اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (983)- ذكريات مبكرة/ 24

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (983)

ذكريات مبكرة/ 24

***

الحفلات السنوية / مقام النهاوند

 

       هكذا استمر الامر في مشاركاتي بحفلات المعهد السنوية طيلة السنوات الست وتلمذتي في المعهد، ففي ختام السنة الثانية، شاركتُ بمقام النهاوند، حيث رافقني فيها اعضاء فرقة الجالغي البغدادي من طلبة معهدنا، الذين قدِّر لمعظمهم الاستمرار حتى اليوم في العطاء الفني واقامة الحفلات. فضلا عن ممارسة التدريس في المعهد لآلتيْ الجوزة والسنطور بعدئذ.

 

     تكوّنت الفرقة الموسيقية (الجالغي البغدادي) من عازف الجوزة المعروف داخل احمد، وهو من طلبة الدورة الاولى في المعهد. كذلك كان عازف السنطور المعروف محمد زكي، هو الآخر من طلبة الدورة الثانية او الثالثة، لا اتذكر بالضبط..! مع بقية الاسماء المذكورة.

 

      في هذه الاثناء كان الفنان الكبير باهر هاشم الرجب مدرسا في المعهد لآلة القانون، وفي خلال تماريننا للحفلة السنوية لأغني مقام النهاوند، نبهني على بعض المسارات اللحنية الجميلة، التي فيها انتقالات سلمية بين النهاوند والسيكاه والرست..! استطعتُ ان استوعب هذه الثيمة بسرعة لانها اعجبتني، وعملتُها خلال غنائي لمقام النهاوند على المسرح..! ثم تنوعتُ بمسارات لحنية اخرى جديدة استحدثتها آنيّاً خلال غنائي على المسرح..! يبدو انها جاءت من خلال المزاج الذي كنتُ فيه على المسرح والجمهور يشجعني طيلة الوقت..! الامر الذي ادى الى نجاح فقرتي الغنائية بمقام النهاوند بشكل كبير.

 

     على كل حال، اقيمت الحفلة في قاعة الخلد ببغداد، وشارك فيها الكثير من طلبة المعهد، منهم المرحوم صلاح عبد الغفور وفقرات فنية اخرى. ونجحت الحفلة نجاحاً منقطع النظير، وقد غطّت الصحافة العراقية وقائعها بكثافة، وبصراحة كان لمقام النهاوند الذي اديته في الحفلة، القدح المعلى في معظم كتابات النقاد والصحفيين..! ولعل ما كتبه الفنان الكبير فاروق هلال عن هذه الامسية، قد فاق كل الكتابات عنها..! فقد قاس الاستاذ فاروق هلال نجاح كل فقرات الحفل نسبة الى فقرة حسين اسماعيل في مقام النهاوند..! وكانت مقالته رائعة جداً واعطتني زخما اعلاميا مضافاً في حينها. واعتقد ان مقالة الاستاذ فاروق هلال المنشورة حينها في جريدة العراق موجودة في ارشيفي الموجود جزء منه في بيتي ببغداد، فضلا عن الصحف الاخرى.

 

        الحفلة السنوية لأساتذة وطلبة معهد الدراسات النغمية العراقي، التي اقيمت على مسرح قاعة الخلد ببغداد، والتي أخذتْ حيــِّزاً كبيراً من إهتمام وسائل الاعلام. وفي هذه الحلقة من الذكريات المبكرة، اعرض لكم اعزائي احدى الصور (رقم 1) وهي بعدسة استاذي التونسي النوري الرباعي لانها من صلب الحفلة، حيث أظهرُ واقفاً أغني مقام النهاوند مع أغنية جماعية للكورال –جلجل عليَّ الرمان-  ويرافقني زملائي الطلبة الذين أصبح بعضهم من مشاهير الموسيقيين. ولعلني أقصد عازفيْ فرقة الجالغي البغدادي محمد زكي عازف السنطور وداخل احمد عازف الجوزة، ومعهما في اليمين، عازف الطبلة أمجد خضر هندي وبجانبه على آلة الرق علاء الحسون. كذلك خلف الفرقة الموسيقية أعضاء الكورال المرحوم باسم حسين وآمال داوود والمرحومة لطيفة احمد(قتلها ابنها عام 1978) وحسين يوسف وحسن رحيم وعلي جابر.

 

       كانت فقرات الحفلة ناجحة بمقاييس عديدة، بحيث كـُتبَ عنها الكثير في الصحافة، وأثارت كل الاوساط الفنية في العراق الى المواهب الواعدة لطلبة معهد الدراسات النغمية العراقي. وأقولها صراحة، إن معظم الكتابات كانت تشيد بالفقرة التي أديتها في مقام النهاوند. وكانت أبرز الكتابات، المقالة التي كتبها الفنان الكبير فاروق هلال، الذي قاس كل فقرات الحفلة نسبة الى مستوى فقرة حسين اسماعيل..! حيث لم يكن اسمي الفني قد ثبت بعد على(حسين الاعظمي..!) فقد أثنى الفنان الشهير فاروق هلال كثيراً على غنائي، أو الفقرة التي أديتها في الحفلة وإعتبرها أفضل فقرات الحفل، وعليها قاس مستوى كل الفقرات الاخرى نسبة لها..! وقد علق غالبية الكتاب والنقاد، على مقام النهاوند الذي أديتهُ في الحفلة، بأنه نهاوند جديــــــــد بنسبة كبيرة، يختلف عـن كل من غنى مقام النهاوند من قبل..! واعتقد ان هذا هو النجاح الاهم..!

 

        وممن شارك في هذه الحفلة في الغناء أيضاً، زميلي صلاح عبد الغفور والزميلة لطيفة احمد (قتلها إبنها عام 1978..!) وجودت عبد الستار. وبالنسبة لي فإنني أعتقد أن الفرقة الموسيقية التي رافقتني كانت هي الاخرى في ذروة عطائها، فقد كان عنفوان الشباب يتملــَّكنا جميعاً، وطموحاتنا الفياضة تجعل من آمالنا ثورة عارمة للوصول الى أهدافنا الفنية الشبابية وآمالنا المستقبلية مع تشجيع الجمهور المستمر.

       من ناحية اخرى، كان إختياري للنص الشعري في غناء هذا المقام، يــبدو نصَّاً جميلاً، أو معبــِّراً. فكان هذا الزهيري.

 

ما لاح بدر الدجى والليل عسعـس وجــــــن

إلا وعــقلي من البلوة تسودن وجـــــــــــــن

من شوق سود العـيون الناعمات الوجـــــن

                  واليوم وياي بفنود الهــــــــــــــــوى فاتـن

                  واسهام الالحاظ بأقصى ضامـــــري فاتــن

                  أيام عصر الصبا يا وسفــــــــــــــتي فاتـن

راحن وجن ما دريت إشلون راحن وجــن

 

        ومن حسن الحظ أنني أمتلك التسجيل الصوتي بصورة جيدة للفقرة التي أديتها في تلك الحفلة لمقام النهاوند، الذي يمكنكم ان تستمعوا اليه عبر تطبيق اليوتيوب بالضغط على هذا الرابط.

 

https://www.youtube.com/watch?v=iKJnszqCBHQ&ab_channel=%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86%D8%A7%

D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%B8%D9%85%D9%8A

 

حسين الاعظمي مقام النهاوند قاعة الخلد 18/5/1976

-----------------------------------

 

        بقي أن أقول مرة اخرى للتذكير..! إلى أن المعهد في فترته الذهبية من سبعينات القرن الماضي، كان كادره التدريسي من خيرة الاساتذة العراقيين والعرب والاجانب، فمن العرب كان ثلاثة مدرسين تونسيين هم، صلاح المانع مدرساً لآلة الناي، واستاذي النوري الرباعي مدرساً لمادة الصولفيج والإملاء الموسيقي فضلاً عن كونه مدرساً لآلة القانون، واستاذي د.محمد خماخم في مادة النظريات الموسيقية. كذلك كان هناك مدرسيـْن اثنيـْن للآلتيـْن الأثيرتيـْن، الجوزة والسنطور، من تاجاكستان في الاتحاد السوفيتي، محمودوف على آلة الجوزة وهو استاذي، وإلماز عبد الله ايف على آلة السنطور. وهكذا كانت دراستنا للموسيقى في المعهد منوعة المصادر العراقية والعربية والاجنبية.

 

       اعزائي، نواصل الحديث في الموسوعة القادمة ان شاء الله وللحديث شجون.

 

والى الحلقة القادمة ان شاء الله.

 

 

 

حسين الاعظمي بين زميليه عازف السنطور محمد زكي في اليمين وعازف الجوزة داخل احمد.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.