كـتـاب ألموقع
يوميات حسين الاعظمي (1184)- في طليطلة (توليدو)
- المجموعة: حسين الاعظمي
- تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 20 حزيران/يونيو 2024 20:44
- كتب بواسطة: حسين الاعظمي
- الزيارات: 997
حسين الاعظمي
يوميات حسين الاعظمي (1184)
في طليطلة (توليدو)
كنت في البيت متمتعاً باجازة لبعض الايام حين رن جرس الهاتف، وكان المتحدث أحد زملائي من الدائرة (دائرة الفنون الموسيقية) هو الشاعر الغنائي المرحوم نزار جواد. أخبرني هذا الزميل، بضرورة الحضور الى الدائرة فوراً..! رغم اني في إجازة. لم يتح لي هذا الاخ والصديق فرصة الاستفسار وأي سؤال حول ماهية الموضوع..؟ ورغم شعوري ببعض القلق من هذه المكالمة الفورية، الا انني ذهبتُ الى الدائرة سريعاً، واذا بي أجد أمراً وزارياً صادراً على وجه السرعة، يقضي بسفري مع وفد خاص وكبير جلُّـه من قيادات الدولة والكوادر الحزبية، تصحبه فرقة التراث الموسيقي العراقي التابعة الى دائرتنا الموسيقية. في مهمة جديدة، حيث كانت الاحتفال بإفتتاح الخط الجوي المباشر بين بغداد ومدريد، وعليه كانت طائرتنا المتوجهة من بغداد الى مدريد مباشرة، أول طائرة رسمية بين العاصمتين التي اعتبرت هي طائرة الافتتاح الجوي بين البلدين.
وفد خاص وكبير جلُّـه من قيادات الدولة والكوادر الحزبية قارب او تجاوز التسعين شخصاً بقليل، من ضمنهم أربعة مغنين، بعضهم منسَّب من دوائر أخرى، وهم المطرب المرحوم رياض احمد والمطربة سيتا هاكوبيان المنسَّبين من دائرة الاذاعة والتلفزيون. والمطربة المرحومة لطيفة احمد وهي لم تزل من طلبة معهد الدراسات النغمية العراقي(هامش1)، وكنتُ المطرب الوحيد من أعضاء فرقة التراث الاصليين. فضلاً عن اعضاء موسيقيين من نفس الفرقة. وبالتالي كان العدد الاجمالي لأعضاء الوفد الخاص على الارجح قد فاق التسعين عضواً أغلبهم من كوادر الدولة.
أقلعـت الطائرة من بغداد يوم 27 /4 /1977 متوجهة الى مدريد. وبعد إكمال مهمة الافتتاح والحفلة التي اقيمت بالمناسبة في منهاج يومي إستمر أربعة أيام، غادرت الطائرة العراقية مدريد عائدة بنا الى بغداد يوم 1 /5 /1977. ولكن لأمر ما، لم نصل الى بغداد بهذا اليوم..! بل وصلنا يوم 2 /5..! حيث نزلت بنا الطائرة في مطار إثينا في حالة إضطرارية وبتنا ليلة في المدينة على غير حساب لها، ولهذا الموضوع حكاية مثيرة لعـبت فيها الاقدار دوراً ربـَّانياً..! كنت قد كتبتها بالتفصيل في الجزء الاول من كتابي المخطوط (من ذاكرة أسفاري). وفي حلقة قريبة سابقة تحدثت بشيء من التفصيل عن هذه العودة المثيرة من مدريد الى بغداد.
على كل حال، تضمن المنهاج اليومي للسفرة أن تكون جولة حرة لأعضاء الوفد ليوم 28/4 واقيمت الحفلة بمناسبة الافتتاح يوم 29 /4. وفي اليوم التالي 30 /4 كانت جولة حرة للوفد حيث تم تنظيم منهاج لزيارة مدينة طليطلة (توليدوTolido) لمشاهدة المعالم الاسلامية العربية فيها، والكاتدرائية الشهيرة الموجودة في طليطلة، التي تعتبر احدى الكاتدرائيات الثلاثة الشهيرة في العالم..! ثم مغادرتها الى مدينة (الاسكو ريال) وننهي هذه الجولة الحرة لهذا اليوم بزيارة وادي الشهداء. وكانت العودة يوم 1 /5 الى ارض الوطن. وكل تفصيلات هذه اليوميات، مكتوبة كما قلتُ في الجزء الاول من الكتاب المخطوط (من ذاكرة اسفاري) اما حكاية هذه الصور، فهي تشمل دخولنا الى الكاتدرائية الشهيرة في مدينة طليطلة، أنا وصديقي الغالي عازف السنطور سعـد عبد اللطيف صدقي العبيدي الذي تم أسره في الحرب الايرانية العراقية عام 1983 ولم يعد حتى اليوم واعتبر شهيداً..!!؟ والحديث عن تفاصيل ما شاهدناه في الكاتدرائية كثير ومثير ومدهش للغاية.
رحم الله سعداً، فنحن نعده من الشهداء الابرار ممن سحقتهم هذه الحرب الغريبة..!
اما باقي الصور فهي ضمن جولتنا في مدينة طليطلة وازقتها ذات المعالم العربية الاسلامية. وللتفاصيل شؤون ومناسبة اخرى.
والى حلقة تالية ان شاء الله.
الهوامش
1- هامش1: لطيفة احمد/ احدى طالبات معهدنا، وبعد عام من سفرتنا هذه الى اسبانيا، اي في عام 1978 قتلها ابنها بدفع من والده كما قيل زمنذاك..!
اضغط على الرابط
سيتا هاكوبيان / دار الزمان
https://www.youtube.com/watch?v=fTic_kq7yzQ
رياض احمد / ها خوية
https://www.youtube.com/watch?v=IsXveaqCvJ0
مقام النهاوند
https://www.youtube.com/watch?v=Gbly02IqWgU
صورة 1 / عازف السنطور سعد عبد اللطيف العبيدي وحسين الاعظمي في توليدو(طليطلة) بإسبانيا 30 نيسان 1977.
صورة 2 / حسين الاعظمي في مرتفع بمدينة طليطلة
صورة 3 / علي الامام وحسين الاعظمي في ازقة مدينة طليطلة الاسبانية المتسمة بطابع البناء العربي
صورة 4 / المطرب المرحوم رياض احمد. صورة 5 / المطربة سيتا هاكوبيان.
المتواجون الان
627 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع