اخر الاخبار:
نتنياهو يتوعد حماس: دماؤكم مهدورة - السبت, 08 شباط/فبراير 2025 19:26
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (1260)- مانشيت/ 6 الفنان الناجح غاية ووسيلة

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (1260)

مانشيت/ 6 الفنان الناجح غاية ووسيلة

 

حلقات مقتطعة من كتابي (افكار غناسيقية). بعض المانشيتات الداخلية من الفصل الثالث والبحث المقدم الى مؤتمر الموسيقى العربية الدولي الثاني والعشرين في دار الأوبرا المصرية. الموافق تشرين الثاني 2013 م. (الموسيقى العربية الشعبية، الماضي والحاضر).

***

مانشيت / 6  الفنان الناجح غاية ووسيلة

 

من الوهلة الأولى، يمكننا التعرف على الفنان الشعبي والتراثي الناجح، من خلال نتاجه الغنائي والموسيقي، الذي من شأنه أن يجعل المستمع والمستمعين راضين كل الرضى بمقاييس فنية عديدة..! ولن يكون من التعسف أن نفترض أن الغناء والموسيقى العربية كمادة غناسيقية وسيلة للإبداع، من خلال وسيلتنا وغايتنا المرتجاة معاً(الفنان المؤدي الناجح) الذي يعتبر كذلك فنانا ملهِماً وملهَماً، والأكثر من ذلك انه ذلك الفنان الناجح الذي يحمل رسالته الإنسانية ليوصلها إلى الجماهير المستمعة. انه لا يوضحها ويضيئها بعمق فحسب..! بل يجعلها في الوقت نفسه، اشد رنينا وتأثيرا، وعليه ربما كان أساس الغناء الشعبي هو الإبداع.

إن المغني أو العازف الناجح، والغناء والموسيقى العربية كمادة غنائية موسيقية، شعبية او موسيقى متقنة، صنوان للإبداع متلازمان، وثيقا الصلة مع بعضهما لا يفترقان وهذا اهم ما في الأمر لأن الغاية المرتجاة، إيصال المبادئ الأخلاقية بسموها الروحي وجميع الأهداف والمشاعر السامية الكامنة في الموسيقى والغناء، بواسطة الفنان الملتزم الناجح الذي يوصل هذه المبادئ إلى الجماهير من جيل إلى جيل. فالفنان اذن، وسيلة وغاية، غاية لأننا نطمح أن نبني فنانا سامياً بروحه وفكره ومشاعره، ووسيلة لأننا نطمح عن طريق هذا الفنان الملتزم إيصال الرسالة الإنسانية إلى الإنسان أينما وجد، أو إلى اكبر عدد من الجماهير وقيادتها إلى الأخلاق الرفيعة والنبيلة.

 

هذا هو المفهوم الذي وعى له الفنان العربي في الوطن العربي عند بدايات القرن العشـرين، حتى لو كان ذلك بصورة عفوية، باعتبارهم فنانين شعبيين عفويين فطريين، حيث يمكن اعتبار هذه الحقبة من مطالع القرن العشـرين، ولادة جديدة للغناء والموسيقى الشعبية التراثية العربية في كل شعوب الوطن العربي والجغرافية العربية، بل ولادة جديدة لكل الغناء والموسيقى العربية بكل أنواعها. بكل بيئاتها وخصوصياتها المتعددة. مدينة، ريف، بادية، جبال، وديان ... الخ، وهو كذلك بمعان عديدة. 

في فترة العقود الأولى من القرن العشـرين، وهي الفترة الانتقالية التي بدأ يشتد فيها التفاعل والصـراع بين الأساليب العربية والطرق الأدائية للموسيقى العربية، رغم سيطرة وهيمنة الأسلوب الموسيقي المصري وبعض الاساليب العربية الاخرى على كيان المتذوق العربي، ابتداء من الموسيقى الشعبية التراثية المصرية، حتى موسيقاها الحديثة المقننة، من خلال فنانيها الكبار الذين ظهروا أواخر القرن التاسع عشـر وأوائل القرن العشـرين، بل حتى اليوم، حيث يميل مفهوم التفاعل الموجود بين أساليب الموسيقى الشعبية التراثية العربية في كل بيئات الوطن العربي، إلى تحرير هذا الغناء من طاعة القيود الكلاسيكية التقليدية(هامش1) في شعبيتها وتراثيتها  وفي الأداء الغنائي والموسيقي بصورة عامة. بين طرف يناضل من اجل بقاء التقاليد الشعبية القديمة ونقائها، وطرف آخر يدعو إلى تطورها والتجديد فيها..! رغم أنه ما زال يحمل ميزات جمالية خصوصية.

إن الغناء والموسيقى العربية يجب أن يقوما بدورهما الآن في التعبير عن المرحلة الزمنية الراهنة، فالمهم هو إدراك أن النتاج الفني للغناء العربي الشعبي يجب أن يمر من خلال تأمل مزاج آخر جديد، حتى يكشف عن طبيعته الإبداعية، لذلك فإن الغناء الناجح يحمل في كوامنه منطلقات فعـَّالة وأصالة مبدعة لا تختلف إلا في الدرجة عن تلك التي تكـِّون عبقرية الفنان.

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

هوامش

 - الكلاسيكية التقليديةClassicism: في الأدب والفن الميل إلى مراعاة الأشكال التقليدية والأصول المقررة التي استقر عليها العرف. ومن شأنها الاهتمام بوضوح الفكرة وعذوبة الأسلوب وتناسق العبارات، أما في الموسيقى فهي الاهتمام بموضوعية الفكرة والتركيز على توازن البناء. وتقارن الكلاسيكية بالرومانسية في اكثر الأحوال.

 

 

صورة واحدة / حسين الاعظمي 2004.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.