اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (980)- ذكريات مبكرة/ 21

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (980)

ذكريات مبكرة/ 21

***

توديع زملائي المصارعين

     نظرا لقناعتي وتصوراتي الاكيدة بعدم جدوى محاولة الموسيقار منير بشير باستقالتي ثم تعييني في دائرته الموسيقية في وزارة الثقافة والاعلام، بحيث طغى النسيان على هذا الموضوع تماما من قبلي ولم اعد افكر فيه اطلاقاً. حتى انني لم اتحدث بهذا الامر لأي زميل لي من المصارعين او غيرهم باعتباره لن يحدث أبداً، وهو ما لم يحدث من قبل أيضاً..! أو هو فعلاً من المستحيلات..!

 

    واقع الحال، عندما نطق اخي البطل علي حسين باستقالة وزارة الثقافة والاعلام ونحن نستعد لارتداء الملابس الرياضية للمباشرة بالتمرين اليومي في مركز شباب الاعظمية، كأنني استفقت من نوم عميق..! فقد استفزني بذكره استقالة وزارة الثقافة والاعلام، لانني اعرف ان الجميع بما فيهم اخي علي حسين، لايعلمون بهذا الموضوع، فلابد اذن من وجود شيء فيه خير، فكلمات اخي علي حسين اربكتني بقوة بحيث تركتُ الملابس الرياضية وعدتُ لارتداء ملابسي المدنية..! علماً أنني في هذه الفترة بالذات، كنت على استعداد للسفر مع المنتخب الوطني في وزن الديك (57كغم) الى تركيا لاجراء مباراة مع منتخبها الوطني. وقضية استقالتي من الفريق تمّت في هذه الاثناء..!

 

       لا اريد ان اطيل، اعود معكم الى ما دار بيني وبين زميلي في الفريق البطل الاسيوي علي حسين عندما كنا نرتدي ملابس التمرين استعدادا للتمرين مع بقية الفريق. فما ان ذكر اخي علي حسين اسم وزارة الثقافة والاعلام، حتى انتفضتُ واقفا، ومن لحظتها ادركتُ ان شيئا ما يحدث لي وانا لست داريا..! فرجوتُ اخي علي حسين عدم البوح بهذه القضية لبقية الزملاء اعضاء الفريق لحين ما اذهبُ بنفسي للاطلاع على موضوع الاستقالة هذه. وعليه عدتُ الى ارتداء ملابسي المدنية وغادرتُ مركز الشباب متوجها الى دائرتي العسكرية. ولم يمضِ اكثر من اسبوع واحد فقط، كنت غائباً فيه عن الفريق، حتى عدتُ اليهم دون ان احمل معي مستلزمات ملابس التمارين الرياضية اليومية. والكل مندهش من الحالة، حيث لايعرفون معنىً لِما يحدث، اسبوع من الغياب، حضور بدون ملابس التدريب..!

 

حتى قلت لهم جميعا وهم اخوتي وزملائي .

-    لقد جئتُ اودعكم..!

-    تودعنا..!؟ اين ذاهب انت..؟

-    انا الآن امامكم اصبحتُ مدنياً..!

-    ماذا تقول، ماذا تعني بـ مدنياً..؟

-    قبل اسبوع جاءت استقالتي من الفريق، بجهود غريبة وعجيبة ومثيرة من قبل دائرة المستشار الفني في وزارة الثقافة والاعلام التي يرأسها الموسيقار منير بشير. التي قدِّر لها ان تتكلل بالنجاح. وقد كنتُ خلال هذا الاسبوع اروج معاملة استقالة وزارة الثقافة والاعلام حتى اكملتها واصبحت الان مدنيا لا علاقة لي بعد اليوم بالخدمة العسكرية، وقد بدأتُ خلال هذا الاسبوع ترويج معاملة تعييني في دائرة المستشار الفني في وزارة الثقافة والاعلام، بعد ان اكملتُ الخدمة العسكرية التي قضيتها معكم لاعباً في مديرية ألعاب الشرطة، وها انا الآن اعلن لكم بأني اعتزل رياضة المصارعة نهائيا ولن اعود اليها ابداً..! 

سادت لحظات من الصمت والدهشة والمفاجئة، ثم اردف احدهم قائلاً.

-    وسفرتك الى تركيا مع المنتخب الوطني..؟

-    ساذهب الى الاتحاد العراقي المركزي للمصارعة واقدم اعتذاري من السفر مع المنتخب، لأنني ساسافر الى اوربا في جولة تشمل سبع دول منها، مع الموسيقار منير بشير تحت مسمى –فرقة التراث الموسيقي العراقي- التي تأسست حديثاً.   

-   

       اما عملية كيف تمّت الامور واخرجني الموسيقار منير بشير في نهاية الامر من الرياضة والعسكرية، وسحبني الى دائرته التي كانت في البداية عبارة عن غرفتين واحدة له واخرى لسكرتيرته (نجوى). فهذا الامر يتطلب مكانا آخر يتحمل التفصيل، فقد تخللته حالات من النوادر ما لم يسبق لها مثيل ولن تتكرر ابداً..! لقد حقق منير بشير المعجزة..! بل حقق ما كان مستحيلا حقا. ويمكنني ان اقول وانا مطمئن، بأنه نقلني من الظلمات والاجهاد والتعب الذي كنتُ فيه بالمصارعة دون فائدة اقتصادية تذكر..! الى النور واجواء الفن والموسيقى والغناء والتراث، الى آفاق الجنان والحياة والتجول في ارض الله الواسعة. فاتحاً امامي العالم الواسع وكل ابواب الحياة الخارجية التي كانت موصدة في وجه الفنانين العراقيين بالذات..! من خلال فن غناء وموسيقى المقام العراقي، منفذا وعده الذي وعدني به عندما قال لي (ان مكانك ليس في الرياضة، وانما مكانك في غناء المقام العراقي، إترك الرياضة وسأريك العالم..!).

 

       نكمل حديثنا في الحلقة القادمة ان شاء الله.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.