اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (982)- ذكريات مبكرة/ 23

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (982)

ذكريات مبكرة/ 23

***

الوفاء لمنير بشير

       بعد ان ودّعتُ زملائي في فريق المصارعة، واعلان اعتزالي لها امامهم، ذهبتُ بعد ايام قلائل الى الاتحاد العراقي المركزي للمصارعة الحرة والرومانية، مقدما اعتذاري للسفر مع المنتخب الوطني الى تركيا لاجراء مباراة كبيرة مع المنتخب التركي. وفي الحقيقة فوجئ اعضاء الاتحاد كثيرا باعتذاري، وبانت عليهم الدهشة والاستغراب مما اقدمه من اعتذار..! خاصة وان مثل هذه الترشيحات الرياضية، يتنافس عليها الجميع بقوة كي يحفلوا بترشيح او سفرة خارجية للمشاركة في بطولة ما او اجراء مباراة دولية او ودية..! ومن اجل ان لاتطول دهشتهم واستغرابهم، وقبل ان يتحدثوا اكثر. بادرتُ بالحديث عن قصة استقالتي من اولها الى آخرها، واعلمتهم كذلك بأني مرشح للسفر من قبل دائرة المستشار الفني في وزارة الثقافة والاعلام الى جولة اوربية تشمل سبعة دول منها وهي انكلترا وسويسرا وهولندة وبلجيكا والمانيا والنمسا واسبانيا، لاقامة حفلات في مهرجانات دولية..!

 

      على كل حال، إقتنع الجميع في الاتحاد بما تحدثتٌ به عن الاستقالة والاعتذار عن السفر الى تركيا كأمر واقع..! ثم بادر جميع اعضاء الاتحاد المركزي للمصارعة الحرة والرومانية بالموافقة على اعتذاري من السفر الى تركيا، وتهنئتي بالاستقالة، وتمنياتهم لي بالموفقية والنجاح في مستقبل حياتي الفنية الجديدة..!

____________________

صفحة جديدة

      بعد ان انتهت علاقتي عمليا برياضة المصارعة، وبدأتُ حياة جديدة تختلف تماما عن حياتي الرياضية السابقة، انشغلتُ بأمر معاملة تعييني في دائرة المستشار الفني. واود هنا ان اذكر موقفاً مهماً لي مع استاذي الراحل منير بشير، ربما له الاثر البالغ في حظي الكبير وتمسُّك منير بشير بيَ طيلة تجربة استمرت معه زمنا قارب الربع قرن من الزمان..!(هامش 1) هذا الموقف فيه تجربة وتذكرة مفيدة جدا للاجيال المعاصرة والقادمة ان شاء الله (فذكر ان نفعت الذكرى، ان الذكرى تنفع المؤمنين). فعندما اصبحتُ مدنياً بعد الاستقالة كما مر بنا، بقيتُ حوالي الشهرين خارج الوظيفة لاكمال معاملة انتمائي الوظيفي الى وزارة الثقافة والاعلام وعلى راحتي تماما. وفي هذه الفترة بالذات تحرك عليّ بعض الفنانين المعروفين مبعوثين من دوائرهم لاقناعي بالانظمام الى فرقهم الفنية بدلا من دائرة المستشار الفني..! الدائرة التي ما تزال في طور تاسيسها ولم يقوى وجودها بعد..! واكثر هذه الفرق التي حاولت إقناعي بالانظمام إليها، الفرقة القومية للفنون الشعبية التابعة وظيفيا الى المؤسسة العامة للسينما والمسرح في وزارة الثقافة والاعلام. من خلال اغراء الراتب الشهري الذي يعادل اكثر من ثلاثة اضعاف راتبي الذي ساحصل عليه من دائرة المستشار الفني..!! إعتماداً على نظام عمال المؤسسات الذي تعمل به الفرقة القومية للفنون الشعبية. اي ان راتبي من دائرة المستشار الفني كموظف سيكون (35) خمسة وثلاثون ديناراً، في حين راتبي من الفرقة القومية يكون (120) مائة وعشرون دينارا..! تأملوا، ثلاثة اضعاف ونصف في فرق الراتبين بين موظف وعامل..!

 

       في تلك الفترة من حياتنا مطلع ومنتصف السبعينات، كان للدينار العراقي اثر بالغ الاهمية في حسابات العملة الصعبة، ويساوي اكثر من ثلاثة دولارات امريكية..! وحاجتي انا بالذات في حينها وحاجة المواطن إليه بصورة عامة مؤثرة بكل تأكيد. ولكن ردي لجميع من رغب بي للانظمام الى فرقه الفنية، كان رداً قاطعاً لا تردد فيه ولا ندم عليه، شاكراً لهم اهتمامهم بي ومعتذراً لهم على الموافقة..! قائلاً لهم.

 

-    بأي وجه اقابل الاستاذ منير بشير الذي نقلني من الظلمات الى النور..!؟ هل هذا هو الموقف الذي يستحقه مني..؟ انني ارضى بالقليل وبكل شيء، ولا يمكنني الرضوخ الى اية مغريات مادية او غير مادية من الفرق الاخرى، قانعاً راضياً بكل ما قدّره لي العلي القدير من مستقبل مع هذا الرجل الفنان. شاكرا الجميع على حسن ظنهم بامكانياتي الفنية.

-   

     علما ان الفرقة القومية للفنون الشعبية، كانت فرقة مكتملة ومستقرة وبارزة وتسافر دوما الى الخارج. في حين ان منير بشير بدائرته الفتية (دائرة المستشار الفني) ما زال يبحث عن عناصر جديدة لفرقته –فرقة التراث الموسيقي العراقي– التي يحاول ويبحث عن عناصر فنية اخرى ليضيفها الى الفرقة التي ما تزال في طي التأسيس..!

 

     وهكذا اكملتُ ترويج معاملة توظيفي لدى دائرة المستشار الفني في وزارة الثقافة والاعلام، راضيا وقانعاً بـ الـ 35 دينار كراتب شهري، وانا مرتاح الضمير من قراري هذا لانه وفاء لجهود الموسيقار الراحل منير بشير. فكان لي الحظ العظيم..! وكما يقال، (على نياتكم ترزقون..!) وقد رزقني الله سبحانه وتعالى ما لم اكن احلم به، وما لم يكن في الحسبان مع هذا الفنان الاسطورة منير بشير..!! والحمد لله حمدا كثيرا. هو مولانا وناصرنا، نعم المولى ونعم النصير..

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

  1- بالمناسبة، لي كتاب مخطوط ما زلت اعمل فيه اسميته من حيث المبدا بـ  (ربع قرن مع منير بشير) وهو مذكراتي معه طيلة هذه الفترة الزمنية.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.