتلال البغيض 2003، بعد ان أمست الحياة صعبة لا تطاق في عموم الوطن الغالي، نتيجة هذا الاحتلال وتداعياته المخيفة..! متوجها الى بلدي الثاني المملكة الاردنية الهاشمية التي آوت العراقيين والعرب في ظل ظروفهم المأساوية التي يمرون بها في بلدانهم..! وقد استطعتُ بعون الله ومن خلال عملي وخدمتي في المعهد الوطني للموسيقى التابع الى مؤسسة الملك حسين، كخبير ومدرس حتى اليوم، واستقراري وارتياحي في هذا البلد الهاشمي العربي الاصيل، أن أنجز الكثير من الامور الفنية والثقافية والعلمية والحياتية بصورة عامة، ولم أتوقف وما زلتُ على هذا النهج بقوة من عند الله والحمد لله حمدا كثيرا. وهكذا نرى ان المراحل الثلاث لمسيرتي الفنية متماسكة في مضمونها ومتداخلة مع بعضها ومستمرة وكأنها مرحلة واحدة..!

 

      أخيراً، ابتهل الى العلي القدير ان يمكنني من طبع كتابي الموسوم بـ (ربع قرن مع منير بشير) وهو شبه جاهز للطبع، الذي حوى الكثير من الاحداث والذكريات والآراء خلال تجربتي في مرحلتها الاولى. رحم الله استاذي الحبيب منير بشير الذي انار لي الطريق وفتح كل الابواب التي كانت موصدة في وجه الفن الموسيقي في بلدنا العراق. والحديث يطول ويكثر وربما لنا عودة اخرى باذنٍ منه تعالى

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

 

حسين الاعظمي يشارك استاذه الموسيقار الراحل منير بشير في جلسته بادارة مسرح الرشيد 1987.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.