كـتـاب ألموقع
يوميات حسين الاعظمي (1296)- مانشيت/ 2 موقع العراق الثقافي
- المجموعة: حسين الاعظمي
- تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 19 شباط/فبراير 2025 20:19
- كتب بواسطة: حسين الاعظمي
- الزيارات: 892
حسين الاعظمي
يوميات حسين الاعظمي (1296)
مانشيت/ 2 موقع العراق الثقافي
حلقات مقتطعة من كتابي (افكار غناسيقية). بعض المانشيتات الداخلية من الفصل الثامن والبحث المقدم الى الاستذكار الذي أقيم من قبل الموقع الإلكتروني الموقر (منتدى أيامنا) بمناسبة مرور خمسين عاما على وفاة المطرب الشهير ناظم الغـزالي.
البحث (الحداثة المقامية في القرن العشرين؛ ناظم الغزالي نموذجاً).
***
مانشيت / 2 موقع العراق الثقافي
ليس من باب المصادفة أن نشأ الاتجاه الفكري والجمالي والذوقي الجديد في الغناسيقى العراقية عموماً وغناء وموسيقى المقام العراقي على وجه التخصيص. وكان لابد لهذه السمات الثقافية التطورية في العراق أن تظهر بمستوى فني تتجاوز فيه مراحلها الثقافية السابقة، والسبب في ذلك هو أن العراق أصبح منذ هذه حقبة انتصاف القرن العشرين مرة أخرى، الأرض النموذج للتطور الثقافي عموما وفي الفن الغناسيقي خصوصا بالنسبة لأكثرية المثقفين في البلاد العربية. وإن كان ذلك بطبيعة الحال بمعنى مختلف عما هو عليه الحال في كل قطر من الأقطار العربية نسبة للظروف الخاصة بكل قطر في القرن العشرين. وفي هذه الحقبة أمسـى العراق في أعين مثقفي البلاد العربية، المثل الكلاسيكي والمثل الحديث والمعاصر للتطور الثقافي بصورة عامة رغم ظروف هذا البلد غير الطبيعية. إذ كان واقع أن العراق قد مرَّ بظروف عصيبة في القرن العشـرين. ورغم ذلك مرَّ هذا البلد بتطور متصاعد استمر بصورة أكثر حدوثاً استناداً إلى تطور العامل الاقتصادي الذي ساعد على تطور نواحي أخرى مهمة بصورة عامة، حيث ظهر العراق بمظهر المثل النموذج للتطور بأسلوبه الإبداعي الجديد في التفسير الثقافي وبكل المجالات. وبذلك يكون العراق قد قدّم نفسه على نحوٍ أكيد بوصفه مثلاً يحتذى به من قبل كل البلدان النامية في العالم الثالث ومثلاً آخر للمثقفين العرب.
على أية حال فقد تحمل فنانون مقاميون مخلصون ممن كانوا يواكبون حياتهم المعاصرة في تقدمها الثقافي وتحولاتها الجمالية في العراق. كالمطرب التأمّلي حسن خيوكة، والمطرب الواقعي يوسف عمر، والمطرب الحضاري ناظم الغزالي، والمطرب التقني عبدالرحمن العزاوي، والمطرب الصوفي جميل الأعظمي، والمطرب الأصولي عبدالهادي البياتي، والمطربة الشعبية زهور حسين، والمطربة الفنية مائدة نزهت، والمطربة التقليدية سلطانة يوسف وغيرهم. على أن يعتبروا هذه التحولات الثقافية في الفن والحياة برمتها، المثل الأعلى لأي مفهوم تطوري نحو الثقافة الفنية في طرق وأساليب الغناء المقامي. وكذلك فقد أيقظت هذه التحولات الثقافية الشعور نحو زيادة الهمة لإنجاز أعمال ونتاجات فنية تحسب لهم في حقبتهم على الأقل وربما في الحقب التالية ايضاً.
إن ما يجري التعبير عنه هنا قبل كل شيء، تطور للتقليدية أو إخضاعها للتفاعلات الجديدة في التفكير والجمال والذوق. وتطوير أعلى لمضمون التعابير المقامية انسجاما مع تحولات الحقبة. والفنان الناجح يفرض حضوره حتى في أوساط من الناس لا تميل إلى تذوق الموسيقى التراثية بصورة عامة، إذ يعتبروا وأن لم يكن ذلك بحق، أن التراث ماضٍ قد انتهى ولا داعي للعودة إليه..! إلا أن الإقرار بالجذور التاريخية لهذا التراث الغناسيقي ومن ثم الانطلاق منه كقاعدة أساسية لبناء أصالة جديدة تعبر عن حقبتــنا. امر لا بد منه. أما جعله شيئا ذا صفة بالية مطلقة وجامدة فذلك شيء مرفوض.
والى حلقة اخرى ان شاء الله.
صورة واحدة / حسين الاعظمي يتوسط زملاؤه الموسيقيين من اليمين بهاء عبد الرزاق ويسارا جميل محمد علي، الواقفون يميناً وسام العزاوي وفريدة محمد علي ومحمد كمر في كانون الثاني 1992.
المتواجون الان
879 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع